مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مألوف لكنه مختلف.. الأيديولوجية الحوثية وآثارها على اليمن
نشر في أخبار اليوم يوم 23 - 12 - 2020

تعريف جماعة الحوثي كجماعة متطرفة إرهابية بات أمرًا يفرضه الواقع فممارسات هذه الجماعة تجاوزت كل وقائع وتصرفات الجماعات المتطرفة والمصنفة جماعات إرهابية..
جماعة الحوثي وفق تعريف حاولت السفارة اليمنية في واشنطن تقديمها للمجتمع الأمريكي والغربي في تقريرها الذي رأينا ان إعادة نشره يعزز من حيث الاستدلال والمرجع هذا المفهوم ان هذه الجماعة ليست إرهابية تعتمد على عنصر التطرف الديني فقط.. فهذه الجماعة إضافة الى اعتمادها على عنصر التطرف الديني فإنها تذهب الى اعتمادها العقائدي الطائفي والسلالي في عملية تمييز لا يمكن ان تقبل بها الإنسانية.
لذلك رأينا إعادة نشر هذا التقرير مع تقديرنا وشكرنا لمن وقفوا وراء إعداده
هل تعتبر مبادئ وعقيدة جماعة الحوثي متطرفة، خلاف ما يعتقده بعض النشطاء الغربيون؟
يعود أصل نبتة دراسينا سيناباري - والتي عادةً ما تعُرف باسم شجرة التنين او في اليمن باسم شجرة دم الأخوين - إلى جزرة سقطرى، والتي تقع قبالة الساحل اليمني- وهي أحد أشكال الحياة النباتية النادرة والخاصة باليمن. عندما تقوم بقطع لحائها تتحول المادة الصمغية إلى اللون الأحمر لون الدم، مما جعلها مصدراً للشؤم في العالم القديم. تنتشر فروعها المدعمة بجذع ثقيل يتكون من عدة أقدام مما أعطاها مظهر المظلة الكبيرة كطريقة للتكيّف الألاف السنين ولكي تحمي النبتات الصغيرة من حرارة الشمس. على الرغم من شابهها مع عدد من أشجار التنين الأخرى الأصلية في الأراضي القاحلة، إلا أٔنّ شجرة سقطرى (دم الأخون) يمنية بامتياز.
يعود أٔصل نبتة دراسينا سيناري المعروفة باسم شجرة التنين ٕالى جزرة سقطرى الواقعة قبالة السواحل اليمنية.
وعلى غرار شجرة التنين، تعُتبر جماعة الحوثيين جماعة راديكالية ومتطرفة لا تتواجد بشكل بيّن وقاطع إلا في اليمن وحده، لكن يمكن القول أٔنهّا تشابه أٔي منظمة إرهابية أخرى في اليمن وخارجه حيث يتم تغذيتها عن طريق المعتقدات الرجعية والمتطرفة والطائفية. وتأثرت جماعة الحوثي بأهداف الثورة الإيرانية، وتشكلت بأفكار جماعة «الشباب المؤمن» التي تم تشكيلها في عام 1998 والتي كانت البذرة الأولى للمشروع الحوثي. عقيدة الجماعة الحوثية التي صاغها مؤسسها حسين بدرالدين الحوثي فيما يعُرف بملازم حسين الحوثي - وهي مجموعة من الكتب المطبوعة على دفعات ككراسات متفرقة أٔو أجزاء - والتي يمكن تلخيص جوهرها في شعار الجماعة «الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام. « وتعتبر جماعة الحوثي إيران وحزب الله سادة المقاومة ضد أمريكا وإسرائيل، بل انها تطلب من أتباعها أٔن يكونوا أكثر حزماً وصرامة منهم وكونهم أفراد سلالة مشرفة، كذلك لجماعة تمجد أسامة بن لادن كقائد يحتذى به.

المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية
الجدير بالذكر عن تأسيس هذه الجماعة هو تركيزها على المحرومين والمهمشين وخصوصاً الشباب، فقد سعى الحوثيون على مدى أكثر من عقدين من الزمن الى التأثير على فئة الشباب لدعم مشروعهم الرجعي والعقيدة الملالية الإيرانية وشبكتها الإرهابية ولزرع كراهية كل من يخالف مشروعهم. وقد تمكنوا من إعداد قوة شبابية ظهرت جليا بعد انقلابهم على الشرعية في عام 2014، وقد جندت الجماعة أكثر من 70 ألف طفل أعمارهم دون الخامسة عشر تم اعدادهم فكريا وبدنيا عن طريق حضور المخيمات ا لصيفية ومراكز التطرف حيث يتم إعدادهم وتدربهم عسكريا وارسالهم للصفوف الأمامية لمواجهة ما سمونه أعداء الحوثيين. وعلى الرغم من مخاطر هذه المراكز التي تغذي التطرف والعنف الا ان الحوثيون فخورون بهذه المعسكرات ويدركون أٔن آثارها ستستمر لأجيال لاحقة.
ومنذ ايامها الأولى بعد الانقلاب، استهدفت العقيدة الحوثية المتطرفة النسيج الاجتماعي اليمني وقامت بتفكيكه وتقسيمه وصنفت اليمنيين ما بين قناديل وهم من تنتمون لسلالتهم وزنابيل وهم بقية افراد الشعب اليمني، وتعرض التنوع الديني والاجتماعي اليمني لأشد أنوع العنف والتحريض حيث ألحقت جماعة الحوثيين الأذى بالأقلية اليهودية والبهائية. تستهدف المبادئ الأساسية في ملازم الحوثيين بشكل مباشر هذه الأقليات وكل من يقف ضد الحوثيين وتزعم أنهم منافقون ومرتدون وخونة ودعاة للفتنة وتتخذ تدابير جسدية ونفسية ضدهم.
تحلل هذه الورقة بعمق أيديولوجية الحوثيين المشوهة، ليس فقط بهدف إيضاح التشابهات التي تحملها الجماعة مع غيرها من المنظمات الإرهابية المدعومة من قبل إيران كحزب الله في لبنان، بل أيضا لإظهار تفردها وتأثيرها السلبي على الشعب اليمني. كما أٔن هذا المبحث سيقوم بإيضاح التهديد الذي تشكله المليشيات الحوثية المدعومة من إيران على العالم، والتأثير طويل الأجل الذي ستخلفه على الأجيال المستقبلية. الحوثيون ليسوا مجرد حركة سياسية، بل هم راديكاليون متطرفون يسعون إلى تغيير كل أجزاء المجتمع اليمني وجوانبه الدينية والثقافية والاجتماعية بأيديولوجيتهم المشوهة والمدمرة.

سيُعرّف هذا المبحث عن كثب توجهات الحركة، بدءاً بولادتها الأيديولوجية لفحص معتقداتها المشوهة والكشف عن جمهورها المستهدف، ثم يستخلص بالغوص عميقاً في الخطر المحدق الذي تحمله هذه الجماعة على المجتمع اليمني وعلى العالم أجمع. قبل نقلاب الحوثي على الشرعية، لم تدرك الكيانات السياسية اليمنية التهديد العقائدي الأيديولوجي الحقيقي الذي شكله هذه الجماعة، فقد سُمح للحوثيين لمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني بين عامي 2013 و2014، كما أنه تم تمثيلهم في الحكومة المشكلة في تلك الفترة على الرغم من الممارسات الواضحة للجماعة في نشر الكراهية والعنف في مختلف أنحاء اليمن بغرض تغيير عقول الرجال والنساء والأطفال الأبرياء واستمالة قلوبهم والذي قاد فيما بعد إلى انقلابهم على الشرعية والدستور اليمني. هذه الورقة تهدف إلى شرح الصورة بوضوح للذين مازالوا يتناسون أٔو غير قادرن على إدراك الخطر الحقيقي الذي يمثله الحوثيين على الجيل اليمني والدولة المدنية. لا يجب أٔن يسمح المجتمع الدولي للحوثيين أٔن يواصلوا محاولاتهم لتفكيك النسيج الاجتماعي اليمني وتدمير الشباب وبث الإرهاب حيث يتطلب الأمر جهود متكاتفة وصادقة من المجتمع الدولي لإحباط مساعيهم.

