زيارة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح إلى المملكةالعربية السعودية الشقيقة تستمد أهمية مضامينها وتكتسب دلالات ابعادها في مسارات الخصوصية التي اتسمت بها العلاقات الأخوية المتميزة والممتازة من كونها جاءت في ظل ظروف ومتغيرات تتطلب ثنائياً واقليمياً وعربياً ودولياً الوقوف أمام موجبات الارتقاء بها الى مستوى استحقاقات المرحلة الجديدة تعاوناً وتنسيقاً وشراكة في كافة الجوانب ومختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وعلى نحو يحقق الانطلاقة الجديدة بعد أن رسخت اساساتها وأرست مداميكها معاهدة جدة التاريخية والتي كان انجازها تجسيدً لحكمة قيادة البلدين التي برهنت ان الوشائج والأواصر والروابط بين الشعبين والبلدين الشقيقين اقوى من اية قضايا أو مشاكل يمكن ان تكون مهما كبرت اذا ماتوفرات الارادة والمسؤولية الوطنية والقومية والاسلامية تجاه حاضرالشعبين الشقيقين الجارين اليمن والسعودية وكل شعوب المنطقة والأمة العربية والاسلامية لاسيما وان اليمن والمملكة هما جناحا الجزيرة العربية والخليج وعلى قوة ومتانة علاقتيهما يكون مدى التحليق في فضاءات النماء والتقدم والازدهار وتكون القدرة على المواكبة الايجابية لمجمل التحولات المتسارعة في عالمنا المعاصر. ومن الأهمية بمكان هنا الاشارة الى ان زيارة فخامة الرئيس للمملكة متزامنة مع احتفالات الشعب السعودي الشقيق بعيده الوطني يكسبها زخم مشاركة الاشقاء فرحتهم بهذه المناسبة التي مثلت بداية انطلاقة المملكة الحديثة.. وما شهدته خلال السنوات الماضية من نهضة شاملة وتحولات جبارة شملت كافة المجالات وهو ما أصبح يمثل مكسباً ليس للمملكة العربية السعودية فقط وإنما للأمة العربية والاسلامية كما أشار الى ذلك فخامة الرئيس في ختام زيارته وفي هذا تكمن المعاني العميقة للقضايا والموضوعات التي بحثها القائدان العربيان فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يوم أمس الأول في مدينة جدة والتي سادتها أجواء المحبة و الثقة المعبَّرة ليس فقط عن المستوى الجديد في مسيرة العلاقات بين البلدين ولكن ايضاً عبَّرت عن العرى الوثيقة وصلات الرحم ووحدة العقيدة والانتماء لأمومة واحدة تجمع الشعبين اليمني والسعودي وهي تجلي للوجود المكاني الجغرافي الحضاري والتاريخي مجسداً في ذلك التداخل الاجتماعي والثقافي وفي العادات والقيم المشتركة لشعبي البلدين الشقيقين الجارين.. والاستخلاص الأهم مماخرجت به القمة اليمنية-السعودية هوأن البلدين انتقلاالى مرحلة جديدة ونوعية في علاقتهما تستوعب في ثنائيتها مجريات الأحداث في معطياتها الراهنة واتجاهاتها المستقبلية التي بدون شك التنسيق بينهما سيعطيهم قدرة اكبر على التأثير فيها بمايخدم قضايا ومصالح أمتهم. وفي هذا الجانب يأتي ذلك الاهتمام بالشأن الاقليمي العربي والدولي والتطورات في الأحداث التي شهدتها المنطقة وفي طليعتها العراق وفلسطين ومن منظور تنسيق التعاطي مع مستجداتها وبمايؤدي الى تقوية وتعزيز العمل القومي المشترك ويعطي التضامن العربي قدرة التماسك في ظل الظروف التي وصلت اليها الأمة العربية لتتمكن من مواجهات التحديات ومجابهة الأخطار التي تكاد تطبق عليها من كل جانب.. وحتى تأخذ هذه التوجهات طابعها الاستراتيجي لابد من إحداث قفزة كبرى على صعيد العلاقات الاقتصادية بين اليمن والمملكة بصفة خاصة والعرب جميعاً بصفة عامة وهي معاني حملتها كلمات الاخ الرئيس في مطار جدة لوسائل الإعلام، التي دعا فيها الاشقاء في المملكة الى الاستثمار في بلادنا مؤكداً لهم انهم سيلقون كل الترحاب وسوف تقدم لهم كل الرعاية وكافة التسهيلات..كون ذلك هو الطريق الصحيح لتوسيع آفاق تبادل المنافع وتشابك المصالح والتي من خلالها تستمد الوشائج والأواصر الأخوية التاريخية المتينة قوة ودوراًعملياً في صنع حاضرالشعبين الشقيقين الجارين وغد اجيالهم القادمة، واضعين بذلك أسساً لشراكةحقيقية ترقى الى ماينبغي ان تكون بين البلدين اللذين منهما انبثقت واحدة من انبل واعظم الحضارات الانسانية.