غادر عدد من وزراء الحكومة اليمنية الشرعية، بينهم الوزير المستقيل «صالح الجبواني»، عبر طائرة سعودية أقلتهم من مطار سيئون إلى العاصمة السعودية الرياض، في الوقت الذي وصل فيه القيادي السلفي في مايعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي «هاني بن بريك»، والمدير السابق لشرطة عدن «شلال شايع» إلى العاصمة نفسها بناء على دعوة سعودية. وفي التفاصيل، نقلت وسائل إعلام يمنية وعربية عن مصادر حكومية قولها: أن الطائرة السعودية الخاصة نقلت عددا كبيرا من وزراء الحكومة بينهم الوزير المستقيل «صالح الجبواني». وأفاد مصدر مقرب من الجبواني، إن الزيارة جاءت بناء على دعوة سعودية خاصة. وجاءت هذه الدعوة للجبواني بعد أيام من إعلانه «الاستعداد لمواجهة «المجلس الانتقالي» المدعوم من أبوظبي، إذا لم يتم تنفيذ اتفاق الرياض». قيادات مثيرة للجدل ويتزامن استدعاء وزير النقل اليمني المستقيل «صالح الجبواني» من قبل المملكة العربية السعودية مع وصول القيادي السلفي في المجلس الانتقالي الجنوبي «هاني بن بريك»، برفقة باقي أعضاء المجلس الذين قضوا إجازة العيد في العاصمة الإماراتيةأبوظبي. ونقلت صحيفة «العربي الجديد» عن مصدر حكومي قولة: «أن السعودية تسعى خلال اليومين القادمين، لاستدعاء المزيد من القيادات المثيرة للجدل في صفوف الشرعية والمجلس الانتقالي، لمزيد من التشاور حول تشكيل حكومة الشراكة المرتقبة، واحتواء أي اضطرابات قد تحول دون تنفيذ الشق العسكري». وكانت الرياض تصنف «الجبواني» و»هاني بن بريك» ضمن جناح مؤجج للأحداث، التي شهدتها عدن في أغسطس/آب الماضي، ضمن مجموعة من الشخصيات المدنية والعسكرية، كما منعتهم من العودة إليها. وأضاف المصدر، أن القائمة تشمل من صف الشرعية وزير الداخلية في الحكومة «أحمد الميسري «ووزير النقل المستقيل «صالح الجبواني»، ومن الانفصاليين نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي «هاني بن بريك» والمدير السابق لشرطة عدن «شلال شايع». واشترط اتفاق الرياض، في نسخته الأولى، عدم منح تلك الشخصيات المثيرة للجدل أي مستقبل سياسي في الحكومة المرتقبة، ولا يُعرف ما إذا كانت السعودية قد تراجعت عن ذلك أم لا. ووفقا للمصدر، فإن عدم منح أحمد الميسري أي دور بالحكومة المرتقبة كان شرطا رئيسيا للمجلس الانتقالي، وهو ما جعل الشرعية تطالب بالمقابل بعدم منح شخصيات انفصالية، على رأسها هاني بن بريك وشلال شايع وقائد المنطقة العسكرية الرابعة فضل حسن، أي دور مستقبلي أيضا. تحفيز اتفاق الرياض إلى ذلك تسعى الرياض للدفع نحو تنفيذ باقي بنود اتفاق الرياض، الذي أثمر حتى الآن عن تأدية محافظ عدن أحمد حامد لملس القسم الجمهوري أمام الرئيس هادي، وتعيين مدير لشرطة عدن، فضلا عن تكليف الدكتور معين عبد الملك بتشكيل الحكومة المرتقبة. ومن المقرر أن تستأنف اللجان المشتركة بالشرعية والمجلس الانتقالي، يوم الأربعاء، مشاوراتها غير المباشرة بالرياض، بعد عودة رئيس البرلمان «سلطان البركاني»، مساء الثلاثاء، من العاصمة المصرية القاهرة، وعودة وفد المجلس الانتقالي من أبوظبي. وعقدت حكومة تصريف الأعمال، الثلاثاء، أول اجتماعاتها في الرياض، برئاسة رئيس الحكومة المكلف معين عبد الملك، وأكدت التزامها ودعمها الكامل لاستكمال بقية بنود آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض. ووفقا لوكالة «سبأ» الرسمية، فقد أكد عبد الملك، ضرورة استمرار حكومة تصريف الأعمال في القيام بواجباتها ومسؤولياتها حتى تشكيل الحكومة الجديدة وعودتها إلى العاصمة المؤقتة عدن وأداء اليمين أمام الرئيس هادي. «احتواء وتهدئة» وفي أبريل/ نيسان الماضي، قدم الجبواني استقالته إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي، احتجاجا على قرار بإيقافه عن العمل. واتهم الجبواني، في رسالة استقالته آنذاك، رئيس الحكومة معين عبد الملك، ب»الوقوف مع المجلس الانتقالي الجنوبي (المدعوم إماراتيا) في مترس واحد». «احتواء وتهدئة» وأكد مصدر حكومي أنه تم استدعاء وزير النقل السابق، «في مسعى لاحتوائه، حتى لا يذهب بعيدا»، دون أن يقدم تفاصيل إضافية حول ما يقصد. وقال المصدر لموقع «عربي21»، مشترطا عدم كشف هويته: «تصريحات الجبواني الأخيرة الذي يتمتع بحضور وثقل كبيرين في محافظة شبوة (جنوب شرق)، أحدثت إرباكا في الرياض». وأضاف: «مواقفه المعلنة من التحالف الذي تقوده السعودية، وسياساته في محافظاتالجنوب، دفعهم للتفكير في استيعابه». وتوقع المصدر الحكومي «فشل مساعي التهدئة والاحتواء مع الجبواني، الذي يقود مع آخرين تيارا ممانعا لسياسات التحالف السعودي الإماراتي في البلاد». وقبل نحو أسبوع، أعلن الجبواني عبر تويتر، أنهم «جاهزون للمعركة مع الانتقالي.. ولا مجال لمزيد من التنازلات التي يدفع إليها البعض في الشرعية من الإمارات»، في تلميح إلى رئيس الوزراء الحالي، معين عبدالملك. والجبواني واحد من المسؤولين اليمنيين الذي وجهوا انتقادات للمملكة وأبوظبي، في الوقت الذي كان حاضرا في المعارك التي شهدتها مدينة عدن، جنوبا، بين القوات الحكومية ومليشيات الانتقالي، التي انتهت بسيطرة الأخيرة عليها في آب/ أغسطس 2019.