ثلاثة أشهر أو أكثر منذ بدء العام الدراسي الجديد وما زال الطلاب والطالبات في المدارس الحكومية يعيشون واقعاً مريراً في ظل انعدام الكتاب المدرسي الذي اصبح ظاهرة تتكرر بشكل سنوي. المنهج المدرسي الذي يعد المرجع الوحيد للطالب في زمن التكنولوجيا والارتقاء بالعملية التعليمية والعلمية أصبح الآن تجارة رابحة في أيادي المتاجرين بمستقبل الأجيال للمتاجرة به في السوق السوداء وإعلان الحرب ضد التعليم. مأساة انعدام الكتاب المدرسي يتجرعها طلاب المدارس الحكومية دون سواهم بينما طلاب المدارس الأهلية ينعمون بتوفر الكتاب المدرسي وبكميات قد تفوق المطلوب ويدل ذلك على السياسة الخاطئة والفاشلة التي يتبناها المسؤولين والقائمين على العملية التعليمية ابتداءً من وزارة التربية والتعليم وانتهاء بالمسؤولين عن المؤسسة العامة لمطابع الكتاب الذين لا يعلمون بمخاطر هذه الظاهرة على الطلاب وعلى العملية التعليمية عموماً كونها مسيئة للعلم والتعليم بالدرجة الرئيسية ومسيئة للمسؤولية بالدرجة الثانية. ففي الوقت الذي يشكو طلاب المدارس الحكومية من انعدام الكتاب المدرسي نجد ان هناك كميات كبيرة من الكتب المدرسية تباع على الأرصفة في الشوارع تتاجر بها اياد خبيثة تسعى إلى تشويه صورة التعليم في البلاد، فالتجار والاستثمار بمستقبل الأجيال يشكل ظاهرة خطيرة وتعد مهزلة بالعلم والتعليم. انعدام المنهج المدرسي في المدارس الحكومية ظاهرة يشكو منها الطلاب القاطنين في أمانة العاصمة والمجاورين لمطابع الكتاب المدرسي بالدرجة الأولى بعد أن كانت ظاهرة يشكو منها طلاب المدارس النائية والبعيدة عن العاصمة اكثر من ثمانية مليارات ريال سنوياً تكلف خزينة الدولة لتغطية الاحتياجات الفعلية من الكتب المدرسية إلا وانه رغم انفاق الدولة كل هذه المليارات ومازالت المؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي غير قادرة على تغطية احتياجات المدارس الحكومية من المناهج الدراسية بينما المدارس الأهلية يتم دعمها بالكتب المدرسية قبل بدء العام الدراسي وهذه مسألة خطيرة تؤدي إلى التأثير على مستقبل الأجيال وجيل المستقبل.