في اسلوب خطاب تحريضي جديد تستخدمه الولاياتالمتحدة الاميركية عبر دبلوماسييها في السفارات العربية والاسلامية دشن السيد نبيل خوري القائم باعمال السفير الاميركي بصنعاء استخدام هذا الاسلوب مساء يوم امس اثناء حضوره افتتاح المؤتمر الديمقراطي الثاني الذي ينظمه منتدى الشقائق بصنعاء، والذي ترأسته السيدة امل الباشا تحت شعار «عامان من التحول الديمقراطي.. الانجاز والفرص الضائعة» والذي شاركت فيه العديد من الناشطات في مجال حقوق المرأة على الطريقة الاميركية من عديد من الدول العربية فقد استرسل السيد خوري كلمته بأبيات شعرية قالها الشاعر السوري المتوفى «نزار قباني» -شاعر المرأة- من قصيدته التي عنونها «لماذا متعب بن تعبان يكره حقوق الانسان؟» واخذ «خوري» الابيات التي قال فيها قباني «مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن..موتى دون كفن.. كل حاكم يبيعنا ويقبض الثمن.. ليواصل «خوري» حديثه وكلمته التي شارك بها في الجلسة الافتتاحية التي عقدت مساء امس بفندق تاج سبأ بالعاصمة صنعاء بعد تذوقه لابيات «قباني» بالقول: «فيه معظمكم في هذه القاعة قد تجاوز هذا الوضع بنشاطه الخاص»؟ بصيغة المتسائل المحرض- عما اذا كان بين الحاضرين والمشاركين من استطاع تجاوز في ممارسة نشاطه -اياً كان سياسياً أو مدنياً- الابيات التي قالها «قباني» وتغزل بها خوري. السيد نبيل خوري الذي شارك في المؤتمر إلى جانب الاستاذ محمد الصبري- رئيس الدائرة السياسية للتنظيم الوحدوي الناصري والمحامي المعروف خالد الآنسي عبّر عن افتخاره من كون بلاده هي من تدعم وتموّل هذا المؤتمر، وتناسى «خوري» نماذج الديمقراطية التي جسدتها سياسة ادارة البيت الابيض في كل من العراق وافغانستان ولبنان وفلسطين والعديد من الدول العربية والاسلامية، واستشهد ايضاً بالمبالغ التي يخصصها برنامج الشراكة الشرق اوسطية. وذهب خوري في حديثه إلى الاشادة بالحركات النسوية في بعض الدول العربية والتي رأى فيها ان المرأة تلعب فيها دوراً ريادياً في المجتمع المدني، منوهاً إلى ان الدور الذي تقوم به الحكومات والاحزاب العربية دور متعب، وإلى ان دور بلاده في دعم الديمقراطية وحقوق المرأة قد واكب طموحات المرأة العربية، واوضح ان حكومته ركزت خلال العشر السنوات الاخيرة على دعم الديمقراطية والمجالات الحقوقية، داعياً المشاركات في المؤتمر الذي يأتي ضمن برنامج «الشراكة الشرق اوسطية» وتدعمه دول الثماني إلى التواصل مع المنظمات الاميركية والاوروبية الحكومية وغير الحكومية للاستفادة من دعمها ومنحها، وهو ما اعتبره مراقبون سياسيون اسلوباً تحريضياً اغرائياً ليس بالجديد وانما يمكن وصفه بالقديم المتجدد الذي تسعى من خلاله ادارة البيت الابيض والتي تدار سياسته من قبل المحافظين الجدد إلى ايجاد شرائح ونخب في الوطن العربي والاسلامي يؤيدون السياسة الخارجية للبيت الابيض ويتقبلون بل وينادون بالديمقراطية الاميركية التي جسدها صقور البيت الابيض في العراق وفلسطين وافغانستان ولبنان مؤخراً. «خوري» الذي ذهب إلى تحريض المشاركات والناشطات اللائي حضرن المؤتمر بالضغط على الحكومات والاحزاب للايفاء بالوعود، مؤكداً لهن بأن تنفيذ تلك الوعود لن يتم إلا بالمتابعة. وفي هذا السياق جزم مراقبون سياسيون ان ما طرحه «خوري» في المؤتمر يأتي في اطار التوجه الاميركي والعلماني لإشاعة مفاهيم العولمة في اوساط التجمعات النسوية العربية والاسلامية التي لا تتواءم ولا تلتقي مع مبادئ ومفاهيم ديننا الاسلامي الحنيف ولا حتى مع عادات وتقاليد واخلاق امتنا العربية والاسلامية - حد وصفهم- مذكرين بعملية الاختراق التي نفذتها منظمات اميركية للمنظمات النسوية في عدد من الدول العربية والاسلامية كالمغرب ومصر والاردن وتركيا. ودعا المراقبون المشاركات إلى التورع والتروي والتأمل في الاطروحات الاميركية في هذا المجال وألا ينخدعن بالشعارات الرنانة المنادية بالتحرر والمساواة وتخليص المرأة من عادات وتقاليد مجتمعاتنا العربية والاسلامية التي فرضتها عليها -حدما تزعم الولاياتالمتحدة الاميركية ومن يوافقها في مجتمعاتها من ذوي التوجهات اللبرالية والعلمانية. تجدر الاشارة إلى ان امل الباشا - رئىسة منتدى الشقائق قد عبرت عن اسفها لتغيب بعض المدعوات عن المؤتمر متهمة جهاز الامن السياسي بعرقلة اجراءات دخول من لم يحضر عن المشاركة.