سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إثر الهجوم الإرهابي الذي استهدف سفارة واشنطن بصنعاء واستغل منفذوه تغيير الخدمات.. مقتل «سوزان» الأميرگية وزوجها ومواطنة هندية واستشهاد «7» من رجال الأمن.. إدانات محلية ودولية للحادثة وأنباء عن ارتداء منفذيها «بزات »عسكرية والأمن يعتقل «19» شخصاً
سوزان البناء الطالبة الأميركية في المدرسة الثانوية بمدينة "لاكوانا" الأميركية الواقعة في إطار ولاية نيويورك كانت قد قدمت إلى اليمن لغرض استكمال إجراءات زواجها من أحد أقربائها اليمنيين الذي كان معها صباح يوم أمس متواجداً بالقرب من مبنى سفارة الولاياتالمتحدة الأميركية بصنعاء، وكانا قد شارفا على إتمام إجراءات العودة إلى"لاكوانا" إلا أن الحادث الإجرامي الشنيع الذي استهدف مبنى السفارة الأميركية قد حال دون استكمال ترتيبات وإعدادات سوزان وزوجها لمراسيم الزواج والعودة سالمين إلى "لاكوانا". مواطنة هندية يعتقد أنها إحدى العاملات في سلك التمريض بأحد مستشفيات العاصمة صنعاء كانت هي الأخرى متواجدة في جوار مبنى السفارة صباح أمس، ويعتقد أنها كانت تستعد للذهاب لأداء مهمتها إلا أن العملية الإرهابية منعتها من الذهاب إلى المكان الذي كانت تقصده وساقها القدر إلى مكان آخر. رجل أمن تابع لإحدى الشركات الأمنية الخاصة و"6" من رجال الأمن اليمنيين استشهدوا يوم أمس وجرح ثلاثة آخرون من زملائهم إثر العملية الإرهابية التي استهدفت مبنى السفارة عند تمام الساعة التاسعة والربع من صباح الأربعاء المنصرم. العملية الإجرامية التي نفذها "6" انتحاريون كانوا على أهبة الاستعداد لتنفيذ عملية اقتحام خطيرة تستهدف سفارة الولاياتالمتحدةبصنعاء إلا أن رجال الأمن تصدوا ببسالة واقتدار لذلك الهجوم الإرهابي الذي حاز على اهتمام "محلي وعربي ودولي وإقليمي" واسع على المستويين "الرسمي والأهلي "، كما أن هذا الحادث قد أخذ حيزاً كبيراً في تناولات وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، وتعددت الروايات عن كيفية هذا الحادث كما تبع هذا الحادث إدانة واسعة ابتداءً من الجهات الرسمية اليمنية والأميركية ومروراً بمنظمة جامعة الدول العربية ومنظمة الأممالمتحدة وصولاً إلى التنديدات لمنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية في اليمن والتي تنشر الصحيفة تفاصيلها في الصفحة السابعة. الهجوم الانتحاري حمل في أسلوبه وطريقة تنفيذه بصمات لتيارات جهادية تتبع ما يسمى تنظيم القاعدة ففي الوقت الذي لم تصرح الأجهزة الأمنية عن الجهات المنفذة نقلت وكالات أنباء عالمية عن منظمة إسلامية تطلق على نفسها منظمة "الجهاد الإسلامي في اليمن" أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، وهددت المنظمة في بيان لها بأنها ستستهدف أيضاً السفارات البريطانية والسعودية والإماراتية - بحسب مصادر صحفية إلا أن وسائل أخرى ذهبت إلى القول بأن ثمة رسالة من تنظيم القاعدة أرسلت لأجهزة الأمن تطالب بالإفراج عن المصابين الذين سقطوا في معركة "تريم العظيمة"، ووفقاً للرسالة: "بدون تأخير وإلا فإننا سوف نبدأ بالانتقام لإخواننا" ونوهت تلك الوسائل الإعلامية إلى أن الرسالة التي أرسلت موقعة باسم أبو الغيث اليماني تحدثت صراحة عن استخدام سيارات مفخخة، وأن الخلايا النائمة في كل من