لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الريال يخطط للتعاقد مع مدرب مؤقت خلال مونديال الأندية    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    نقابة الصحفيين تدعو إلى سرعة إطلاق الصحفي المياحي وتحمل المليشيا مسؤولية حياته    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    الحكومة تعبث ب 600 مليون دولار على كهرباء تعمل ل 6 ساعات في اليوم    "كاك بنك" وعالم الأعمال يوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق استثماري لدعم الشركات الناشئة    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    مئات الإصابات وأضرار واسعة جراء انفجار كبير في ميناء بجنوب إيران    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    السوبرمان اليهودي الذي ينقذ البشرية    لتحرير صنعاء.. ليتقدم الصفوف أبناء مسئولي الرئاسة والمحافظين والوزراء وأصحاب رواتب الدولار    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحدود الجديدة لحرب اليمن
ما الذي دفع التحالف العربي الداعم للحكومة المعترف بها دولياً لإعلان العملية العسكرية الجديدة، وما تداعيات تلك العملية محليا وإقليميا ودوليا؟
نشر في أخبار اليوم يوم 29 - 01 - 2022

• استمرار تصعيد الحوثيين في اليمن حول اليمن إلى ورقة تفاوضية ضمن البرنامج النووي الإيراني
• استمرار تصعيد الحوثيين في الممرات الدولية واستهدافها لأبو ظبي والرياض بالصواريخ والمسيرات قد جعلها مهددا فعليا للأمن الإقليمي والدولي
• معارك مأرب أضعفت الحوثيين، واستنزفت معظم قوتهم البشرية المُدربة
تشهد الحرب في اليمن تحولا جديدا مع دخولها العام الثامن منذ انقلاب الحوثيين على الدولة وإسقاطهم للعاصمة صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2014، فالتحالف الذي تشكل بقيادة السعودية والإمارات لدعم شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي ضد الانقلاب المدعوم من إيران، أعاد ذات النشاط العسكري الذي أطلقه مع عاصفة الحزم في مارس / آذار 2015، لكن هذه المرة مع نقل الحوثيين الحرب إلى ممرات التجارة الدولية وعاصمة الاستقرار الاقتصادي في المنطقة أبو ظبي.
• زار رئيس الأركان العامة السعودي فياض بن حميد الرويلي سلطنة عمان في الفترة من الثاني إلى الرابع من يناير/كانون الثاني2022 لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين بمن فيهم نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع شهاب بن طارق آل سعيد ورئيس أركان القوات المسلحة السلطانية عبد الله بن خميس بن عبد الله الريسي.
جاءت الزيارة العسكرية قبل أيام من الإعلان عن العملية العسكرية الجديدة. وعلى غير العادة لم تبد عُمان أو أي دولة أخرى قلقها من تصعيد التحالف ضد الحوثيين، بما في ذلك آليات الأمم المتحدة.
الأطراف السابقة والجديدة التي تقاتل الحوثيين
بالاستفادة من المتغيّرات رصت السعودية والقوات الحكومية الصفوف لبدء معركة ضد الحوثيين المنهكين من معارك مأرب. وكان لهذا التطور انعكاسا سيئا على قيادة الحوثيين وتسبب في خلافات داخل الجماعة، مع تصاعد الشكوك بوجود صراع داخل الجماعة بين من يشدد على أهمية استمرار الاتصال بالسعودية، ومن يعتقد أن مصالح الحركة مرتبطة بإيران فقط.
هذا الانقسام بدا واضحا في خلافات الجماعة بين من يرى أن استمرار المعركة كارثة تسبب إضعاف الجماعة بين أنصارها -بسقوط المزيد من القتلى- واحتمالية خسارة مناطقهم في حال شنت هجومات عكسية من القوات الحكومية، وبين من يرى ضرورة استمرار المعركة لأن التوقف يعني فقدان ثقة أنصارهم بقرارات قيادة الجماعة، وقد تنقلب القبائل في محيط صنعاء عليهم إذا ما شعرت بضعف الحوثيين وتراجع قوتهم. ويبدو أن الطرف الثاني الموالي لإيران هو المسيطر على القرار داخل جماعة الحوثيين.
