ثأر باريس سان جرمان الفرنسي لخسارته نهائي الموسم الماضي وجرّد ضيفه بايرن ميونيخ الألماني من لقب بطل مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وذلك بفضل الأهداف المسجلة خارج ملعبه بعد خسارته على أرضه صفر-1 الثلاثاء في إياب ربع النهائي. وكان النادي الباريسي قطع أكثر من نصف الطريق نحو الثأر لخسارة نهائي 2020 بهدف وحيد ما حرمه من لقبه الأول في المسابقة القارية الأم، بفوزه ذهاباً في ميونيخ 3-2 بفضل ثنائية كيليان مبابي وهدف البرازيلي ماركينيوس الذي غاب عن لقاء الإياب بسبب الإصابة. ويلتقي نادي العاصمة الساعي لأن يصبح ثاني فريق فرنسي يتوج باللقب بعد مرسيليا (1993)، في دور الأربعة مع المتأهل من مباراة مانشستر سيتي الانكليزي ومضيفه بوروسيا دورتموند الألماني الأربعاء (2-1 ذهاباً لسيتي). وسيخوض سان جرمان نصف النهائي للمرة الثالثة بعد 1995 حين انتهى مشواره على يد ميلان الإيطالي، و2020 حين تخطى الفريق الألماني الآخر لايبزيغ قبل أن يخسر النهائي لأول في تاريخه على يد بايرن الذي سجل له الهدف الوحيد الثلاثاء لاعب سان جرمان السابق الكاميروني إيريك ماكسيم تشوبو موتينغ (40) من دون أن يكون ذلك كافياً لمواصلة حملة الدفاع عن لقبه. - غيابات عند الطرفين - وخاض مدرب بايرن هانزي فليك اللقاء المصيري بغياب عدة لاعبين مصابين على رأسهم الهداف الفتاك البولندي روبرت ليفاندوفسكي، لاعب الوسط الفرنسي كورنتان توليسو وزميله ليون غوريتسكا والمدافع نيكلاس زوله، فيما أصيب سيرج غنابري والإسباني مارك روكا بفيروس كورونا. وبعدما كان الشك يحوم حول مشاركتهما بسبب الإصابة، بدأ فليك اللقاء بالفرنسيين لوكاس هرنانديز وكينغسلي كومان الذي تعرض لضربة في مباراة الدوري نهاية الأسبوع ضد أونيون برلين (1-1) لكنه تعافى للمشاركة ضد فريقه السابق. ولم توفر الاصابات الطرف المقابل، إذ غاب عن فريق المدرب الارجنتيني ماوريسيو بوكيتينو مواطنه المهاجم ماورو ايكاردي والظهير لايفين كورزاوا إضافة الى ماركينيوس، ما دفع ببوكيتينو إلى اشراك البرتغالي دانيلو بيريرا في قلب الدفاع الى جانب بريسنيل كيمبيمبي. وبعد غيابه عن الفريق مؤخراً بسبب اصابته بفيروس كورونا، بدأ الإيطالي ماركو فيراتي اللقاء من مقاعد البدلاء، فيما عاد لاعب الوسط الأرجنتيني ليوناردو باريديس بعد انتهاء ايقافه. - فرص، عارضة وقائم لسان جرمان، لكن بايرن يسجل - وكان سان جرمان الأخطر في بداية اللقاء حيث توغل مبابي في الجهة اليمنى بعد تمريرة من البرازيلي نيمار قبل أن يسدد كرة مرت من أمام باب المرمى وتابعت طريقها الى الخارج (3)، ثم توغل بطل العالم في الجهة الأخرى وتلاعب بمواطنه بنجامان بافار فحاول الدفاع قطع الكرة لكنه أخفق لتصل الى نيمار الذي سددها بالحارس مانويل نوير (9). وانطلق بايرن بعدها نحو منطقة الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس، وكان قريباً من إعادة نفسه الى المواجهة من تسديدة بعيدة للوروا سانيه لكن محاولته مرت قريبة من القائم الأيمن (24) على غرار ما حصل لتسديدة زميله يوزوا كيميش (27). ووسط اندفاعه، ترك بايرن