اليمن والسعودية والإمارات ستشارك في النشاط الجديد إذا لم يستجب للمطالب، وخصت الرسالة في تهديدها للمصالح الجهات الأجنبية والتركيز على الأميركان والإنجليز ومصالحهم بشكل صحيح وسريع. وتأتي هذه الرسالة لتكشف أن الهجوم الانتحاري المشار إليه آنفاً والذي تبناه ما يسمى "الجهاد الإسلامي" في اليمن يأتي رداً على العملية الأمنية الناجحة التي استهدفت خلية تريم وقتل خلالها خمسة من عناصر الخلية بينهم القيادي في التنظيم "حمزة القعيطي"، وسبق لهذا التيار الجهادي وأن أعلن في بيانات سابقة بأن الرد على هذه العملية الأمنية للأجهزة اليمنية سيكون قاسي وموجع للحكومة اليمنية. العملية الإرهابية التي استهدفت مبنى سفارة واشنطن صباح أمس بصنعاء وخلفت "16" قتيلاً وعدداً من الجرحى من الأبرياء المدنيين وأفراد الأمن التابعين لحراسة السفارة - كشفت عن تطور نوعي في أسلوب تنفيذ الهجمات الانتحارية واستهداف المصالح الأجنبية حيث تشير معلومات خاصة حصلت عليها "أخبار اليوم" إلى أن منفذي العملية كان عدد من قد ترجل من إحدى السيارتين المفخختين اللتين انفجرتا أثناء الحادث بعد أن شهدت منطقة الحماية للسفارة اشتباكاً مسلحاً بين رجال الأمن ومنفذي العملية الذين ترجلوا من السيارتين المفخختين وكانوا واقفين إلى جانب الحزام الأمني الذي يطوق السور والبوابة الرئيسية للسفارة، وانتظروا حتى تبادلا أفراد الأمن دوريات المناوبة مع زملائهم الذين خرجوا لاستلام مهمتهم في الحراسة كوردية جديدة وفي تلك اللحظة سارع الانتحاريون بإطلاق الرصاص صوب الجنود ودخلوا في اشتباك مسلح مع أفراد الحراسة ليقوم بعد ذلك الانتحاريون اللذان كانا يقودان السيارتين المفخختين بمحاولة اقتحام السواتر الخرسانية الحامية لسور السفارة في حين ترجل أحد عناصر الخلية المنفذة للهجوم بالجري صوب البوابة الرئيسية للسفارة وكان مرتدياً حزاماً ناسفاً انفجر بالقرب من سور السفارة الذي لم يتأثر بشيء. ارتداء منفذي الهجوم الإرهابي لبزة عسكرية تابعة لأحد أجهزة الشرطة واستخدامهم سيارتين تحملان لوحتين معدنيتين تابعتين لأجهزة الشرطة أيضاً أمر يكشف مدى خطورة التخطيط والتدبير لتنفيذ هذه العملية وهو الأمر ذاته الذي باغت أفراد الحراسة الأمنية لمبنى السفارة الأميركية - بحسب المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة. إلى ذلك أكد عدد من أهالي المناطق والأحياء السكانية المجاورة للسفارة أنهم سمعوا دوي ثلاثة انفجارات قوية أثناء تنفيذ العملية الإرهابية واشتباكات بالأسلحة الرشاشة قبيل سماع دوي أول انفجار ومع الانفجاريين التاليين. تجدر الإشارة إلى أن التحقيقات الأولية مع أفراد خلية تريم الذين تم القبض عليهم في العملية الأمنية التي استهدفت أفراد الخلية في أغسطس المنصرم كشفت عن تلقي الخلايا الجهادية التابعة لما يسمى تنظيم القاعدة في اليمن والدول الخليجية الدعم من جهات وشخصيات إيرانية وليبية بحسب ما أكدته وسائل إعلامية يمنية وسعودية. وفي وقت متأخر من مساء أمس بثت قناة العربية الفضائية خبراً حول العملية أشارت فيه إلى أن الأجهزة الأمنية قد اعتقلت "19" شخصاً من المشتبهين بالوقوف وراء الهجوم الإرهابي الذي استهدف سفارة الولاياتالمتحدةبصنعاء والذي أدى إلى إسراع واشنطن بإعلان إغلاق سفارتها بصنعاء أمام قاصديها.