* تناقضات في الخطاب، وغرابة الرأي العام يتحول الى غضب واستياء * تبريرات لإستراتيجية ماتت قبل ولادتها، وغضب الجمهور يستدعي التأمل .
يعتقد البعض بصواب قرار انسحاب القوات المشتركة من مناطق في الحديدة، وعلى النقيض يعترض البعض على القرار، فيرون الانسحاب قائم على توجيهات خارجية تدير حرب بالوكالة، فلا مجال للقوات المشتركة والمقاومة الوطنية في تحديد رغبتها في الانسحاب من عدمه. خطاب المشتركة لم تأتي بحجة مقنعة لإنهاء الجدل القائم بين مؤيدي القرار ومعارضيه.. ففي الوقت الذي يرى فيه الفريق الأول حاجة الجبهة الوطنية للتخلص من عبئ الفراغ المتمثل في المناطق التي انسحب منها، وجد الفريق الآخر ما يكفي من المبررات ليعترض على القرار ويعتبره خيانة. جدل حول الانسحاب القوات المشتركة التي اعتبرت انسحابها من مناطق في الحديدة، نتيجة لتنفيذها قرار إخلاء المناطق المحكومة في اتفاق السويد، ترى أنه من الخطأ بقاءها محاصرة في متارس دفاعية ممنوعة من القتال، بقرار دولي، فيما الجبهات المختلفة تتطلب دعمًا بكلِّ الأشكال. يبدو خطاب المشتركة كما لو أنه يحاول القول أن الانسحاب كان بمثابة التخلص من مناطق غير ذات أهمية لكون معركتها فيها مقيدة بفعل الاتفاق. فيما يمثل الانسحاب بالنسبة لها نقطة تحول للتواجد في جبهات تدعو الحاجة لرفدها وتعزيز تماسكها، حتى لا تستغل جماعة الحوثيون ضعفها لتحقيق تقدمات ميدانية جديدة. وفي السياق، قالت القوات المشتركة في بيان لها، "أن انسحابها من مناطق تمركزها في مناطق من الحديدة، جاء عقب تنفيذها لقرار إخلاء المناطق المحكومة باتفاق السويد، لكون تلك المناطق محكومة باتفاق دولي يبقيها مناطق منزوعة السلاح وآمنة للمدنيين الذين وقِّع اتفاق السويد بهدف حمايتهم وتأمينهم. وأوضح بيان القوات المشتركة في الساحل الغربي أن "قرار إعادة الانتشار جزءٌ من المعركة الوطنية التي بدأتها القوات المشتركة وبذلت فيها الغالي والنفيس لمواجهة المخاطر التي تهدد أمن الوطن والمواطن اليمني خصوصًا، والأمن القومي العربي عمومًا". وفي سياق متواصل، أكد البيان أن "قيادة القوات المشتركة، اتخذت هذا القرار في ضوء خطة إعادة الانتشار المحددة في اتفاق "ستوكهولم" الذي تتمسك الحكومة الشرعية بتنفيذه، على الرغم من انتهاكات مليشيات الحوثي الاتفاق من اليوم التالي لتوقيعه، وما زالت المليشيات مستمرة في نسف الاتفاق حتى اليوم. وأضاف البيان: "لم تعطِ القوات المشتركة الضوء الأخضر لتحرير مدينة الحديدة، وحرمانها من تحقيق هدف استراتيجي لليمن والأمن القومي العربي، كان من شأنه أن يسرع من إنهاء المليشيات الحوثية. وتابع "إننا نرى واجبنا الديني والوطني يدفعنا للدفاع عن جبهات ذات أهمية أخرى قد يستغلها العدو عند عدم وجود دفاعات كافية، وعدم وجود اتفاق دولي يردع الحوثي عن تقدمه، كما حصل مع قواتنا في "الحديدة". وفي وقت سابق، كان قد جاء أول توضيح من قوات العميد طارق صالح، تصريحات لرئيس المركز الاعلامي للمقاومة الوطنية "سمير رشاد اليوسفي" بشأن انسحاب القوات المشتركة من التحيتا والدريهمي بالحديدة. وأوضح اليوسفي في سلسلة تغريدات على "تويتر" رصدتها "أخبار اليوم"،" أن ما حدث في الحديدة هو إخلاء للمناطق التي يحكمها اتفاق ستوكهولم في محيط مدينة الحديدة". وأضاف "أن هذه الخطوة جاءت لتصحح مسار العمليات العسكرية، وتزيل القيود عن مهام القوات المشتركة، وتحررها من سيطرة اتفاق السويد الذي عطّل كل امكانياتها وهدد قيمتها العسكرية". وبيّن اليوسفي أن قيادة القوات المشتركة اتخذت قرارا بإعادة