في الوقت الذي سيطر وباء حمى الوادي المتصدع على دول افريقية عديدة ولأن اليمن احدى الدول المستورة للمواشي من دول القرن الافريقي، اكد وزير الزراعة والري د. جلال فقيرة في اتصال هاتفي ل«أخبار اليوم» مساء امس بأن توجيهات صدرت بحضر استيراد المواشي من جميع دول القرن الافريقي والموبوءة بحمى الوادي المتصدع. واشار فقيرة بأن التوجيهات تضمنت تحذيرات لتجار من ادخال مواشي أو حيوانات واستيرادها دون الحصول على تصريح مسبق بذلك، مضيفاً بقوله :وزارة الزراعة ومنذ ظهور وانتشار وباء حمى الوادي المتصدع في دول القرن الافريقي اصدرت تعميماً حضرت بموجبه الاستيراد للمواشي من دول افريقية حتى تتضح لها الصورة كاملة عن مدى انتشار المرض في تلك الدول. ونوه د. فقيرة في ضوء تقارير منظمة الاغذية والزراعة العالمية «الفاو» والمنظمة العالمية لصحة الحيوان المعنيتين بتتبع انتشار الاوبئة التي تصيب الثروة الحيوانية وما اظهرته من انتشار حمى الوادي المتصدع فانه يتركز في مناطق محددة في بعض الدول وخصوصاً كينيا وتنزانيا وجنوب الصومال، وان وزارة الزراعة فتحت باب الاستيراد من الدول غير الموبوءة وفي مقدمتها اثيوبيا واريتريا وشمال الصومال. وكشف وزير الزراعة في خضم حديثه بأن الاجراءات التي اتخذتها الوزارة لمنع دخول عدد من شحنات الثروة الحيوانية القادمة من دول القرن الافريقي كان بسبب عدم حصولها على تصاريح استيراد، بالاضافة إلى محاولة ادخالها من المنافذ الغير محددة لاستيراد الثروة الحيوانية. وقال د. فقيرة: لدينا منفذان لاستيراد الثروة الحيوانية هما ميناءي المخاء والمكلا، وان من يحاول ادخال ثروة حيوانية من منافذ اخرى سيكون مخالفاً بكل المقاييس، منوهاً ان وزارته حريصة على تطبيق الاجراءات القانونية لحماية الثروة الحيوانية في بلادنا من الاوبئة التي تنتشر في الدول المصدرة للحيوانات. وفي نفس السياق احتجزت قوات خفر السواحل قطاع البحر الاحمر قرابة جزيرة «المرج» سفينة نقل مواشي «زعيمة» كانت في طريقها إلى مديرية اللحية قادمة من احدى دول القرن الافريقي محملة بعشرات المواشي من العجول والابقار لاشتباه اصابة بعضها بحمى الوادي المتصدع. وفيما لم تكشف التحقيقات الاولية عن كون السفينة التي تم التحفظ عليها وعلى حمولتها في الجزيرة من انها مهربة أو مخالفة لقرارات حكومية لمنع استيراد المواشي من القرن الافريقي. وقال العقيد جمال منصور شائف-مدير خفر السواحل بالبحر الاحمر- في تصريح ل«أخبار اليوم»: ان هذا الاحتجاز يأتي بعد اشتباههم بوجود حالات مصابة بحمى الوادي المتصدع ضمن الحمولة، وبوجود شهادات صحية تؤكد خلوها من المرضى. منوهاً إلى ان هذا الاجراء الاحترازي الطبيعي كشف عن عدم وجود الوثائق الرسمية الخاصة بعملية الاستيراد للمواشي وتصاريح دخولها للموانئ اليمنية، إلى جانب انه لم يتم فحص المواشي في المحجر الصحي البيطري وهو الشرط الرئىسي لدخول اي مواشي افريقية إلى اليمن. واضاف شائف ان ادعاءات طاقم السفينة المحتجزة بانهم تجار وليسوا مهربين لا يوجد ما يثبتها إلى الآن، مؤكداً انه حتى وان ثبتت براءتهم من التهريب فان غياب الشهادة الصحية لهذه المواشي سبب كافٍ لايقافهم واحالتهم للقضاء بعد استكمال التحقيقات معهم. وكانت الحكوة اليمنية قد اتخذت قراراً الشهر الماضي بناء على توصيات «الفاو» يقضي بمنع استيراد المواشي من افريقيا تحسباً لمنع انتقال وباء حمى الوادي المتصدع الذي عاود التفشي مؤخراً في بعض الدول الافريقية من ضمنها «كينيا» مودياً بحياة عشرات الاشخاص هناك بخلاف نفوق مئات المواشي جراء اصابتها به.
