لماذا نحتفل نحن اليمنيون باليوم العالمي للصحة ومازلنا في مستنقع وضع صحي كسيح وفي كل مركبة يطلق علينا عيانين لدرجة أن صرنا مصدراً للسخرية في الخارج حتى نقل البعض مبالغاً ربما عن المصدريين سخريتهم لدى وصول المسافرين اليمنيين مصر بالقول: "طيارة العيانين وصلت" الكثير يقترحون أن تقيم مآتم عزاء ونواسي الشعب اليمني بما يعانيه من أمراض بدلاً من الاحتفال بيوم الصحة وصحتنا في وضع أسوأ. . أمس السبت أقيم في صنعاء حفل خطابي وفني تحت شعار [ألف مدينة. . ألف حياة لصحة ] بمناسبة اليوم العالمي للصحة الذي يصادف السابع من أبريل من كل عام، كما نظمة مكتب الصحة العامة - السكان بمحافظة تعز بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية أول الفعاليات الخاصة بذات المناسبة. . وفي هذا الصدد تحدث ل "أخبار اليوم" الدكتور/ عبدالقوي الشميري أمين عام نقابة الأطباء اليمنيين عن الوضع الصحي في اليمن حيث قال أنه ينبغي ألا يحتفل الشعب اليمني باليوم العالمي للصحة مقترحاً أن نقيم مآتم عزاء عن الأوضاع الصحية في البلاد معتبراً أن هذا هو ما يمكن تقديمه ليعبر عن حقيقة أوضاع اليمنيين الذين يعانون من الأمراض المتفشية في كل مكان حتى صار سفرهم إلى الخارج بلا حدود. الدولة تخلت عن مسؤوليتها وقال: الواقع يتحدث عن نفسه، فالواقع اليمني والمواطن اليمني يعلم ما هي الأوضاع الصحية في البلاد، الحقيقة يعني سنحتفل بالمرض بدلاً أن تحتفل بالصحة في اليمن مشيراً إلى أن المواطن يدفع20% من قيمة الخدمات الصحية في البلاد ، وتخلت الدولة عن مسؤوليتها الاجتماعية، في توفير الخدمات الصحية للمواطنين. . وأضاف المواطنين اليوم يريدوا توفير جميع الخدمات الصحية، فيما لا يغطي جانب مستوى الرعاية الصحية الأولية، مشيراً إلى أن هناك إدعاءات حكومية تقول أنهم يغطون نصف السكان بخدمات الرعاية الصحية الأولية بينما الحقيقة أقل من ذلك، يعني هذا أن أكثر من 10 مليون يمني خارج نطاق تغطية خدمات الرعاية الأولية هذا من حيث التغطية، فيما الأمر الثاني حد قوله أن فوق 95% من قيمة الخدمات الصحية ثم تأتي مشاركة المواطن، غير أن المواطن صار يتحمل كل شيئ ولا يشارك ويتحمل حتى القطاع الحكومي. الصحة كسيحة والوزير كذوب إذا كان المواطن اليمني يتحمل أكثر من 95% من قيمة الخدمات الصحية فماذا نتوقع في ظل فقر مدقع يعيشه الكثير من سكان اليمن. . أمين عام نقابة الأطباء يضيف هنا: كما ترى أن حمى الضنك بدأت تطل برأسها وعادت من جديد في المحافظات الجليدية والمحافظات الوسطى. وعلق الدكتور الشحيري على ما شهدته محافظة تعز من احتفال بيوم الصحة سار فيه المواطنون على الأقدام، حتى أن مدراء العموم في تعز هجروا سيارتهم وساروا على الأقدام من الباب الكبير داخل مدينة تعز وصولاً إلى النقطة الرابعة احتفاءاً باليوم العالمي للصحة. . علق الدكتور الشميري بأن وزارة الصحة كسيحة لا تقوى على السير حتى نعبر عن ذلك بالسير على أقدامنا، وقال: ألا يعلم مدير مكتب الصحة بتعز أن المئات يصابون سنوياً بحمى الضنك بتعز، لذا عليه أن يستعد لحمى الضنك القادمة بعد اليوم. . وأشار أمين عام نقابة الأطباء إلى أن وزير الصحة لا يقول الحقائق الطبية والصحية في البلاد حتى أن الوزير كذب على الولاياتالمتحدة الأميركية في مقابلة صحفية معه عندما قال أن عدد الأخطاء الطبية في أميركا "15" ألف خطأ طبي في السنة، مؤكداً الشميري أن هذا كلام خاطئ وأن وزير الصحة لا يملك مطلقاً إحصائية عن كارثة البلاد. . وضع