ملازم حسين الحوثي
البذور
« نعود من جديد أمام هذه الأحداث لنقول: هل نحن مستعدون أٔن لا نعمل شيئاً؟ ثم إذا قلنا نحن مستعدون ان نعمل شيئا فما هو الجواب على من يقول: ماذا نعمل اقول لكم ايها الاخوة اصرخوا، أٔلستم تملكون صرخة ان تنادوا:
{الله اكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام.}
أٔليست هذت صرخة يمكن لأي واحد منكم ان يطلقها؟ بل شرف عظيم لو نطلقها نحن الان في القاعة فتكون المدرسة وتكونون أنتم اول من صرخ هذه الصرخة التي
بالتأكيد بإذن الله ستكون صرخة ليس في هذا المكان بل وفي اماكن اخرى وستجدون من يصرخ معكم ان شاء الله في مناطق اخرى.»
حسين الحوثي كاتب الملزمات التي تعبر عن المبادئ الموجهة للمتمردين الحوثيين يستند الفكر الحوثي على ملازم حسين الحوثي والتي تتكون من أكثر من 2000 صفحة يزعم أنصار الحوثي أنها وحي من القران وأٔن حسين الحوثي القرأنٓ الناطق والشهيد القائد، ويتم الترويج لها في كل أنحاء اليمن عن طريق منابر المساجد والمدارس والمراكز وعن طريق وسائل التواصل الاجتماعي والراديو والقنوات الحوثية كقناة المسيرة التي تعتبر قناة الجماعة الرسمية.
تعتبر الملازم الطريق والمنهج للجماعة وفيها أفكار الحوثي وممارساته اليومية وسياساته وعلاقة الجماعة مع المجتمع المحلي والإقليمي والدولي ونظرتها لمجمل النسيج الاجتماعي في اليمن. وجاءت مسميات هذه الملازم تحت عناوين مختلفة مثلاً دينية كأسماء بعض سور القرأنٓ ، مثل سورة آل عمران، أٔو مسميات أخرى كخطر التدخل الأمريكي في اليمن، الإرهاب والسلام ،مسؤولية أٔهل البيت وغيرها .
تعُتبر الملازم مزيج من الأيديولوجية الطائفية العنصرية المتطرفة المشوهة والفكر الملالي الإيراني، وتشكل تهديدا خطيراً يسعى إلى تسميم عقول الأطفال والشباب اليمنيين وغرس الأفكار الراديكالية المتطرفة عن طريق تغيير المناهج المدرسية، كما أنها شدد على مفهوم الاصطفاء الإلهي للحوثيين حيث يجب على جميع اليمنيين اتباعهم وخدمتهم ونصرتهم في مشروع الجهاد ضد الولايات المتحدة وإسرائيل والداعمين لهما من اليمنيين المرتدين والمنافقين. هذه الأفكار المتطرفة والراديكالية سيكون لها تأثير سلبي دائم على اليمن وأجياله وسنعاني منها لعقود.
علاقة وطيدة مع إيران
أدرك المجتمع الدولي بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية الارتباط غير القابل للإنكار بين مليشيات الحوثي في اليمن ونظام الحكم الملالي في إيران. ومنذ اللحظة التي استلم فيها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مقاليد الحكم في عام 2012، قامت القوات اليمنية بالشراكة مع القوات البحرية الأمريكية بكشف عمليات تهريب لسفن كانت تحمل أسلحة متطورة إيرانية الصنع متجهة إلى الحوثيين في اليمن، على الرغم من صدور قرار رقم 2216 من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يحظر تصدير الأسلحة للحوثيين إلا أٔن إيران تصر على مواصلة مساعيها لتسليح الجماعة.