تزامنت هذه الخلافات مع ارتخاء يد إيران إضافة إلى حالة الإرباك التي أصابت الحوثيين بسبب وفاة أو مقتل «حسن إيرلو» الذي عينته طهران كسفير لها لدى الحوثيين في أكتوبر/تشرين الأول2020.
وقد ساهم وجود «حسن إيرلو» في صنعاء منذ 2019 وحتى بعد تعيينه سفيراً لإيران لدى الحوثيين، في زيادة نفوذ إيران داخل الجماعة وخارجها خاصة في أوساط السياسيين وشيوخ القبائل، وهو ما أثار غضب قادة منهم وفاقم الخلافات الموجودة أصلا داخل الجماعة.
في الجانب الآخر هناك عدة أطراف يمنية مدعومة من التحالف بقيادة السعودية والإمارات وهي:
أ) قوات العمالقة
ب) الجيش اليمني والمقاومة الشعبية
ج) ألوية اليمن السعيد
أ‌) قوات العمالقة:
هي قوة عسكرية كبيرة، تم تدريبها وتسليحها من قِبل الإمارات والسعودية، وتملك بين 20-30 ألف مقاتل في 15 لواء عسكري. وتمول السعودية معظم احتياجات هذه القوة بعضها بشكل مباشر وبعضها عبر الإمارات. ويفترض أنها فصيل مكوّن للقوات المشتركة التي يقودها طارق صالح، لكن ذلك إسمياً أما القوة فتتلقى تعليماتها من الإمارات وفي المعارك الحالية من السعودية، وهناك معلومات غير مثبتة من أن هذه القوة انقسمت بين الداعمين الرئيسيين السعودية والإمارات، فالقوات التي تحت قيادة القيادي السلفي أبوزرعة المحرمي هي أقرب للإمارات ولا ترغب في القتال ضد الحوثيين في محافظات الشمال، بينما القوة التي تحت قيادة القيادي السلفي حمدي شكري تدعم من قبل السعودية وهي القوة التي اتجهت من شبوة إلى مأرب.
وأبرز ما يمكن معرفته حول هذه القوة :
- تنتشر قوات العمالقة في السواحل الغربية للبلاد بين الحديدة وتعز، كما تنتشر قوة لها في محافظة أبين على خطوط التماس بين الحكومة المعترف بها دوليا وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي. وتملك قوات أقل في محافظتي لحج والضالع الجنوبيتين. وقد جرى سحب تلك القوات من السواحل الغربية إلى محافظة شبوة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
- قوات العمالقة تنتمي لعديد من المحافظات، حيث أن معظمهم من السلفيين في المحافظات الجنوبية خاصة محافظة لحج، كما ينتمي جزء من أفرادها لمحافظتي الضالع وعدن. وتوجد أربعة ألوية من «المقاومة التهامية» بما يصل إلى سبعة آلاف مقاتل ومعظم أفراد هذه الألوية ينتمون لمحافظة الحديدة (الشمال).
- قرابة 10% على الأقل من هذه القوة العسكرية هم من السلفيين الذين نكل بهم الحوثيون في محافظتي صعدة وعمران عام 2014م، وتعرضوا وعائلاتهم للطرد.
ب‌) القوات الحكومية والمقاومة الشعبية:
وهو الجيش اليمني الذي يخضع لوزارة الدفاع وهيئة الأركان في الحكومة المعترف بها دوليا، إضافة إلى رجال القبائل من محافظة مأرب والمحافظات الشمالية الخاضعة لسيطرة الحوثيين والتي يطلق عليهم «المقاومة الشعبية».
وتقاتل هذه القوة بدون أسلحة نوعية، إضافة إلى نقص دائم في الذخيرة. ومعظم الجنود لا يتلقون رواتبهم لفترة تستمر لأشهر. ناضلت تلك القوات -ومازالت- في التصدي لهجمات الحوثيين خلال العامين الماضيين.
ج) ألوية اليمن السعيد:
في 14 يناير/كانون الثاني 2022 أعلن المتحدث باسم التحالف تركي المالكي عن التحام ألوية اليمن السعيد في معارك مأرب. لم يسبق أن تواجدت قوة تحمل الاسم ذاته طوال السنوات الست. والألوية الحالية التي تقاتل ضد الحوثيين في مأرب هي في الأساس:
- أربع كتائب عسكرية قرابة (1500 جندي) كانت منتشرة على الحدود السعودية -اليمنية.