مأساوي. وتطرق الدكتور الشميري لأوضاع مرض السكر ، مشيراً إلى أنهم يعانون معاناة شديدة حيث لا توفر لهم الرعاية الصحية ، وقال إذا كان المرضى لا يعثرون على الرعاية الصحية في العاصمة فماذا نتوقع في المحافظات والمدن الأخرى والأرياف. . أنه وضع مأساوي فعلينا أن نقيم مأتم عزاء نعزي الشعب اليمني بما يعانيه من أمراض ولا يجد من يخفف عنه هذه المعاناة. . من لا يشعرون بالانهيار ، أول الغرقى واستنتج الدكتور/ الشميري لدى حديثه للصحيفة أنه ونتيجة انهيار منظومة النظام السياسي انهارت كل المؤسسات وقال : المؤسسات الصحية منهارة والتربية والتعليم كذلك، والأمن كما ترى ، والقضاء كما يعلم الجميع ، والحرية كما ترون فالوضع واضح للعيان. وأشار إلى أن الذين لم يصلهم الانهيار هم الذين وصلت المياه في سفينتهم إلى خصورهم وهم لا يشعرون بوضع بلد. . اليمن يحتفل باليوم العالمي للصحة احتفاء باليوم العالمي للصحة ولأول مرة شهدت مدينة تعز قيام مدراء العموم فيها بهجر سياراتهم والسير على الأقدام برفقة المواطنين في الفعالية التي نظمها صباح السبت مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة و بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية حيث قام المشاركون في الفعالية بقطع المسافة سيرا على الأقدام نقطة الانطلاق من أمام الباب الكبير حتى النقطة الرابعة كأحد الأنشطة التي تنظم ضمن أنشطة اليوم العالمي للصحة والتي تحولت هذا العام من الاحتفالات المغلقة إلى الفعاليات والأنشطة الرياضية المختلفة ومنها ممارسة رياضة المشي خاصة أن منطقة السير المحددة فيها شيء من الصعوبة حيث عقبة 26 سبتمبر وذلك من اجل إضفاء النشاط البدني على هذه الفعالية التي لاقت ترحيب وانتبها جميع المارة في شارع 26 سبتمبر. . من جانبه الدكتور عبد الناصر الكباب مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة أشار الى أن مكتبه أعد خطة لهذه المناسبة بالتعاون مع قيادة السلطة المحلية خصوصا مكتب التربية والتعليم والشباب والإعلام والأوقاف والذي شارك مدراء عموم هذه المكاتب في الفعالية إضافة إلى إن تعز ستشهد الخميس المقبل إقامة سباق ماراتون في تعز كونها واحدة من ضمن ألف مدينة في العالم وتقع عليها الاختيار من قبل منظمة الصحة العالمية لإقامة مناشط صحية مختلفة منها أمانة العاصمة وعدنوتعز وحضرموت والحديدة باعتبارها من المدن الكبيرة ذات الكثافة السكانية في اليمن. مختتما تصريحه بالإشادة بجميع المشاركين متمنيا ان تترجم هذه الفعالية إلى نشاط يومي يمارس من قبل الجميع لما للرياضة من فوائد كبيرة على الجانب الصحي للإنسان وفي كلمته بالحفل الذي نظمته أمانة العاصمة بالتعاون مع وزارة الصحة العامة والسكان أكد وزير الصحة الدكتور/عبدالكريم يحيى راصع، شراكة الوزارة مع منطمة الصحة العالمية في جهودها وتوجهاتها في مكافحة أمراض وتبني قضايا ومشاكل الصحة العامة وسعيها الدؤوب لتعزيز الصحة محليأ وإقليمأ ودوليأ. وقال الدكتور راصع ان الاحتفال بيوم الصحة العالمي لهذا العام تحت شعار " ألف مدينة. . ألف حياة لصحة " يهدف إلى تسليط الضوء على قضية الصحة في المدن وإشراك الحكومات والمنظمات الدولية والمؤسسات التجارية والمجتمع المدني في إطار جهد مشترك سعيأ نحو وضع قضية الصحة في صميم سياسات التحضر. وأضاف : أن ما تشهده المدن من توسع عمراني وزحف كبير للمدن وما واكب ذلك في زيادة وسائل المواصلات والنقل ونمو وتوسيع الصناعات واكتظاظ المدن بساكنيها