في عام 2017 قدّمت السفيرة السابقة للولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي ولأول مرة علناً الأسلحة الإيرانية المرسلة إلى الحوثيين في اليمن. وفي عام 2019 قدّم الخبراء الأمميون لليمن تقارير تفيد أٔنّ الحوثيين استلموا أسلحة جديدة ومتطورة تشمل طائرات دلتا مُسيّرة وصواريخ كروز أرضية. وخلال شهر نوفمبر 2019 اعترضت قوات التحالف بالتعاون مع الحكومة الشرعية اليمنية أكثر من مئة صاروخ موجه مضاد للدبابات إيراني الصنع قبالة السواحل اليمنية.
الم تحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام يلتقي المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية
يتم استخدام هذه الصواريخ لاستهداف الأحياء المدنية في اليمن والدول المجاورة كالمملكة العربية السعودية. كما أطلقت ميليشيات الحوثي مئات الصواريخ الباليستية التي استهدفت المناطق السكنية في عدد من المحافظات اليمنية، حيث لقى العديد من المدنيين مصرعهم وأصيب أخرون بسبب هذه الهجمات بينهم نساء وأطفال.
حتى مع محاولة المجتمع الدولي تضييق الخناق على التصدير الإيراني للسلاح إلى الحوثيين في اليمن فهناك تقارير تفيد أٔن نظام الحكم في طهران ستخدم وكلاءه الإرهابين في المنطقة لإيصال السلاح إلى الحوثيين في اليمن.
بيَدَ أٔن العلاقات أعمق من مجرد الدعم اللوجيستي والاقتصادي والعسكري فإيران تستخدم الحوثيين كأداة لنشر أيديولوجيتها الملالية المتطرفة في أنحاء اليمن وجنوب الجزيرة العربية، ومنذ أٔن انقلب الحوثيون على الشرعية في اليمن وعلاقتهم مع إيران في اتساع، حيث قام الحوثيون بتعيين سفير لهم في إيران والذي بدوره قام بتقديم أوراق اعتماده للرئيس الإيراني. ومؤخرا تم تعيين سفير لإيران في صنعاء لدى ما يدعى بحكومة الحوثي الغير معترف بها دولياً.
في عام 2019، التقى المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والمرشد الأعلى علي خامنئي في طهران، حيث أكد المسئولون الإيرانيون في هذه اللقاءات دعمهم للحوثيين.7
لم يُخفِ حسين الحوثي ميله نحو نظام الحكم الإيراني، وكثيراً ما امتدح آية الله الخميني على التطور و الانفتاح الذي حققه كجزء من أهداف الثورة الإسلامية، وتحدث الحوثي عن الإنجازات التي رآها أثناء زيارته لإيران كدليل على عظمة الخميني فقال «يقول انه رجل من هذا النوع يقيم الصلاة - رجل كماله كمالا دينيا - كما على وفق هدى الله، ما الذي حصل لإيران؟ تتابع يقول «وبعد الثورة الإسلامية وتحت قيادة هذا الرجل الديني وليس رجل دينيا ممن يفهم الدين فهما قاصرا بعيدا عن الحياة، في فترة قصيرة بنى المستشفيات والجسور والمصانع». سورة المدينة، الدرس الثاني، صفة 469
ا لثورة الإيرانية وأهدافها وأيديولوجية المتطرفة التي بشّر بها الخميني هي الأساس لمعتقدات الحوثيين
المعادية لمن يقف ضدهم، عدد من ملازم حسين الحوثي تثني على الخميني بقوله « انه رجل عظيم مخلص رجل هز الغرب فعلا رجل أرعب امريكا وأرعب دول الاستكبار كلها وأرعب إسرائيل بحكمته بشجاعته» يوم القدس العالمي، صفة 621
يعتبر الحوثيون كذلك المجتمع الإيراني أٔنه مجتمع «تمكن من بناء نفسه» في وجه العدوان الغربي ومعاداته وحصاره، لذا بالنسبة للحوثيين فإن معاداة أمريكا لا ينُظر إليها بتوجس وخوف بل وسام شرف.