الانتشار في وقت تتقلص فيه الخيارات العسكرية للحكومة اليمنية وسيكون له تأثيرات واضحة وفعالة لإسنادها، بحسب البيان. وأشار إلى أن "قرار إعادة الانتشار جاء لتلافي الأخطاء السياسية التي شابت بنود اتفاق ستوكهولم، وأقحمت القوات المشتركة في معارك استنزاف يومية أبعدتها عن حماية الشعب اليمني، وسيعمل على الإسهام في خلق واقع يضمن لليمنيين الشرفاء حقوقهم السيادية". وقال اليوسفي أن "هذه الخطوة "تاريخية" في توقيتها ودلالاتها، وجاءت تتويجا لدعوات قيادة المقاومة الوطنية المتكررة لكافة الأطراف الحريصة "فعلا" على مواجهة "المد الإيراني"، بتكوين اصطفاف وطني يضمن تشكيل جبهة موحدة في وجه كل ما يهدد الأمن الوطني والإقليمي". وأضاف "بقرار إعادة الانتشار من محيط مدينة الحديدة وضعت قيادة القوات المشتركة المجتمع الدولي والأممالمتحدة أمام مسئولياتهم في تنفيذ اتفاق ستوكهولم، لتتفرغ بدورها للقيام بمسؤولياتها وواجباتها الوطنية المتمثلة باستعادة الدولة والجمهورية". يأتي ذلك بالتزامن مع تأكيدات أن المعركة الفاصلة لاستعادة الجمهورية ستنطلق قريبا وسط ردود فعل واسعة بشأن انسحاب وإعادة انتشار القوات المشتركة في الساحل الغربي من تخوم مدينة الحديدة، والتي تحمل مع كل القوى الوطنية في جميع الجبهات راية الجمهورية والعروبة، وفقا لتوصيف البيان. مكاشفات الحقيقة ردود الأفعال تجاه الانسحابات العسكرية من الساحل الغربي، لم تقتصر على الجانب المحلي فحسب، بل أن الأممالمتحدة كان لها ردة فعل تجاهها، لا سيما وقد أشار البيان الصادر عن القوات المشتركة في مواضع كثيرة الى أن الانسحاب ارتبط باتفاقية "ستوكهولم" الرسمية والتي اتفق عليها منذ ثلاثة أعوام. حيث أفاد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش أن "الهيئة الأممية علمت بتقارير عن انسحاب القوات الحكومية اليمنية من مناطق جنوبي الحديدة". وأكد المتحدث باسم غوتيريش "أن الأممالمتحدة وهيئاتها المعنية في اليمن لم تبلغ مسبقا بالتحركات في الحديدة، رغم أن بعثة الأممالمتحدة هناك تراقب الوضع عن كثب". التصريحات الأممية التي أعقبت بيان القوات المشتركة ونفت علاقتها بمجريات الأحداث هناك، أثارت هي الأخرى جدلًا حول عملية الانسحاب وإعادة الانتشار التي جرت في الحديدة. ففي الوقت الذي رأى فيها مراقبون أن ما حدث حركة ذكية منسقة، تصادمت هذه الاعتقادات مع التصريحات الأممية. يشير السياسي والكاتب الصحفي صدام الحريبي، والذي يرى أن قرار الانسحاب عملًا مشكوكًا فيه، الى أن "الأممالمتحدة، وبعثتها لدعم اتفاق الحديدة "أونمها"، والفريق الحكومي بلجنة تنسيق إعادة الانتشار بموجب اتفاق ستوكهولم، صرّحوا أن لا علم لهم بأي انسحاب، أو إعادة تموضع في الحديدة". وتابع الحريبي "الفريق الحكومي أوضح أن أي إجراءات لإعادة الانتشار تتم كالعادة من خلال إبلاع ال"أونمها"، لكن لم يتم إبلاغ أحد، وهذا يدل على أن قرار الانسحاب كان مطبوخا، وأنه عملا مشكوكا فيه". وقال الحريبي في منشور له على منصة فيس بوك "يعايرون الحكومة باتفاق ستوكهولم منذ فترة، ويُشعرون الشعب أنهم سيلتهمون الحوثي لولا الاتفاق، ثم يسلمون المواقع دون إشعار الفريق الحكومي حتى". وأضاف "إذًا التقدم ضد الحوثي وإنهاء الاتفاق يقتضي تواجد وتوجيهات الحكومة _التي وجهتهم أكثر من مرة للمشاركة مع الجيش في التحرير دون أن يلتزموا _ لكن التسليم والانسحاب ليس للحكومة أي علاقة به ولا يجب حتى إشعارها بذلك". مشيرًا الى أن "ذلك يثبت أن الحكومة واتفاق السويد عذرا يبتزون به اليمنيين ليمررون