- معظم أفراد هذه الكتائب من السلفيين.
- جرى نقل تلك الكتائب في ديسمبر/كانون الأول 2021 من الخطوط الأمامية في محافظة صعدة إلى جنوبي مأرب.
تأثير العملية العسكرية في العشرين يوماً الأولى:
استفادت السعودية من استنزاف الحوثيين في محافظة مأرب وباقي جبهات القتال خلال العام الماضي، وهو ما أدى بشكل سريع إلى فِعل من التحالف والحكومة اليمنية ورد فِعل من الحوثيين يمكن الإشارة إلى تأثيراته المحلية والخارجية:
أولا: التأثير المحلي:
1- استعادة شبوة: خلال الأيام العشرة الأولى أعلنت قوات العمالقة والجيش استعادة المديريات الثلاث (عسيلان، بيحان، عين) في شبوة. لكن جزء من مديرية عين بما في ذلك مركزها لا يزال في يد الحوثيين حتى (20/1/2022). ويبدو أن قوات العمالقة اكتفت باستعادة الطريق الرئيس الذي يعبر إلى محافظة مأرب إذ تبدو ( عين ) غير مهمة عسكرياً في الوقت الحالي.
وكان تدخل «قوات العمالقة» المدعومة من الإمارات جاء بعد طلب أبو ظبي تنحية محافظ شبوة السابق محمد صالح بن عديو القريب من حزب الإصلاح، والذي عارض علانية نفوذ الإمارات، وتعيين الشيخ عوض الوزير، الذي تربطه علاقة جيدة مع المجلس الانتقالي الجنوبي والإمارات والسعودية. وعادت القيادات والقوات العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي/الإمارات إلى «عتق» بعد إزاحة «بن عديو» تحت مسمى جديد «قوات دفاع شبوة» بدلاً من النخبة الشبوانية، وصعدوا من خطابهم ضد الحكومة اليمنية وقواتها المسلحة ما قد ينذر بحصول اشتباكات بين الطرفين.
2- تقدم في معارك مأرب: تظهر الخارطة العسكرية في مأرب توزعاً للقوات الحكومية وألوية اليمن السعيد في الجهة الجنوبية بمديرية الوادي وما جاورها، فيما قوات العمالقة في الجهة الغربية بمديرية «حريب»، ويفصل بين التحام القوات «جبل ملعاء»، وأبرز التطورات خلال هذه المعارك منذ مطلع يناير/كانون الثاني الآتي:
- خسر الحوثيون الكثير من المناطق في مديرية حريب، وأصبحت قوات العمالقة تحاصر مركز المديرية من ثلاث جهات رئيسية فيما تتقدم باتجاه منطقة «ملعاء» للالتحام بالقوات الحكومية وألوية «اليمن السعيد».
- استفادت القوات الحكومية من الزخم الذي قادته العملية العسكرية لتحقيق تقدم في جنوب مأرب بشكل كبير، وتمكنت من إنهاء خطر الحوثيين على سلسلة جبال البلق التي تمتد 20كم ومطلة على مدينة مأرب. كما تمكنت القوات الحكومية وألوية «اليمن السعيد» من إحراز تقدم في مديرية «الجوبة».
- زرع الحوثيون الآلاف من الألغام في المناطق التي يعتقدون أنهم قد ينسحبون منها، ما يعيق تقدم القوات الحكومية وألوية العمالقة، والعملية العسكرية الجديدة كشفت عن امتلاك الحوثيين ألغاما متطورة أودت بحياة بعض العاملين في برنامج مسام لنزع الألغام. .
- فشل أبو علي الحاكم رئيس المخابرات العسكرية للحوثيين، والذي يقود معركة مأرب، في دفع قبائل مأرب لحمايتهم ومواجهة القوات الحكومية التي تتقدم اتباعاً باتجاه المناطق التي يسيطرون عليها. اجتمع أبو علي الحاكم بشيوخ القبائل في عُبيدة والجوبة وحريب أكثر من خمس مرات خلال النصف الأول من يناير/كانون الثاني 2022.
