شهدت محافظة عدن صباح أمس تظاهرة كبرى نظمتها أحزاب اللقاء المشترك وجمعيات المتقاعدين العسكريين والمدنيين ومنظمات نقابية ومهنية وحقوقية وشبابية وتيار ما يمسى بالتصالح والتسامح والمشائخ والأعيان والعلماء وملاك الأراضي والجمعية الزراعية والتجار المستثمرين أمام بوابة مكتب محافظة عدن. وفي التظاهرة التي شارك فيها النائب أنصاف مايو والنائب ناصر الخبجي وعلي منصر سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي وعدد من أعضاء مجلس التنسيق الأعلى للمتقاعدين العسكريين بالإضافة إلى قيادات من حزبي التجمع اليمني للإصلاح والاشتراكي بعدن وعدد من النشطاء السياسيين في المحافظات الوطنية وبرزت فيها المناطقية والانفصالية ورفعت لافتات كتب عليها نعاهد شهداء الجنوب أن دماءهم لن تذهب هدراً. وبالإضافة إلى لافتات تعاهد بمواصلة المسيرة في الاعتصامات أي أن يتم الاعتراف بالقضية الجنوبية ومحاسبة من تسبب في مقتل شهيد التصالح والتسامح/ صالح أبو بكر السيد الذي لقي مصرعه في أحداث 13 يناير في ساحة الهامش بالشيخ عثمان. وألقيت في التظاهرة عدد من الكلمات للأخوة حسن باعوم وأحمد عمر بن فريد وعلي هيثم الغريب أشاروا خلالها إلى أن هذا الحضور لم يأت من فراغ وإنما بعزيمة أبناء الجنوب في مواصلة نضالهم والنيل من حقوقهم وكون القضية الجنوبية واضحة ودعوا من وصفوهم بإخواننا الجنوبيين الموجودين في الخارج للعودة إلى الداخل للمشاركة في الحراك السياسي ولم تخل كلمات بن فريد وباعوم والخبجي من العبارات والألفاظ والمطالب الانفصالية، إلى ذلك قام المتظاهرون بعد انتهاء قراءة البيان بقطع الشارع الرئيسي بمديرية المعلا ما أدى إلى شل حركة سير السيارات متجهين نحو مديرية خور مكسر بغرض تسليم مذكرة إلى مقر منظمة الأممالمتحدة، إلا أن الأجهزة الأمنية قامت بتطويق المديرية ومنع المتظاهرين من دخولها، الأمر الذي أدى بالمتظاهرين إلى تغيير خط سيرهم نحو خط الطريق البحري وقطع الطريق مرة أخرى لعدة ساعات احتجاجاً على منع الأمن من دخولهم مديرية خور مكسر. من جانبهم اعتبر مراقبون سياسيون حضور تلك الشارات والكلمات المناطقية والانفصالية التي تمس بالوحدة الوطنية في فعالية زعم المشترك أنه من نظم لها ودعا إليها يعد انحرافاً خطيراً في مسار أحزاب اللقاء المشترك وخطابه السياسي عوضاً عن كونه يمثل تناقضاً كبيراً مع ما يطرحه اللقاء المشترك في مسألة تعزيز الوحدة الوطنية ورفضه لأي مشاريع صغيرة من شأنها المساس بالوحدة والعدالة والمساواة والإضرار بالوطن والمواطن. كما اعتبر مراقبون قول المشترك بأن مشاركته في مثل هذه المهرجانات والفعاليات يأتي من باب ترشيد الخطابات فيها مجرد كلام لا ينطبق على أرض الواقع، كون الواقع يظهر عكس ذلك من خلال انجرار المشترك وقياداته نحو تعزيز المناطقية من جهة ومن جهة أخرى دعماً للدعوات والشعارات الانفصالية.