كشفت مجموعة من الخطابات والمذكرات التي تم تداولها في إدارة التربية والتعليم بمديرية القاهرة محافظة تعز من جهة وبين كل من إدارة المجلس المحلي بالمديرية ومكتب التربية والتعليم من جهة أخرى حقائق الفساد الذي يعاني منه قطاع التعليم في بلادنا. حيث حصلت (أخبار اليوم) على نسخ من تلك الخطابات والتي من خلالها يتضح ارتكاب مجموعة من الإختلالات والتجاوزات في العملية التعليمة وذلك في أكبر مجمع تعليمي بالمحافظة ممثلاً في مدرسة ثانوية تعز الكبرى والتي يديره عبد العزيز سيف. ومن خلال تقارير اللجان المكلفة بالمتابعة وتقصي الحقائق في تلك الإختلالات والتجاوزات والتي كان من أبرزها تحويل مدرسة ثانوية تعز إلى مزاد علني لبيع التعليم من خلال التلاعب والتزوير في محصلات الطلاب ونتائجهم وإسقاط أسماء وإضافة آخرين كما تبين ذلك من خلال التقرير الذي عزا أسبابها ذلك إلى الآتي: 1- اختيار المدرسة لإجراء امتحان التعليم الغير نظامي ( منازل ) والذي لم يكن موفقاً. 2- لم يتم مراعاة الأسس الصحيحة للامتحانات لأنه يمكن لمن شاء أن يرسل من يؤدي الامتحانات بدلاً عنه. 3- عدم وجود كنترول لتنظيم العملية التعليمية. 4- لم تتم عملية التصحيح المتعارف عليها. 5- عدم تجهيز الامتحانات من اليوم السابق. 6- استمرار عملية القيد والتسجيل حتى بدء الامتحانات. 7- قبول طلاب تم فصلهم من مدارس أخرى بمبالغ مالية كبيرة. 8- ضعف مستوى الأسئلة الإمتحانية. وأوضحت الخطابات مدى استهتار مدير المدرسة عبد العزيز سيف باللوائح والأنظمة الإدارية وعدم احترامه لمركزه ووظيفته ونسيانه بأنه مسؤول عن بناء جيل سيصبح فيما بعد هو الحامي والحارس والباني لهذا الوطن ويتضح ذلك جلياً في اللامبالاة وعدم الرد السريع والفوري على الأوامر الصادرة إليه بتصحيح الإختلالات التي حدثت وعدم التكرار لها مستقبلاً. علماً بأنه خلال فترة لم تتجاوز فترة الثلاثة أشهر من العام الدراسي 208/2009م كان الإصرار على عدم التنفيذ والتقيد باللوائح والأنظمة الإدارية هو الشغل الشاغل لمدير المدرسة الأمر الذي دفع بإدارة المديرية إلى محاولة تصحيح الخلل من خلال مذكرات لكل من مدير عام المديرية رئيس المجلس الحلي حميد علي عبده سرحان ومدير مكتب التربية والتعليم/ مهدي علي عبدالسلام ليتم خلالها توضيح التجاوزات والمخالفات المرتكبة في حق التعليم في المحافظة من قبل مدير مدرسة ثانوية تعز الكبرى عبد العزيز سيف ، ومن ثم تم إشراك محافظ المحافظة في هذا الأمر وتم توجيه مذكرة إلى النيابة ليأخذ التحقيق مجراه وإحالة المخالفين إلى نيابة الأموال العمة بتعز. وذكر التقرير الذي أعدته اللجنة المكلفة من قبل إدارة مكتب التربية والتعليم أن عملية الامتحانات لطلاب التعليم الغير نظامي ( المنازل ) تتم بآلية تساعد على فساد التعليم وتشجع على عملية التسرب من التعليم النظامي إلى التعليم غير النظامي. واستنتجت اللجنة أن هذه العملية فاشلة ويستوجب إيقافها أو إعادة النظر في آليتها. ويوضح التقرير أن ما يجري في مدرسة ثانوية تعز الكبرى ليس