قالت مصادر حكومية، الأربعاء، أن مايعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، دشن حملته لنشر الفوضى في محافظة المهرة أقصى جنوباليمن، بدعوة أبناء المحافظة للمشاركة في مليونية دعاء إليها تأييد لما اسماها ب «الإدارة الذاتية» يوم السبت القادم. واعتبرت المصادر أن دعوات رئيس مايسمى بالجمعية الوطنية بالمجلس الانفصالي «أحمد سعيد بن بريك» على منصة تويتر الأربعاء، هي بداية مرحلة الفوضى التي يقوده المجلس المدعوم إماراتياً، في محافظة المهرة. وكان القياد في الانتقالي «أحمد بن بريك» قد قال في سلسلة تغريدات رصدتها صحيفة «أخبار اليوم»، الأربعاء: أن «المهرة تحزم أمرها جنبا إلى جنب مع شقيقتها سقطرىوحضرموت وبقية محافظاتالجنوب داعمة للإدارة الذاتية للجنوب يوم السبت القادم في الغيظة بمليونية حاشدة ، لإيصال رسالة أبنائها، وصوتهم للعالم في اعلان تأييدهم ومطالبتهم بتحقيق الإدارة الذاتية للجنوب من أجل تأمين محافظتهم باحتياجاتها الضرورية من الخدمات الرئيسية من خلال إيرادات محافظتهم وإدارتها بكوادر وسواعد أبنائها. وأضاف القيادي المقرب من دوائر صنع القرار الإماراتية في تغريدة أخرى: «ونصرة وتضامنا مع أخوانهم في سقطرى الذين نجحوا في إدارة أنفسهم.. ندعوا كل أهلنا في المهرة شباب ورجال قبائل ومثقفين وصيادين وحرائر وكل فئات المجتمع للمشاركة الفعالة يوم السبت القادم». ترتيبات لخلق الفوضى إلى ذلك اعتبرت المصادر تصريحات القيادي «بن بريك»، أنها تكشف حجم التحركات والترتيبات التي تقوده الرياض وأبوظبي، من خلال الدفع بمايعرف بالانتقالي الجنوبي لا استهداف الشرعية اليمنية في المقام الأول، في الجغرافيا الجنوبية لليمن، وخلق نوع من الفوضى في محافظة المهرة التي تناهض مشاريع تلك العواصم الخليجية. وتربط المصادر تلك التحركات التي يقوده مايسمى بالانتقالي الجنوبي في الجنوباليمن، مع الإطالة المتعمدة للحوار في الرياض، في مساعي سعودية لتمرير صيغة جديدة ومعدلة للاتفاق الذي تم التوقيع عليها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بين الحكومة الشرعية والانتقالي الجنوبي. والثلاثاء كشف نائب رئيس مجلس النواب، عبد العزيز جباري ، عن ما اسماه «اتفاق الريتز» وهو اتفاق جديد يكون بديلا ل»اتفاق الرياض» الذي وقعته الحكومة اليمنية الشرعية وما يسمى ب”المجلس الانتقالي الجنوبي“، المدعوم إماراتياً، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وفي وقت سابق توعد ما يسمى «المجلس الانتقالي الجنوبي» المدعوم من دولة الإمارات، بتطبيق إدارته الذاتية على محافظة حضرموت، شرق اليمن، في الأيام المقبلة. جاء ذلك في كلمة رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي أحمد بن بريك لأتباعه الذين احتشدوا، السبت الماضي، في مدينة المكلا عاصمة حضرموت. وقال بن بريك إن «حضرموت هي مكملة للعاصمة عدن في تحقيق الإدارة الذاتية على أرض الواقع»، مضيفا أن «الأيام القادمة ستكون جهودنا مبذولة في تنفيذها، أكانت بغياب الحكومة (الحكومة المعترف بها) أو بحضور الحكومة القادمة المتفق عليها».
تهديدات مضادة في موازاة ذلك هددت لجنة الاعتصام السلمي بمحافظة المهرة، الثلاثاء، باستئناف احتجاجاتها ضد ما وصفته ب»الاحتلال السعودي الإماراتي».
جاء ذلك في بيان للجنة التي تتزعم الاحتجاجات المناهضة للتواجد السعودي بالمهرة، نشرته على صفحتها ب»فيسبوك»، ردا على نية المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا، تنفيذ فعالية جماهيرية السبت، بعاصمة المحافظة. وذكرت اللجنة أن «أدوات الاحتلال السعودي الإماراتي تسعى للتصعيد من خلال دعوة الانتقالي إلى ما أطلقوا عليه فعالية الزحف إلى الغيضة يوم السبت المقبل». وأوضحت أن الفعالية تأتي لخلق فوضى والاستيلاء على مؤسسات الدولة الشرعية في المحافظة تكرارا لما حدث في سقطرى (سيطرة الانتقالي على سقطرى)، واستغلالا لغياب محافظ المهرة (محمد علي ياسر الذي استدعته السعودية الأحد الماضي للرياض) بنية مبيتة لتمرير فعالياتهم ومخططاتهم. وثيقة الشرف وفي سياق متصل دعا الحراك الثوري بمحافظة المهرة، الأربعاء، كافة المكونات السياسية والاجتماعية في المحافظة إلى دعم وثيقة الشرف لحماية المهرة. وأكدت قيادات من الحراك الثوري -خلال لقائها يوم الأربعاء وكيل المهرة لشؤون الشباب بدر كلشات- دعمها الكامل للجهود المبذولة من قبل لجنة ميثاق الشرف المكلفة من قبل المحافظ محمد علي ياسر لإنجاز اتفاق يضمن تجنيب المحافظة أتون الصراع. وقالت قيادات الحراك إن وثيقة الشرف هي المخرج الوحيد لتجنيب المحافظة أتون الصراع في ظل الأزمة الراهنة التي تشهدها المحافظاتالجنوبيةواليمن عموماً. والأحد، اتهمت لجنة اعتصام المهرة السعودية بإفشال جهود أبناء المهرة في التوقيع على وثيقة شرف لتجنيب المحافظة الصراع التي كان من المفترض أن توقع الأحد الماضي، حيث عمدت إلى استدعاء المحافظ بن ياسر إلى الرياض قبل ساعات من توقيع الوثيقة. وأوضحت أن المجلس الانتقالي لا يمكن أن يكون الممثل الوحيد للجنوب، مشيرة إلى عدم أحقية أي مكون سياسي في مصادرة رأي الجميع. وكان المجلس الانتقالي، قد أعلن في 25 نيسان/ إبريل الماضي، ما أسماه «الإدارة الذاتية للجنوب»، في خطوة لاقت رفضا محليا وإقليميا ودوليا.