تأتي زيارة فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية للمملكة العربية السعودية الشقيقة في وقت حرج سياسياً لكل من الدولتين اليمن والسعودية على ضوء معطيات راهن الحال الإقليمي والدولي حيث أنهما في هذا الوقت أكثر ما يحتاجا للتشاور والتفاهم والتنسيق والتوافق للتعاطي مع معطيات هذا الراهن، فالزيارة وأن أخذت طابع العمرةوزيارة المشاعر المقدسة من قبل الأخ الرئيس وخاصة في هذا الشهر الكريم والأيام المباركة التي نعيش فيها ويعيش فيها كل مسلم لحظات السمو والزهد والتأمل في حكم الله تعالى وآياته والعمل بتعاليمه إلا أن للزيارة طابع تعمير لجسور العلاقة المتينة والراسخة مع الأشقاء، فالعملية الإجرامية التي شهدتها العاصمة اليمنية صنعاء قبل أيام هي بذات الوقت تعني الأشقاء وغبارها يطالهم بصورة أو بأخرى بحكم التلاحم الجغرافي وبحكم معطيات العقيدة والتاريخ والعلاقة الحضارية التي تربط اليمن بالمملكة وهي علاقة تحتم على قيادة البلدين التوقف أمام حادثة صنعاء الإجرامية وربطها بسلسلة من المشاهد السياسية في المنطقة وموقف محاور النفوذ والتأثير والتي تتعاطى مع مثل هذه الأحداث بمنظور مصالحها وهو ما يحتم على صنعاء والرياض التعاطي التكاملي الكامل والشامل وبما يمكنها من تعزيز مسار أمنهما وتحصين استقرارهما وأمنهما المترابط مع بعضه دون انفصام، ومن الصعب عزل أمن اليمن عن أمن المملكة والعكس. إن الزيارة يمكن وصفها بزيارة "العمرة والتعمير" وهي تعزز جسور العلاقة وتمتنها خاصة والزيارة تزامنت مع احتفالات الأشقاء بالعيد الوطني للمملكة ويتزامن العيد الوطني للأشقاء مع عيد الثورة اليمنية التي نستعد لأحيائها في لحظة تاريخية هي بكل المقاييس حافلة بالتحديات لكل من صنعاء والرياض اللتين عليهما أن يستوعبا بوعي تراجيديا التنابز الإقليمي والدولي في مسار العلاقات الجدلية الراهنة والصراعات التنافسية على تقاسم النفوذ والمصالح والأهداف وهنا للمملكة قطعا حساباتها الإستراتيجية ولليمن أيضاً وهما معاً مصيرهما مرتبط ببعض ومصالحهم وأمنهم واستقرارهم وهذا ما نحبذ أن يستوعبه ويدركه الجميع في اليمن والسعودية.