سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في الحفل الافتتاحي للمؤتمر الدولي للمرأة (12 - 14 ديسمبر2009م).. وزيرة حقوق الإنسان: الاهتمام بقضايا المرأة لا يعد تحيزاً لها ولكنها أكثر الشرائح حرماناً
اليوم / نصر باغريب: دعت الدكتوةر/هدى علي البان وزيرة حقوق الإنسان إلى وضع إستراتيجية مستقبلية شاملة متعددة المستويات وموحدة الهدف للمرأة في العالم بعد أن تهاوت الحواجز التقليدية بين الأمم والشعوب في كوكبنا الأرضي. جاء ذلك في الكلمة التي ألقتها وزيرة حقوق الإنسان في حفل الافتتاح ل "المؤتمر الدولي الثاني حول المرأة والعلوم والتنمية" أمس السبت الذي يعقد بجامعة عدن برعاية دولة الدكتور/علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء تحت شعار "نحو علاقة تكاملية تنافسية في ظل العلوم والديمقراطية" للفترة (12 - 14 ديسمبر 2009م)، ونظمه مركز المرأة للبحوث والتدريب بجامعة عدن بالتعاون مع جمعية النساء اليمنيات للعلوم والتكنولوجيا ومنظمة النساء للعلوم بدول العالم النامي - الإقليم العربي -. وقالت الدكتورة/هدى علي البان في كلمتها بحفل الافتتاح للمؤتمر الدولي للمرأة "أن تطور المرأة ليس منفصلاً عن تطور المجتمع فلا يمكن أن تحصل المرآة في أي دولة على حقوق في مجتمع يحارب هذه الحقوق ويرفضها، منوهة إلى أن نضال المرأة في سبيل الحصول على حقوقها هو جزء من نضالها في سبيل تطور مجتمعها وتغيير مفاهيمه المتخلفة ومقاومة الأفكار المحنطة التي لا تعبر عن روح العصر وتتنافى مع رسالة الأديان السماوية. وأضافت قائلة: "أن مؤتمركم الدولي هذا يستمد أهميته من كونه يمثل محطة هامة ووقفة مع النفس نراجع خلالها بهدوء ما تحقق للمرأة في الدول النامية ونقارنه بما كنا نستهدف، ونتأمل برؤية الأسلوب والطريق الذي سلكناه ونستشرف معاً آفاق المستقبل الواعد بالآمال للمرأة في الدول النامية". وأكدت الدكتورة/هدى علي البان أن الاهتمام بقضايا المرأة لا يعد تحيزاً لها وليس فقط لأنها مواطنة لها نفس الحقوق وعليها نفس الواجبات ولكن الأبحاث والدراسات المعاصرة أثبتت أن المرأة أكثر الشرائح حرماناً من التعليم والصحة والخدمات الثقافية والتدريب المهني وفرص العمل والمشاركة العامة. من جانبه أشار الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن إلى أن انعقاد المؤتمر الدولي الثاني للمرأة يأتي بعد أن أنقضى قرابة الأربعة أعوام على المؤتمر الأول للمرأة والعلوم والتنمية وخلال هذه الفترة شهدت جامعة عدن العديد من التطورات التي أسهمت في رؤية التطور بمستوييه الأفقي والرأسي وكانت واحدة من تجليات هذا التطور وانعكاساته المباشرة هو توسع مجال البحث العلمي في قضايا المرأة. وذكر الأخ/رئيس جامعة عدن أن مركز المرأة بالجامعة أستطاع خلال الفترة بين المؤتمرين أن يطور قدراته وقدرات باحثيه من خلال زيادة عدد الباحثين والباحثات في هذا المركز وتنامي أنشطته العلمية والثقافية والبحثية وتوسع مساهماته على مختلف الصعد وأمتد نشاطه العملي والبحثي للوسط الإقليمي والدولي. . ،منوهاً أن هذا التطور ارتبط بالقدرات الكبيرة التي يختزنها المركز وأيضاً للإمكانات التي تتوفر له من خلال ما تقدمه الدولة والحكومة والأصدقاء. وقال: "إذا ما أخذنا أسماء بارزة كالملكة بلقيس التي حكمت اليمن وأمتد نفوذها إلى الرافدين وإلى بلاد فارس وأيضاً في زواجها العظيم من النبي سليمان إبن داؤود وأيضاً لا نستطيع أن ننسى كيلوباترا التي حكمت وأرست نظام حكم في مصر، وأيضا زنوبيا ملكة تدمر