اشترطت جماعة الحوثي الانقلابية، أصلاح بعض الأضرار البسيطة في ناقلة النفط صافر الراسية في رأس عيسى بالحديدة غربي اليمن، الأمر الذي رفضته الأممالمتحدة، بحسب مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية. ووفقا للمركز في افتتاحية تقريره الشهري «رهينة على البحر الأحمر»، فأن الأممالمتحدة ترى بأن السفينة تحتاج إلى إصلاحات رئيسية، مؤكدة أن تخزين الناقلة للنفط الخام بطريقة آمنة قد يكون مستحيلًا نظرًا لانتهاء العمر الافتراضي للسفينة. وأشار مركز الدرسات الاستراتيجية، إلى أن جماعة الحوثي الانقلابية، نكثت بالتزامها في السماح للأمم المتحدة بإرسال مفتشين لتقييم الأضرار في السفينة، بعد أن رفضت الأخيرة الموافقة على شروطهم بأن يصعد المفتشون إلى السفينة لإجراء إصلاحات بسيطة وأولية فقط. ولفت التقرير، إلى أن جماعة الحوثي جعلت من خزان صافر رهينة للحصول على المزيد من التنازلات خلال المشاورات، مؤكدًا أن الجماعة تخشى مطالبة الأممالمتحدة والمجتمع الدولي بإفراغ السفينة من النفط المخزن. وقال المركز إن الخلاف بين الحكومة الشرعية والانقلابيين الحوثيين بشأن الخزان تتعلق بمصير عائدات بيع النفط المخزن في الناقلة والمقدر بأكثر من مليون برميل. وأضاف أن الحكومة والحوثيين يتصرفان وكأنهما لا يتحملان الحد الأدنى من المسؤولية لمنع الكارثة الهائلة التي قد تلحق باليمن والمنطقة. وبحسب المركز فإن جماعة الحوثي ردت بأن أضرار السفينة لن تصيبها، بينما قال مصدر حكومي إن ما يحدث لم يكن خطأ الحكومة. ودعا مركز صنعاءالأممالمتحدة والفاعلين الدوليين إلى توخي الحذر وعدم تشجيع مطالب الحوثيين في تقديم المزيد من التنازلات، وممارسة الضغط على الطرفين لتفادي كارثة محققة، خصوصًا بعد تسرب مياه البحر إلى داخل الناقلة، واحتمال تراكم الغازات شديدة الاشتعال داخلها. وقال إن الكارثة لن تقتصر على التلوث البيئي بل ستشمل آثارًا اقتصادية وإنسانية واسعة النطاق، من بينها تدمير الشعاب المرجانية، وتوقف حركة الصيد للآلاف، كما قد تؤدي بقع النفط إلى إغلاق مينائي الحديدة والصليف، واضطرابات في حركة التجارة الدولية. وفي وقت سابق كشفت الأممالمتحدة عن تسرب في غرفة المحرك لناقلة النفط صافر، كاد يتسبب في كارثة اقتصادية وبيئية. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حذر من تسرب نفطي محتمل من ناقلة «صافر» الراسية قبالة الساحل الغربي لليمن، في منطقة تخضع لسيطرة جماعة «الحوثي». وفي 27 أيار/ مايو، تسربت المياه إلى غرفة المحرك بالناقلة، مهددة بزعزعة استقرار السفينة بأكملها وإغراقها، وربما انسكاب كل النفط في البحر. وترسو سفينة «صافر» على بعد 60 كيلومترا من ميناء مدينة الحديدةاليمنية، وتعمل منذ عام 1988 كمحطة تخزين وتفريغ عائمة، لاستقبال وتصدير النفط اليمني وتحميله على السفن، لكن منذ استيلاء الحوثيين على الحديدة ومحيطها في عام 2015، لم تتلق السفينة أي صيانة، ما يحولها إلى تهديد يلوح في الأفق.