- فشل الحوثيون في إقناع القبائل في مناطق سيطرتهم لإرسال المزيد من المقاتلين، وفي حادثة واحدة على الأقل في صنعاء اشتبك الحوثيون مع وجاهات في مديرية بني الحارث رفضوا حشد مقاتلين، أما في مديرية آنس ومديرية الحداء في محافظة ذمار التي تمثل مخزنا للمقاتلين التابعين للجماعة فقد رفض شيوخ القبائل طلبات الحوثيين بإرسال مقاتلين إلى مأرب «أبلغوهم أنها معركة خاسرة».
- ستعاني القوات في محافظة مأرب، ولن يكون هناك تقدما سريعا كما في محافظة شبوة لعدة اعتبارات متعلقة بالجغرافيا المختلفة، واستماتة الحوثيين في تحقيق انتصار فيها، وقبل ذلك يحتاج الحسم في مارب قناعة من التحالف بطرفيه السعودية والإمارات في دعم الجيش هناك بكل ما يحتاجونه من سلاح، على أقل تقدير نصف امكانيات القوات التي دخلت شبوة.
3- استعدادات لمعارك في البيضاء وتعز والحديدة:
تستعد قوات التحالف والقوات الحكومية إلى بدء معارك أخرى في:
- تعز: تشير المعلومات إلى أن استعدادات كبيرة لتحرك قوات طارق صالح نحو مدينة تعز التي تخضع لحصار الحوثيين منذ 2016م. ولن يكون ذلك ممكناً دون تنسيق مع قوات «محور تعز» وعلى هذا الأساس استدعى التحالف «خالد فاضل» قائد المحور إلى الرياض في منتصف يناير/كانون الثاني، للدفع بهذه المعركة الاستراتيجية. وهناك فارق تسليح كبير بين محور تعز والقوات التي يقودها طارق صالح الذي سلحته الإمارات بأسلحة نوعية وحديثة.
- الحديدة: يخطط التحالف إلى دفع قوات «المقاومة التهامية» باتجاه مدينة الحديدة، على الرغم من أنه جرى انسحابها مع قوات العمالقة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. ويبدو أن الهدف من دفع قوات المقاومة التهامية نحو الحديدة يتمثل في منع الحوثيين من استغلال انشغال قوات العمالقة في مأرب، وقوات طارق صالح إذا ما تحركت- بمعارك تعز. حيث ستبقى المديريات الاستراتيجية «الخوخة» و»المخا» مهددتين من الحوثيين.
- البيضاء: يخطط التحالف إلى دفع القوات الحكومية في محافظة البيضاء، مع نهاية يناير/كانون الثاني. وكان الحوثيون قد أعلنوا السيطرة الكاملة على «البيضاء» في سبتمبر/أيلول2021.
ثانيا: نقل الحرب إلى الإقليم
بالتزامن مع العملية العسكرية الجديدة التي بدأت مطلع العام، يقود الحوثيون هجمات لنقل الحرب إلى السعودية والإمارات في تأثير واضح خارج الحدود اليمنية لهذه العملية. حيث يحاول الحوثيون وداعميهم الإيرانيون بناء حزام فوضوي لإقلاق «الأمن» في المنطقة وإجبار الدولتين على وقف مساندة ودعم القوات الحكومية. وفد تضاعف قصف الحوثيين على الأراضي السعودية خلال عام 2021م. فيما التطور الأكبر والذي ينقل الحرب اليمنية إلى مرحلة جديدة هو:
أ) قرصنة الحوثيين سفينة «روابي» التي ترفع علم الإمارات في الثاني من يناير/كانون الثاني وعلى متنها 11 بحاراً من جنسيات مختلفة. في تهديد كبير للملاحة الدولية في البحر الأحمر.
برر الحوثيون السيطرة عليها بكونها تحمل أسلحة ومعدات عسكرية. فيما قال التحالف إنه مستشفى ميداني انتهت مهمته في سقطرى وتم تفكيكه ونقله إلى ميناء ميدي لأغراض إنسانية. وفي الحقيقة فإن مقاطع الفيديو التي نشرها الحوثيون تدينهم، فالأسلحة المعروضة قليلة لسفينة في طريقها لمنطقة حرب، أما الآليات والمدرعات فهي أقل من ذلك ولا تعبّر عن قوة عسكرية مؤثرة، وهو أمر ممكن كدعم لوجستي لمستشفى ميداني. لكن يبدو أن استيلاء الحوثيين على السفينة كانت رسالة للإمارات بأن تتوقف عن التصعيد في شبوة ومأرب.
