سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خلال تظاهرة المتقاعدين بساحة «هواري بو مديَن» في عدن .. «علي ناصر» والشعارات المناطقية الأكثر حضورًا و«حسني لندن» مشاركًا .. أنيس يحيى : ما تم ترديده كلام سخيف جدًا ومرفوض ويضر بالوحدة الوطنية
في الوقت الذي كان البعض يشكك في مسألة وقوف الرئىس الأسبق علي ناصر محمد وراء ما تشهده بعض المحافظات الجنوبية من احداث شغب وتوترات ودعوات تمس باللحمة والوحدة الوطنية، اكدت الشعارات التي رفعها العديد ممن اصطفوا في تظاهرة 7/7 بساحة هواري بومدين للعروض في خور مكسر محافظة عدن التي نفذها من وصفوا بالمتقاعدين العسكريين في الجيش والامن ومدنيين، اكدت وقوف علي ناصر محمد الحسني وراء تلك الدعوات والتحركات المخلة بالأمن والاستقرار والمضرة بالوحدة الوطنية سيما وان تلك الشعارات غلب عليها النفس المناطقي الحالم بالعودة بالوطن إلى عهد التشطير وبرميل كرش عهد ما قبل فجر 22 مايو لليمن الموحد، حيث كانت من بين الشعارات التي رددها العديد من المتظاهرين ولم تعترض عليها الجهات والشخصيات المنظمة والمرتبة لتظاهرة 7/7 مثل «يا دحابشة يا يهود علي ناصر با يعود» و«برع برع يا زيود علي ناصر با يعود» وغيرها من الشعارات المناطقية الداعية للانفصال المناهظة للوحدة التي لم تحبذ «أخبار اليوم» سردها وايرادها ولم تكن تفضل ايضاً نشر الشعارين السابقين إلا ان الضرورة استوجبت ذلك لكشف حقيقة وابعاد وخطورة استغلال قضية المتقاعدين التي يؤمن الجميع بأحقيتها ومشروعيتها وضرورة معالجتها إلا ان الاستغلال السياسي القذر الذي استخدمته بعض القوى في الداخل والخارج للحصول على مكاسب سياسية رخيصة ومصالح آنية دنيئة افرغت تلك القضية من محتواها والبستها عباءة المناطقية التشطيرية المضللة للواقع والمرفوضة ليس من قوى معينة أو احزاب بعينها فحسب وانما مرفوضة رفضاً مطلقاً من قبل كافة ابناءالشعب اليمني باستثناء قوى واصوات نشاز تقتات على حساب الوطن ووحدته. وفي هذا السياق الرافض لتلك الشعارات التي ارتفعت في تظاهرة يوم أمس اعتبر القيادي البارز والشخصية السياسية المعروفة واحد ابرز كوادر الحزب الاشتراكي اليمني الأستاذ انيس حسن يحيى ان تلك الشعارات كلام سخيف جداً ويضر بالوحدة الوطنية، حيث قال في تصريحه ل«أخبار اليوم» رداً على تساؤل الصحيفة حول رأيه عن تلك الشعارات التي رددت في مظاهرة يوم أمس: هذا كلام سخيف جداً ويضر بالوحدة الوطنية ونرفضه رفضاً قاطعاً، وهذا كلام مرفوضو فأهلاً وسهلاً ان يعود علي ناصر لكن هذا شعار سخيف من شأنه المساس بالوحدة الوطنية، محتملاً من ان يكون ثمة مندسين في تظاهرة المتقاعدين. وأكد القيادي الاشتراكي بن يحيى ان من ردد مثل تلك الشعارات قد انحرف بالتظاهرة السلمية التي تطرح مطالب مشروعة، مشدداً على ان تلك الشعارات مرفوضة ولا يقبلها اي انسان غيور على هذا الوطن. وفي تعليقه على توجيهات رئىس الجمهورية باعادة المتقاعدين لاسباب سياسية وتسوية اوضاع كافة المتقاعدين عسكريين ومدنيين، قال يحيى: انا اعتبر الاجراء الذي اقدم عليه الاخ الرئىس لفتة طيبة ويدل على احساس عال بالمسؤولية من الرئىس تجاه المتقاعدين من مدنيين وعسكريين وهم شريحة واسعة، مكرراً وقوفه ضد اي تصرف لا يتفق مع الدستور ومع مضامين الوحدة الوطنية، محيياً رئىس الجمهورية لاهتمامه بهذه الشريحة. وأضاف في ختام حديثه ل«أخبار اليوم» :اطالب السلطة ان تتعامل مع اي تظاهرة سلمية وفق الدستور، واطالب المتظاهرين واحزاب المعارضة ان يتصرفوا بما يخدم المصلحة العليا للوطن وان يضفوا على اي عمل من هذا النوع كالمظاهرات وغيرها الطابع السلمي واي شيء يخرج عن الطابع السلمي يعد مساساً بالوحدة الوطنية. تصريحات القيادي الاشتراكي البارز بن يحيى اتفقت مع اطروحات العديد من القوى الوطنية المنتشرة على الساحة السياسية اليمنية والتي اكدت رفضها المطلق لتلك الشعارات المناطقية المغلبة