المساحات أمام مبابي، نيمار والأرجنتيني أنخل دي ماريا للانطلاق بالهجمات المرتدة السريعة التي كادت أن تثمر عن هدف للبرازيلي بعد تمريرة على طبق من فضة لمبابي، إلا أن تألق نوير حرم سان جرمان من هدف (28). وكرر نوير الأمر ذاته في الدقيقة 34 وهذه المرة في مواجهة تسديدة قوية مُحكمة من نيمار بعد فاصل من المراوغة على الجهة اليسرى لمنطقة الجزاء، ثم تدخلت العارضة لتحرم البرازيلي من هدف رائع بعد مراوغة فنية وتسديدة قوسية من مشارف المنطقة (37). وعاند الحظ سان جرمان مرة أخرى بعدما ناب القائم الأيسر عن نوير لصد محاولة أخرى نيمار بعد لعبة جماعية مميزة، ثم انطلق بايرن نحو مرمى مضيفه ونجح من أول فرصة فعلية على مرمى نافاس في افتتاح التسجيل إثر تسديدة من النمسوي دافيد ألابا صدها الحارس الكوستاريكي، لكن لاعب سان جرمان السابق الكاميروني ايريك ماكسيم تشوبو-موتينغ تابعها برأسه في الشباك (40)، مسجلاً الهدف الثاني في شباك فريقه السابق بعدما أن سجل في مرماه ذهاباً أيضاً. وكادت أن تكتمل العودة لولا تألق نافاس الذي طار لصد محاولة بعيدة من ألابا (44)، ثم للوقوف في وجه محاولة انفرادية لسانيه (2+45)، ليكون هدف تشوبو-موتينغ الفاصل بين الفريقين مع دخولهما غرف الملابس. وبدأ الضيف البافاري الشوط الثاني من حيث أنهى الأول وكان قريباً من هدف ثانٍ لكن تسديدة ألابا مرت بجانب القائم الأيسر (47)، ثم استعاد سان جرمان زمام المبادرة وعاد ليهدد مرمى نوير عبر نيمار مجدداً لكن من دون نجاعة. ومع تقدم الدقائق، ضغط بايرن بحثاً عن هدف يضعه في نصف النهائي وأبعد باريديس محاولة للنادي البافاري من أمام باب المرمى (69)، في وقت اعتمد سان جرمان على الهجمات المرتدة الخطيرة دائماً مع مبابي الذي اعتقد أنه سجل من انفراد لكن هدفه ألغي بداعي التسلل (76). وكانت الدقائق الأخيرة عصيبة على سان جرمان إذ حاصره بايرن وهدد مرماه أكثر من مرة، لكنه نجح في نهاية المطاف بقيادة المباراة الى بر الأمان وحجز بطاقته الى نصف النهائي للمرة الثالثة. من جهته بلغ تشلسي الانكليزي الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة الاولى منذ العام 2014 رغم سقوطه أمام "ضيفه" بورتو البرتغالي بهدف نظيف من مقصية رائعة للبديل الايراني مهدي طارمي في الوقت بدل الضائع في اياب ربع النهائي الثلاثاء في إشبيلية الإسبانية، مستفيدًا من تفوقه عليه 2-صفر ذهابًا. وتنتظر النادي اللندني مواجهة نارية في المربع الاخير ضد "زعيم" البطولة ريال مدريد او ليفربول اللذين يلتقيان الاربعاء على ملعب "أنفيلد" في مهمة صعبة للفريق الانكليزي الذي سقط 1-3 في العاصمة الاسبانية مدريد. ويأمل المدرب الالماني توماس توخل الذي أعاد هيكلة تشلسي منذ وصوله في كانون الثاني/يناير الفائت، أن يكرر أقله إنجاز العام الماضي عندما بلغ مع فريقه السابق باريس سان جرمان المباراة النهائية قبل أن يخسر امام بايرن ميونيخ، علمًا ان فريق العاصمة الفرنسية ثأر من خصمه الالماني وأقصاه من ربع النهائي في المواجهة الاخرى هذه الامسية. وفي 18 مباراة تحت إشراف توخل في جميع المسابقات، خسر