في افتتاح الندوة الوطنية لمناقشة تقرير دراسة تحليل نتائج الأولمبياد الدولي لاختبارات مادتي العلوم والرياضيات للصف الرابع الأساسي قال معالي وزير التربية والتعليم: إن النتائج تعكس الاختلالات الحاصلة في العملية التعليمية والتي أوضحت بجلاء عدم قدرة الطلاب المشاركين في الأولمبياد على قراءة أسئلة الامتحانات، وقال أيضاً: إن اليمن كان يريد المشاركة في الأولمبياد الدولي لامتحانات مادتي العلوم والرياضيات للصف الثامن غير أن معدل القبول مازال متدنياً يرافقه تسرب مستمر لطلبة الصف الثامن وأهم ماقاله معالي الوزير إن وزارته أصدرت تعميماً إلى جميع مكاتبها في المحافظات لتقييم الإدارات المدرسية باعتبارها حجر الزاوية للمنظومة التعليمية. على الرغم من مرارة الفشل التي ابتلعناها في ذلك الأولمبياد إلا أنها جاءت نتيجة كاشفة للواقع التعليمي الذي نعايشه داخل الفصل الدراسي وفي التعامل مع الإدارات المدرسية والإدارات التعليمية في مكاتب الوزارات وداخل الأسرة. إذا كان طلاب الصف الرابع الأساسي الذين شاركوا في امتحانات الأولمبياد مشكلتهم عدم القدرة على قراءة أسئلة الاختبار فإن المشكلة نفسها يامعالي الوزير ستتكرر مع طلاب الصف الثامن الذين يسعون جاهدين في المنافسات الأولمبية ولن تكون مشكلة تسرب التلاميذ من التعليم هي المشكلة الأساس. مشكلتنا الأساسية يامعالي الوزير مع الطلاب المقيدين في كشوفات الإدارة المدرسية أنهم غير منتظمين ، إذا ماتركنا مشاكل المنهج والمعلم والبيئة التعليمية جانباً وركزنا على نقطة واحدة هي حضور الطلاب قاعة الدرس فإننا سنكتشف حقائق مفزعة. لديّ كشوفات ووثائق لاتجعل مدير المدرسة فقط يقدم استقالته أو يُقال، لا بل إن كل الجهات المسئولة عنه إلى قمة الوزارة يجب أن يُقالوا أو يقدموا استقالتهم في أكبر مدرسة في الجمهورية من حيث عدد الطلاب المقيدين في كشوفات المدرسة ولم يحضروا قاعات الدرس من أول العام الدراسي حتى اختبارات الفصل الأول في الصف الثاني الثانوي علمي ولاتوجد لهم محصلات في دفاتر رصد الدرجات لدى المعلمين ومنحوا محصلات من إدارة المدرسة في الكنترول... 353 طالباً كيف حصل هؤلاء على هذه المحصلات ؟!! طبعاً طلاب الصف الثاني الثانوي ليسوا الوحيدين، وقس على ذلك جميع الفصول، التقرير الذي رفعه ثلاثة من أفضل الموجهين المشهود لهم بالإخلاص في العمل كان كاشفاً لكل الاختلالات التي تمارس في هذه المدرسة وأتمنى أن يطلع عليه معالي الوزير. وعلى ضوء ذلك التقرير تم توجيه مذكرة إلى الأخ مدير عام مكتب التربية والتعليم برقم 123وتاريخ 2009/4/15 أوضحت كل ذلك، وبنفس الوقت تم رفع نفس المذكرة إلى جهات أخرى من قبل مدير مكتب التربية بالمديرية. يامعالي الوزير قلتم: إن الإدارة المدرسية هي حجر الزاوية للمنظومة التعليمية وهذا القول أصاب كبد الحقيقة، فهل يتم وضع آلية لتعيين مديري المدارس بعيداً عن المحسوبية والعوامل الشخصية والسياسية؟! إن بقاء مديري بعض المدارس رغم روائح الفساد التي تفوح من أعمالهم تقف خلفها حسابات أخرى ليس لها علاقة بالتعليم ومستقبل الأجيال والوطن. إن فلذات أكبادنا يوهمونا أنهم في الفصول الدراسية وهم على مقاهي الإنترنت ونوادي لعب الأتاري والبلياردو، يساعدهم على ذلك تواطؤ إدارات بعض المدارس التي انتزعت منها الأبوة والضمير ليتعاطفوا مع الطلاب ويمنحوهم درجات ومحصلات بمقابل مبالغ مالية، وهذه الجريمة لاتقتصر على تجهيل أبنائنا وإيهام وزارة التربية والتعليم والمجتمع بالأعداد المنتضمة في التعليم بل إنها تعلم أبناءنا ممارسة الرشوة والفساد في الجهات التي يؤمل عليها تعليمهم القيم والأخلاق والمثل، فكيف يستقيم سلوكهم في المستقبل؟ هذه المدرسة ليست إلا نموذجاً لمدارس عدة تمارس نفس الفعل أو تحتاج لمن يكشف عنها وبالمقابل هناك مدارس وخصوصاً مدارس البنات لا تمتلك إلا أن نقف لها إكباراً وإجلالاً.