امتحانات لطلاب منازل بقدر ما هي مهزلة حقيقية بالعملية التعليمية يدركها الطلاب قبل المجتمع ، كما أن نسبة 30% من مدرسي المدرسة يعملون في مدارس أهلية وخاصة. وخلص تقرير اللجنة إلى وضع آلية دقيقة لامتحانات المنازل ونقل موقع إجراء امتحاناتها إلى مدرسة الفاروق الثانوية ومحاسبة المعنيين عن العملية على المبالغ التي تم تحصيلها من الطلاب والتأكد من مدى شرعيتها وأوجه الصرف التي تم العمل بها. ورأت اللجنة كذلك محاسبة إدارة الامتحانات عن أوجه القصور التي صاحبت العملية كما أضافت أن يتم توجيه لفت نظر شديد اللهجة لمدير المدرسة. وأوصت اللجنة في ختام تقريرها باستبعاد جميع الأسماء من كشوفات النتيجة والغير موجودين في كشوفات القيد والمحصلات. إضافة إلى إلغاء كافة التعديلات على الدرجات الخاصة بالامتحانات ووضع المعالجات القانونية للطلاب الذين تم استبعادهم من كشوفات النتيجة. كما أوصت اللجنة بأخذ تعهد من مدير المدرسة بعدم التكرار لمثل هذه الخروقات. غير أن إدارة المدرسة وبضربها لهذا التقرير عرض الحائط والذي لم تلق له أي أهمية حيث ظلت في عنادها وغيها واستمرار المخالفات التي يمكن أن تؤدي بدورها إلى حرمان ما يقارب 1200 طالب من دخول امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي 209/2010م وهو الأمر الذي دفع بإدارة التربية بمديرية القاهرة ممثلة في مديرها محمود عبد القادر نعمان إلى وضع الجهات صاحبة القرار بالمحافظة في الصورة وذلك كله موضح من خلال المستندات التي حصلت الصحيفة على نسخة منا. ولأن بعض القائمين على العملية التعليمية تحولوا إلى تجار وسماسرة على حساب الطلاب وأصبحت التربية والتعليم في آخر سلم الاهتمامات. ولأجل كل تلك المخالفات والتجاوزات كان لابد من إحالة القضية إلى نيابة الأموال العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية حيال ما جاء في أوليات القضية. تفاصيل الخطابات والمذكرات - 18/2/209م مدير إدارة التربية بمديرية القاهرة يطالب مدير مدرسة ثانوية تعز بكشوفات أسماء الطلاب الذين ليس لديهم محصلات شهرية والمتظلمين والمتميزين والذين تم ترفيع درجاتهم والذين أعيد امتحانهم ومن سقطت أسماؤهم. - 28/3/2009م مطالبة مدير المدرسة بالحضور والالتزام وتنفيذ ما توصلت إليه اللجنة. - 1/4/2009م التزام مدير المدرسة وتعهده بعدم تكرار ما حدث من اختلالات وتصحيح المخالفات. - 14/4/2009م توجيه لفت نظر وإخطار نهائي لمدير المدرسة. - 15/4/2009م مدير إدارة التربية بمديرية القاهرة يوجه مذكرة إلى مدير عام المديرية رئيس المجلس المحلي يطلعه من خلالها على الإختلالات والتجاوزات في العملية التعليمية والمتمثلة في مدرسة ثانوية تعز الكبرى. - 18/4/2009م مطالبة مدير المدرسة بإعادة النتيجة كاملة ومعالجة الإختلالات. - 29/4/2009م مدير التربية بالمديرية يخاطب رئيس المجلس المحلي بالمديرية بقيام إدارة مدرسة ثانوية تعز بفتح التسجيل للتعليم الغير نظامي ( منازل ) دون إشعار المديرية بتحديد رسوم تبلغ أكثر من 1000ريال على الطالب.