خياناتهم ويبيعون ويشترون باليمن من خلاله". وأردف الحريبي في منشوره "ها هو بعبع وإمبراطورية الساحل تتكشف لليمنيين، وها هو العالم يفضحهم أنهم يمكنون للحوثي". وتابع متسائلًا" فهل تبقى يمني عزيز شريف يثق بهؤلاء ويقف إلى جانبهم؟". وقال "خانوا الوطن وهم في صف الحوثي بمشاركتهم في الانقلاب وقتل أطفال ونساء اليمن، وهاهم اليوم يخونون الوطن مرة أخرى على أساس أنهم في صف الدولة من خلال تسليم كل شيء للحوثين، ورحم الله الشهيد الحمدي حينما قال: التجريب بالمجرب خطأ والتصحيح بالملوثين خطأ مرتين!". لوم واتهام. وفي سياق متصل، جاءت تبريرات القوات المشتركة في بيانها الأخير، وكذا تصريحات مسؤوليها، غير منطقية بالنسبة لكثيرين، أو لعلها غير كافية لتسليم مناطق شاسعة لجماعة الحوثيين، حيث لقي قرار الانسحاب واعادة الانتشار، موجة انتقادات واسعة، لا سيما وقد سيطر الحوثيين على تلك المواقع التي افرغتها القوات المشتركة. الكاتب والباحث السياسي محمد دبوان المياحي، أشار في تغريدة له على تويتر، رصدتها "أخبار اليوم" الى أن "بيان القوات المشتركة، لم يُقدم للناس فكرة منطقية ومقنعة عن سبب الانسحاب". وقال المياحي "هناك ارتباك واضح في التبرير، وغموض ما في المسألة بكاملها". وأردف متسائلًا "هل التوجه نحو جبهات أخرى، يستدعي التفريط بكل تلك الأرض، هل اتفاق ستوكهولم يحوي بنودا مؤجلة لثلاث سنوات كي يستكملوا تنفيذها اليوم. ما القصة يا قوم؟". وفي تغريدة أخرى يشير المياحي الى أن "الفكرة المبدئية في منطق أي صراع، هو أن أي قوة تنسحب من أي جبهة بسبب أو بدون سبب، هو فعل سلبي". وتابع المياحي "بصرف النظر عن أي مبرر، حتى لو كانت في حالة حرب، يظل الأمر مؤشر للنكوص، أما لو انسحبت قوة وهي في حالة عطالة وكمون طويل، فالأمر يعد خدمة مجانية للخصم تفريطا بالدم وربما خيانة متعمدة". غضب واستياء وفي سياق ما جاء ذكره في بيان القوات المشتركة من تبريرات لما حدث من انسحابات او اعادة تموضع كما صرح رئيس المركز الإعلامي للمقاومة الوطنية في الساحل الغربي، تحولت وسائلا اعلامهم في ترويج ما يمكنهم من تحويل الرأي العام عما حدث من انتكاسة في الحديدة، وهو ما انعكس على ترويجهم لشائعات واتهامات للجيش الوطني بالتفريط في مأربوشبوة. التحول الغريب للخطاب الإعلامي في وسائل إعلام تابعة للمقاومة الوطنية والقوات المشتركة، أثار استياء مراقبون وصحفيون ربطوا ذلك فيما حدث بالحديدة، متهمين بذلك أطراف خارجية رسمت ومولت الانسحاب الذي نفذته القوات المشتركة في جبهة الساحل الغربي. يقول السياسي والكاتب الصحفي صدام الحريبي "منذ أيام لم نكتب شيء حول الموضوع –الانسحاب–، علّ المنسحبين لديهم مبرر لتلك الخيانة". وتابع الحريبي في منشور له على منصة فيسبوك مشيرًا الى حجم التضليل الذي مارسته قيادة القوات المشتركة قائلًا "لكن أولًا بدأوا بإنكار فكرة الانسحاب من أساسها، وشتموا وخوّنوا كل من نشر الخبر، ثم نزلت قناة اليمن اليوم التابعة لمؤتمر أبو ظبي وصوّرت مع أشخاص قالوا إنهم من القوات المشتركة نفوا الانسحاب جملة وتفصيلا". وأضاف "ثم عندما فضحهم الضغط الإعلامي أطلوا من جديد وسمّوا خيانتهم "إعادة تموضع" ضمن اتفاق ستوكهولم، ثم أصدروا بيان باسم القوات المشتركة وسموا تلك الخيانة "إعادة انتشار". وأشار الى أن "الأممالمتحدة فضحتهم أمام الشعب وقالت إنهم كاذبون وليس لها أي علم بالانسحاب، بمعنى أن الانسحاب ليس له علاقة بأي اتفاق أو جانب إنساني". وأردف "ثم منذ أمس وهم يستفزون الشعب بذكر سقوط مديريات في شبوة