تشلسي مباراة واحدة كانت في الدوري أمام وست بروميتش منذ قرابة العشرة ايام بعد سلسلة من 14 مباراة من دون هزيمة. وكانت آخر مشاركة لبطل أوروبا عام 2012 في المربع الذهبي في العام 2014 عندما خرج على يد أتلتيكو مدريد الاسباني، علماً أنه أخرجه من ثمن النهائي هذا الموسم، فيما فشل بورتو في التأهل الى نصف النهائي للمرة الاولى منذ 2004 عندما توج بلقبه الثاني في البطولة مع المدرب جوزيه مورينيو بعد أول عام 1987. وهذه المرة الثامنة التي يحسم فيها تشلسي مواجهة ربع النهائي لصالحه في آخر تسع مناسبات حيث كان الخروج الوحيد في هذه السلسلة المميزة أمام مانشستر يونايتد عام 2011. - مقصية رائعة لطارمي - وأجرى توخل ثلاثة تغييرات على التشكيلة التي بدأت ذهابًا، حيث كانت المفاجأة البدء بتياغو سيلفا بدلا من الفرنسي كورت زوما لشغل مركز قلب الدفاع بدلا من الدنماركي أندرياس كريستنس المصاب بعد أن كشف الالماني الاسبوع الفائت ان البرازيلي غير جاهز لخوض 90 دقيقة، كما حل الفرنسي نغولو كانتي بدلا من الكرواتي ماتيو كوفاتشيتش المصاب ايضًا والاميركي كريستيان بوليسيك بدلا من الالماني تيمو فيرنر بعد أن حل أيضًا مكانه أساسيًا في الفوز 4-1 على كريستال بالاس في الدوري السبت. أما من جهة "الضيوف"، عاد سيرجيو أوليفيرا صاحب الثنائية في اياب ثمن النهائي التي أقصت يوفنتوس الايطالي من البطولة، بعد غيابه عن اللقاء الاول بسبب تراكم الإنذارات، في حين فضّل المدرب سيرجيو كونسيساو إبقاء طارمي العائد من الايقاف ايضًا بعد طرده في لقاء يوفنتوس، على دكة البدلاء لمحاولة الفوز بمعركة وسط الملعب بعد أن شدد الاثنين على أهمية التسجيل أولا وحرمان تشلسي من شن المرتدات، ما يفسّر قراره بالإبقاء على لاعب الوسط الصربي ماركو روييتش. ولم يرتق الشوط الاول الى مستوى التطلعات هجوميًا حيث لم يسدد اي من الفريقين بين الخشبات الثلاث. وكاد أن يمنح حارس تشلسي السنغالي إدوار مندي هدية "للضيوف" بعدما مرر كرة خاطئة الى خيسوس كورونا داخل المنطقة، سددها المكسيكي نحو المرمى، إلا أن الايطالي جورجينو كان في المكان المناسب لإبعادها الى ركنية (11). ووصلت كرة رائعة لكورونا من فوق بن تشيلويل ووجد نفسه منفردًا أمام المرمى إلا أن كرته طاحت العارضة بشكل غريب (33). وأتيحت أفضل فرصة لتشلسي في المباراة عندما وصلت عرضية متقنة من تشيلويل الى بوليسيك على مسافة قريبة من المرمى لم يروّضها الاميركي جيدًا (54)، قبل أن يبعد الظهير ويلسون مانافا تسديدة مايسون ماونت الى ركنية (57). وبعد دقيقتين من نزوله بديلا لغروييتش، هدد طارمي مرمى الخصم برأسية استقرت بين يدي مندي (65). وانتظر تشلسي حتى الوقت بدل الضائع ليسدد أول مرة على المرمى عبر بوليسيك الا ان الحارس الارجنتيني أوغوستين مارشيسين تصدى لمحاولته (90+2). وسجل طارمي الهدف الوحيد في المباراة بمقصية رائعة إثر عرضية من الغابوني نانو (90+4)، إلا أن الوقت لم يكن كافيًا لرجال كونسيساو الذين ودّعوا البطولة مرفوعي الرأس. وشهدت نهاية المباراة مشادة بين الالماني أنتونيو روديغر ولاعبي بورتو بعد صافرة النهاية