التي كان لها دورا مؤثرا ومشرقاً والعديد من النساء اللواتي حفرن أسماءهن في تأريخ هذه الإنسانية جمعاء". وعن دور المرأة في التاريخ الإسلامي أضاف قائلاً: "أما في تأريخنا الإسلامي العربي فيمكن أن نستعرض بشيء من التركيز أبرز الشخصيات التي كان لها حضور حقيقي في مسار تاريخنا فقد نبغت من بين هذه الشريحة الفقيهات العالمات والطبيبات وأبرزهن على الإطلاق السيدة خديجة بنت خويلد أم المؤمنين أولى زوجات رسولنا الأعظم (محمد صلى الله عليه وسلم) فقد كانت أول من آمنت به وصدقته قبل أن يكون هناك من يلتف حول رسولنا الأعظم من الرجال والنساء على حدٍ سواء"، والسيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما أم المؤمنين كانت عالمة بالفقه والطب وبالشعر أيضاً قال عنها هشام إبن عروة أبن الزبير يروي عن أبيه ما رأيت أحداً أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة، أم المؤمنون زينب بنت خزيمة القيسية الهلالية كانت مجتهدة وفقيهة، والسيدة أروى بنت أحمد حاكمة وحكيمة اليمن، وأسماء بنت النعمان وآسية بنت جار الله بن صالح الشيباني الطبري والخنساء المرأة الفولاذية الشاعرة". . وأردف قائلاً: "في تأريخنا المعاصر القرن ال "20 و21" استطاعت المرأة أن تجد لها مكاناً في حقول الطب والعلوم فيزياء والرياضيات والأحياء وعلوم السياسة إذ استطاعت أكثر من "41" امرأة انتزاع جائزة نوبل في الطب والهندسة والعلوم، وفي هذا العام 2009م استطعن أربع سيدات أن يحصلن على جائزة نوبل وهناك سيدات قدمن نماذج في الحكم لقيادة أوطانهن بكفاءة واقتدار مثل السيدة إنديرا غاندي في الهند، بناضير بوتو في باكستان، وميجاواتي أحمد سيكارنو في إندونيسيا، مارجريت تاتشر في بريطانيا والسيدة إنجيلا ميركل مستشارة ألمانيا الاتحادية، ورئيسة الأرجنتين وتشيلي". كما ألقيت كلمتان الأولى عن مركز المرأة للبحوث والتدريب بجامعة عدن ألقتها الدكتورة/رخصانة محمد إسماعيل، فيما كانت الكلمة الثانية مقدمة من الدكتورة/كارين فايفهاوزن ممثلة منظمة نوفيك الهولندية، تناولتا فيهما إلى لأهمية انعقاد هذا المؤتمر الدولي الثاني بجامعة عدن واليمن. وأشارتا إلى أن تطوير واقع المرأة يتطلب تغيراً في طريقة إعدادها وتأهيلها لحياتها العملية عبر عملية تربوية توجيهية متكاملة تنطلق من تقدير دور المرأة العربية وما وصلت إليه وتحديد مراحل المستقبل القريب والبعيد بهدف تحقيق تغير نوعي في وضعيتها بهدف تحقيق المزيد من التنمية الشاملة. وأوضحت الدكتورة/رخصانة إسماعيل وكارين فايفهاوزن أن أي تغيير في سبيل تطوير تنموي يتطلب تغيير قناعة المرأة بذاتها وقناعة الرجل بالمرأة. . ،مشيرةً إلى أن تطوير واقع المرأة لا يعني قلب الموازين والتنكر لدور الرجل بل تنظيم العلاقات بينهما. هذا وقد تم عرض فيلم ٍتسجيلي عن نشاط مركز المرأة والبحوث والتدريب بجامعة عدن طوال مسيرته التي امتدت لنحو عشر سنوات واستعرض الفيلم الإنجازات المحققة للمرأة وللفرص التي حصلت عليها في مجال التدريب والتأهيل للدراسات العليا والبرامج العلمية التي نفذت طوال مسيرة المركز. الجدير بالذكر أن المحور البحثي الرئيسي للمؤتمر معنون ب (العولمة، الأنظمة المعرفية والاستراتيجيات لتمكين المرأة)، فيما تشمل المحاور البحثية للمؤتمر قضايا: النوع الاجتماعي، العمل والتمكين الاقتصادي، النوع الاجتماعي والتمكين في المجالات التربوية والسياسة، القانونية، والبيئة والصحة والمصادر الطبيعية للتنمية المستدامة، والهجرة، والمرأة في العلوم والتكنولوجيا.