ب) في 17 كانون الثاني/يناير، أدّت سلسلة من الضربات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية تبناها الحوثيون إلى استهداف شاحنات وقود في منطقة «مصفح الصناعية» خارج مدينة أبو ظبي، إلى جانب موقع بناء في مطار العاصمة الدولي. وتقول الشرطة إن ثلاثة أشخاص قتلوا (موطنان هنديان وآخر باكستاني) وإصابة ستة آخرين بجروح، الأمر الذي يمثل حالات الوفيات الأولى المعروفة داخل الإمارات بسبب الصراع اليمني. والتهديد الأول الذي اعترفت بها السلطات الإماراتية. وتوعدت أبو ظبي «بالرد المناسب».
برر الحوثيون هجومهم بكونه رد على عودة الإمارات إلى الحرب في اليمن، وتحركاتها الأخيرة المنسجمة مع المملكة العربية السعودية.
ينقل الهجوم على أبو ظبي الحرب نحو مرحلة جديدة، ما يضع تساؤلات متعددة: كيف يؤثر ذلك على الإمارات؟ وما تداعيات الهجوم على سياسة أبو ظبي تجاه اليمن؟ وتداعيات ذلك على المشاورات الإماراتية-الإيرانية والمشاورات السعودية-الإيرانية والتوتر في منطقة مياه الخليج. وما هي الاعتبارات والموقف الأمريكي من هجوم الحوثيين على أبو ظبي؟
1) تأثيره على الإمارات:
كانت أبوظبي تتوقع الهجوم الذي شنه الحوثيون، لكن حجم الأهداف كان كبيراً وحساساً بالنسبة للإماراتيين، وسينعكس سلباً على صورتها كونها منطقة «آمنة ومستقرة» في محيط مضطرب. وقد يدفع الحادث جغرافيتها واقتصادها إلى حزام الأزمات الذي يمتد من اليمن إلى السعودية والإمارات وإيران وسوريا والعراق ولبنان. كما ينهيّ الدعاية الإماراتية بأنها خرجت من حرب اليمن.
2) تداعيات الهجوم على سياسة الإمارات في اليمن:
على الرغم من توقعها الهجوم إلا أن طريقة الرد المناسبة ستكون أمراً مختلفاً، في الأيام الأولى من الهجوم شن التحالف العربي غارات جوية على صنعاء والحديدة دمرّ مخازن أسلحة استراتيجية مع حصول ضحايا من المدنيين، وأعلن التحالف استهداف قيادات عسكرية للحوثيين. في الوقت ذاته شُنت غارات على الحوثيين للمرة الأولى في عديد من الخطوط الأمامية منذ 2019م.
توعد الحوثيون دولة الإمارات بمزيد من الهجمات إذا استمر الهجوم ضدهم في محافظة مأرب. وهو ما قد يدفع الإمارات إلى أمرين على مستوى التدخل العسكري:
الأول، العودة إلى التفاهمات السابقة بترك مواجهة الحوثيين والاحتفاظ بالنفوذ في جنوب اليمن لكنها مسألة وقت قبل أن يتوجه الحوثيون للسيطرة على المحافظات الجنوبية لاحقا. ويبدو هذا الخيار السهل سيكون تحت ضغط من «إمارة دبي» الإمارة الاقتصادية التي ستتأثر بشدة إذا ما تكرر الهجوم.
الثاني، دعم تحرير كامل لمحافظة مأرب وعودة الخارطة العسكرية في اليمن إلى 2018، بعودة الحوثيين إلى أطراف مديرية صرواح باتجاه صنعاء، واستعادة «مفرق الجوف الاستراتيجي». لكن دعمها لهذا الخيار سيتعين عليها التقارب مع حزب التجمع اليمني للإصلاح كقوة ميدانية وسياسية يمكن الاستفادة منها في إرباك الحوثيين. ويبدو أن الخيار الثاني هو الأقرب مع تفاهمات سعودية/إماراتية كتلك التي وِجِدت في شبوة، على الرغم من مخاوف حصول خلافات بين حلفائهم اليمنيين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.