اعتمد القادة الإيرانيون على تأثيرهم أيديولوجي من أجل بناء المزيد من العلاقات مع الحو ثيين وترسيخها، ففي لقاء مع قادة الحوثيين أٔثنى علي خامنئي على الجماعة واعتبرها «اليقظة والصمود والروح الجهادية للشعب اليمني في وجه العدوان.»8 ثم قام الوفد اليمني على تأكيد العلاقة بتسليم رسالة من عبد الملك الحوثي تنص على أٔن ولاية خامنئي هي امتداد من النبي محمد والأمام علي مسمياً إيران ب «ولاية الفقيه.» لقد تلاعبت ايران بالحوثيين من أجل بسط سيطرتها على مناطق مختلفة في الشرق الأوسط عن طريق وكلائها، حيث صرح رئيس الاستخبارات الإيرانية الأسبق حيدر مصلحي بقوله «تتحكم إيران بشكل مطلق على أربع عواصم عربية» بعد استيلاء الحوثيين على صنعاء عام 2015. 9
على الرغم من ان نظام إيران أثبت أٔنه لايريد أٔن يحل السلام في اليمن بأي حال من الأحوال ،ظل الحوثيون مصرين على التزامهم باسترضاء نظام الحكم في إيران، حيث أٔصدر عبد الملك الحوثي بعد موت اللواء الإيراني قاسم سليماني بيانا يعبر فيه عن تعازيه لإيران، ونزل أنصار الجماعة ٕالى الشوارع مهددين باتخاذ إجراءات عسكرية للانتقام .10
أنصار الحوثي يتظاهرون في شوارع صنعاء في ايمن بعد مقتل القائد العسكري الإراني قاسم سلني والقائد العسكري العراقي أٔبو دي المهندس
المصدر: رويترز/ ا عبدالله
ووفقاً لتقرر مركز ويلسون، فقد صرح علي أكبر ولايتي -كبير مستشاري علي خامنئي- أٔنّ حركة الحوثي هي إنجاز للصحوة الإسلامية التي تدعمها إيران بالكامل.11
وقد قدم مجلس النواب ومجلس الشيوخ أمريكي القرارين 50 و21 على التوالي معترفين ومحذرين من التعاون الحوثي مع ايران ومنتقدين بشدة تجاوز الحوثيين لحقوق الإنسان واستخدام العنف ضد المدنيين.12 هذا استكمالاً لقانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات( CAATSA) والذي يدرك بشكل واسع أنشطة إيران الممنهجة في المنطقة بما في ذلك التمويل والتدريب وتوفير السلاح لمقاتلي الحوثيين في اليمن.13 وبالطبع طوّر الحوثيون علاقات وطيدة مع ايران أساسها هو الأيديولوجية المتطرفة التي تشكل خطراً داهماً على الشباب والأطفال والنساء اليمنيين الأبرياء وعلى المنطقة بشكل أوسع.
تأثير حزب الله على الأيديولوجية الحوثية
أثنت ملازم حسين الحوثي بشدة على حزب الله – الجماعة المتطرفة في لبنان المدعومة من إيران- مشيرة إلى القواسم المشتركة بينهما بما في ذلك أفكار معاداة الغرب وإسرائيل والحكم، ثم تذهب أبعد من ذلك وتصف حزب الله ب «محور المقاومة «حيث يصف حسين الحوثي قادة حزب الله « ما تتعرض له اليوم حزب الله، ومن هو حزب الله؟ انهم سادة المجاهدين في هذا العالم، هم من قدموا الشهداء، هم من حفظوا ماء وجه الأمة فعلا» ويستطرد أٔن حزب الله أصبح «العدو الأقوى لأمريكا وإسرائيل»..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.