اليوم / بشرى العامري أعلنت مفوضية الأممالمتحدة للاجئين في بلاغ صحفي لها أمس أنها قد تضطر إلى تعديل برامجها وأولوياتها وذلك بسبب النقص الحاد في التمويل والذي بدوره قد يؤثر على مئات الآلاف من النازحين في اليمن خصوصا مع وجود ربع مليون شخص نزحوا بفعل الحرب في الشمال وذكر البيان أن انعدام المأوى الملائم و توفر المواد الإيوائية يمثل مصدر قلق بشكل خاص كما أن احتياجات المأوى للاجئين الذين يعيشون في المخيمات أو الأحياء الحضرية (و معظمهم من القرن الأفريقي) لا يتم تلبيتها بالإضافة إلى أن قدرة اللاجئين على إعالة أنفسهم وكذا قدرة المفوضية على دعمهم تمر تحت ضغط شديد وأشار البلاغ الصحفي إلى أن زيارة بعثة المانحين التقليديين من حكومات كندا و فينلاندا و ألمانيا و إيطاليا وإيرلندا و اليابان وهولندا و السويد و المملكة المتحدة لليمن الأسبوع الماضي كانت بهدف الإطلاع عن كثب على الوضع الإنساني في البلاد وبدون تقديم المزيد من الدعم لذلك فإن معاناة مئات الآلاف من النازحين ستزداد سوءاً. وقد شاركت البعثة على مدى أسبوع من خلال الزيارات الميدانية وإجراء سلسلةٍ من النقاشات مع كل العاملين في المجال الإنساني بالإضافة إلى اللاجئين والنازحين في وضع خطة المفوضية لليمن للعام 2011. و اختتمت البعثة مهمتها بورشة العمل التخطيطية التي عقدتها المفوضية مع الحكومة اليمنية و منظمات أخرى تابعة للأمم المتحدة و شركاء من المنظمات غير الحكومية، حيث سلطت الورشة الضوء على أهمية إتباع النهج التعاوني في تخطيط الاستجابات للاحتياجات الإنسانية. و قد أجرى المانحون خلال الزيارة مناقشات مثمرة في اجتماعات مع أحمد الكحلاني وزير الدولة لشئون مجلسي النواب و الشورى و رئيس الوحدة التنفيذية للنازحين، و الدكتور علي مثنى نائب وزير الخارجية و رئيس اللجنة الوطنية لشئون اللاجئين، بالإضافة إلى وكلاء محافظتي عدنوحجة. و قد عبر المانحون عن تفهمهم للاحتياجات الإنسانية الهائلة لليمن، كما عبروا عن تقديرهم للحفاوة الكبيرة التي أبدتها الحكومة اليمنية و شعب اليمن تجاه أولئك الذين أجبروا على النزوح وحصلوا على المأوى في اليمن. من جانبها، قالت ممثلة مفوضية الأممالمتحدة للاجئين في اليمن السيدة كلير بورجويس: أن هذه البعثة المهمة للمانحين جاءت في الوقت الذي نحاول فيه لفت انتباه المانحين الرئيسيين للمفوضية إلى الوضع الإنساني في البلاد. وأضافت: في الوقت الذي تبذل فيه الحكومة اليمنية قصارى جهدها من أجل الاستجابة للاحتياجات الإنسانية، فإن دعم المجتمع الدولي غاية في الأهمية في هذه اللحظة الحرجة. وقد قامت بعثة المانحين بزيارة عمليات مفوضية اللاجئين و شركائها في البلاد بما في ذلك المشاريع الخاصة باللاجئين في عدن وصنعاء مثل المراكز الصحية و المرافق التعليمية و مراكز التدريب المهني في الأحياء الحضرية وفي مخيم خراز للاجئين، بالإضافة إلى زيارة مشاريع أخرى، وذلك قبل قيامها بزيارة النازحين في محافظة حجة في الشمال. الجدير ذكره أن مفوضية اللاجئين في اليمن قد أطلقت في فبراير 2010 مناشدة لكل الجهات المانحة في المنطقة و غيرها لتوفير مبلغ 39.1 مليون دولار أمريكي لتغطية احتياجات عملياتها للعام 2010 حيث أن التمويل الذي حصلت عليه لا يغطي سوى 18 % فقط من جملة احتياجاتها.