والبناء العشوائي لا سيما عند أطراف المدن كل ذلك أفضى ويفضي إلى اختلالات كبيرة في مقدمتها التلوث البيئي وعشوائية استخدام المياه وتدهور مخزونها الصالح للشرب ونشوء تهديدات نضوب المياه الجوفية وما ترتب على ذلك من أخطار مثل انتشار الإصابة بالأمراض المسببة للاسهالات والتي تنتقل بواسطة النواقل مثل الملاريا وحمى الضنك. وتابع ": لقد تم اختيار مدينة صنعاء لتكون مدينة صحية تراعي فيها أفضل الممارسات الصحية كما شاركت أربع مدن يمنية هي عدن ، الحديدة ، تعز ، وتريم بحضرموت لتكون مدناً مراعية للصحة. من جانبه أكد أمين عام المجلس المحلي بأمانة العاصمة أمين محمد جمعان في كلمة مماثلة على إن العام الجاري عام لتطوير الأداء الصحي والارتقاء بالخدمات الطبية ورفع الجاهزية الفنية والمهنية لتدعيم قيم البيئة ومحاربة التلوث وتعزيز النشاط التوعوي المجتمعي في الأمانة. وقال جمعان " ان الاحتفال العالمي بالصحة لهذا العام تحت شعار " ألف مدينة. . ألف حياة لصحة "اعلانا من ضمن اختصاصنا المحلي يعد تعبيراً إجرائياً عن انهاء كافة اعتلالات الميدان الطبي العلاجي من خلال رفع جاهزية المنشآت الصحية وتعزيز كفاءة المهنيين من الاستشاريين والأطباء والممرضين وتفعيل الرقابة على المنشآت الصحية". وأضاف أن أمانة العاصمة تمضي وفق آليات أكثر فاعلية وإستراتيجية لتوسيع الخدمات الصحية وصولا إلى تحقيق طبيب لكل أسرة على طريق إعلان العاصمة صنعاء مدينة صديقة للبيئة وللصحة. بدوره أكد ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن الدكتور غانم رباني بوبال، ان يوم الصحة العالمي لهذا العام يهدف إلى تنفيذ حملة طوال العام تستهدف التحديات الصحية في المدن على المستوى الوطني والمحلي في البلدان وكذا رفع مستوى الوعي والفهم لدى عامة الناس وتشجيع الشراكات بين القطاعات المحلية وإسهام المجتمع في تعزيز الصحة. ودعا بوبال إلى توسيع نطاق برنامج المدن الصحية الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية عام 1986م لتعزيز صحة المدن في إقليم الشرق الأوسط والذي نجح في مواجهة الكثير من القضايا الصحية. فيما كشف مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بأمانة العاصمة الدكتور محمد باعلوي عن تجهيز مكتب الصحة بالأمانة ب 12 سيارة إسعاف بمناسبة اليوم العالمي للصحة تحمل كافة المعدات المخبرية والطبية للفحص المجاني للمواطنين منتشرة في عموم مديريات الأمانة. وكان قد تخلل الحفل العديد من الأنشطة والمسابقات الرياضية والاستعراضات الفنية الفلكلورية الشعبية التي قدمتها فرقة مكتب الثقافة بأمانة العاصمة. في حين دشن وزير الصحة العامة والسكان ووزير الشباب والرياضة وأمين عام المجلس المحلي ومدير عام مديرية صنعاء القديمة، حملة النظافة وبرنامج الفحص الطبي المجاني بمركز الشهيد العلفي بصنعاء القديمة وكذا تدشين عملية غرس الأشجار بصنعاء القديمة. وفي نهاية الحفل كرمت منظمة الصحة العالمية مدينة صنعاء بدرع المنظمة كواحدة من المدن المشاركة في برنامج الصحة العالمية، إضافة إلى تكريم وزير الدولة أمين العاصمة عبدالرحمن الأكوع ووزير الصحة العامة والسكان تقديراً لجهودهما في دعم الرعاية الصحية وإسهاماتهما في إنجاح البرامج الصحية. كما جرى تكريم 15 من المشاركين الفائزين في المسابقات الرياضية من ذوي الاحتياجات الخاصة والشباب والناشئين التي صاحبت الاحتفال الذي انطلق من ملعب نادي الظرافي بميدان التحرير وانتهى بساحة العرضي باب اليمن.