ووصول الحوثي إلى بوابة مأرب، وهذا يستحق ليس التوضيح، بل تكذيبهم". وفي سياق متصل، قال الحريبي الذي اعتبر تصرف القوات المشتركة خيانة كبرى، مشيرًا لما تروجه وسائل الاعلام التابعة للقوات المشتركة "الثلاث المديريات في شبوة لم يتم تسليمها وبيعها والانسحاب منها كما صنعتم بالحديدة وفشلتم في إيجاد مبرر تقنعون به الشعب". وتابع مخاطبًا القوات المشتركة "بل سقطت ببيعة أنتم أكثر من يعرف تفاصيلها، ومع ذلك قاوم الجيش وقدم الشهداء والجرحى في سبيل الدفاع عن تلك المناطق". واستطرد "أما بالنسبة لمأرب، فالحوثي الانقلابي نفسه مندهش من كذبكم، فبينما هو قد توقف مؤخرا في أن يقول لأنصاره أنه وصل مأرب لأنه كل مرة يكذب عليهم بنفس الكذبة، أنتم تكررونها وبقلة حياء منقطعة النظير، وهذا للتغطية على فشلكم". وبلهجة غضبا يقول الحريبي "ظهر للجميع جليا أنكم مجرد أدوات لجهات خارجية يعرفها الشعب اليمني، وانسحابكم الذي لم تستطيعوا أن تأتوا بمبرر مقنع له عند الشعب فضحكم أمام اليمنيين والأمة العربية التي كررتم ذكرها في بيانكم مئة مرة". ونوه مخاطبًا القوات المشتركة "لتعلموا أن انسحابكم "قدر" أراد أن يكشف للناس حقيقتكم، ويجسّد حقيقة التحالفات الأخيرة بين دولا تحرككم وأخرى تحرك الحوثي". وتابع موضحًا المفارقة الميدانية حيال ما يحدث، قائلا "في مأرب صمد اليمنيون وقدموا الشهداء والجرحى على أن يفرطوا بشبر واحد من الوطن، وفي شبوة أوقف الأبطال الحوثي بعد أن حاول أسيادكم بيع المحافظة برمتها، وفي تعز مد الجيش لكم يده بإخلاص علكم تكونوا رجالا، لكن دينكم العبودية للغير على أن تكونوا معززين مع أبناء جلدتكم". خيانة أفرحت الحوثيين. بدون سابق إنذار أو تحذير؛ تلقى القادة العسكريون في ألوية العمالقة والمقاومة الاتهامية المنضوية تحت لواء القوات المشتركة التي تدعمها الإمارات أوامر بالانسحاب من مواقعهم في الساحل الغربي لليمن، مما أحدث حالة من الإرباك والفوضى في صفوف الجنود، الذين قاتلوا بشراسة على مدار 3 سنوات للسيطرة على الحديدة. ولم يستوعب محمد نعمان -الجندي في ألوية العمالقة- أوامر الانسحاب بعد 3 سنوات من المعارك العنيفة ضد قوات الحوثيين، والتي حققوا خلالها تقدم على مشارف مدينة الحديدة الإستراتيجية على البحر الأحمر، وأوشكوا على اقتحامها. ويقول نعمان للجزيرة نت إنه وزملاءه يشعرون بالأسف و "الخيانة للشهداء والجرحى"، ويتابع "تصوّر أننا لم نعلم بعملية الانسحاب إلا أمس الجمعة، ما جرى هزيمة وفق كل الأعراف العسكرية، سلمنا كل الذي كسبناه خلال 3 سنوات للعدو في يوم واحد فقط. وفي تغريدة له على تويتر، يبارك عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين لأبناء الحديدة، فيقول "مبروك لكم يا أبناء الحديدة، وما حصل من انجاز ما هو إلا ثمرة لصمودكم وصبركم". وتابع البخيتي في ربطٍ لما حدث من انسحاب في جبهة الحديدة وما يحدث في جبهة مأرب قائلًا "نأمل أن تتعقل قيادة المرتزقة في مدينة مأرب حقنا للدماء، لأن تحرير اليمن بات مسألة وقت". فكيف قبلت القوات المشتركة التخلي عن مواقعها وعصارة سنوات من الحرب التي راح ضحيتها شهداء وجرحى كثر؟ وهل تصدق المشتركة في مساعيها التي أوردتها في خطابها المليء بالتناقضات السياسية والاستراتيجية؟ أم أنها محظ دعاوى تريد أن تسكت بها غضب الرأي العام، وتبرر لنفسها هذا الإجراء الذي بدا لليمنيين خيانة فاضحة لدماء الشهداء والجرحى وتضحياتهم الجسيمة؟ كلها تساؤلات ربما تكون المرحلة المقبلة من عمر الأزمة اليمنية كفيلةً بتوضيحها والتعرف اليها.