للمصالح السياسية الرخيصة والآنية الذاتية المريضة البعيدة كل البعد عن اي مطلب حقوقي أو شرعي والقريبة جداً من القوى المتآمرة على اليمن أرضاً وإنساناً ووحدة وامناً واستقراراً، الهادفة إلى تأليب قوى دولية على اليمن ووحدته وخلق حالة من التوتر والفوضى البناءة التي وبالتأكيد لا يستفيد منها إلا تلك القوى المعادية ليمن الثاني والعشرين من مايو وكل من رهن ضميره وباع نفسه رخيصة لاعداء اليمن ووحدته. إلى ذلك وعلى ذات الصعيد اعتبر مراقبون سياسيون ارتباط اسم الرئىس الاسبق علي ناصر محمد الحسني بتلك الشعارات والقاء السفير السابق احمد عبدالله السحني الذي تربطه صلة قرابة بالاول كلمة في تلك التظاهرة عبر الهاتف من مكان لجوئه بالعاصمة البريطانية لندن يزيد من التأكيد بصوابية ما نشرته «أخبار اليوم» في اعداد سابقة حول وقوف علي ناصر محمد وراء ما تشهده بعض المحافظات الجنوبية من جهة، وتؤكد ايضاً سعي الرئىس الاسبق إلى قذف اسمه وشخصيته على الساحة السياسية اليمنية مجدداً، مشيرين إلى ان الفطنة السياسية لدى علي ناصر خانته كونه اخطأ في اختيار الطريقة التي سعى من خلالها ان يلقي ويقذف باسمه على الساحة السياسية اليمنية، واعتبر المراقبون ارتباط اسم الحسنين في تظاهر يطالب من خلاله اناس بحقوق مشروعة وارتباطه ايضاً بشعارات مقيتة يحيد تلك المطالب عن طريقها الصحيح ويفرغ قضية مستحقيها من محتواها عوضاً عن كونه يضع علامات الاستفهام حول مساعي بعض شخصيات فعّلت وصعّدت هذه القضية بعيدة عن المطالبة بحقوق المتقاعدين ووجود عوامل سياسية حاولت ان تستغل قضية المتقاعدين وافشلها تجاوب السلطات وتوجيهات رئىس الجمهورية التي قطعت الطريق امام المزايدات والاصوات النشاز المتاجرة بقضية الجنوب وابنائه لمصالح ذاتية حاولت ان تستعيد ما فقدته خلال تصالحها مع النظام في مرحلة من المراحل. تظاهرة 7/7 التي اختلف الاعلام حول عدد المشاركين فيها والتي احتلت حيزاً لا بأس به في وسائل الاعلام المحلية وبعض الخارجية شهدت إلى جانب الدعوات والشعارات المناطقية دخول العشرات من المتظاهرين وهم يحملون لافتات تندد بالانفصال وتؤكد على ضرورة التمسك بالوحدة وبمطالب حل مشكلة المتقاعدين، إلا ان المئات من جمهور مهرجان المتقاعدين اجبروا اولئك العشرات على التراجع بعد ان اخذوا اللافتات منهم وقاموا بتمزيقها. من جانبه اعتبر الفريق الركن عبدربه منصور هادي-نائب رئىس الجمهورية -تحويل المطالبات باصلاح اوضاع المتقاعدين إلى مسار سياسي وتسخير الموضوع للمكايدة السياسية يؤدي دوماً إلى تعكير الاجواء باهداف ومرامي لا تخدم إلا اعداء اليمن، محذراً في الوقت ذاته من المزايدات التي ابدتها شخصيات حزبية بهدف توظيف الموضوع سياسياً بقصد خلق البلبلة وزعزعة الامن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع. ومن بين الشعارات المناطقية الملمعة لشخصية علي ناصر محمد والمواقف المنددة بتلك الشعارات والرافضة ايضاً للتوظيف والاستغلال السياسي الرخيص والمتاجرة بقضية المتقاعدين وقضية الجنوب ظهر الناطق الرسمي باسم احزاب اللقاء المشترك رئىس هيئتها التنفيذية محمد يحيى الصبري ليؤكد متابعة احزاب اللقاء باهتمام كبير قضية المتقاعدين وبحثها عن تفاصيلها في الضالع وابين وعدن وهي المحافظات التي خرجت منها تلك التظاهرة. الصبري الذي اكد وقوف اللقاءالمشترك وتضامنه مع المتقاعدين والمبعدين والمظاهرات الاحتجاجية لم يكلف نفسه ان يبدي رفض احزاب اللقاء المشترك لتلك الشعارات المناطقية مكتفياً بمهاجمة السلطة وغرورها الزائف وفسادها الاهوج -حد تعبيره. تجدر الاشارة إلى ان تلك التظاهرة مرت دون اي مواجهات رغم انتشار قوات امن مكثفة في محيط الساحة ورغم انها شهدت شعارات مذهبية ومناطقية مقيتة ليحسب هذا الموقف لرجال الامن والشرطة العسكرية الذين تحلوا بالصبر والصمت ومتابعة ما يحدث عن بعد دون اي تدخل من شأنه ان يخلق حالة من الفوضى.