أمة الإسلام مستهدفة واعداؤها لا يريدون لها التقدم العلمي، والتقني ووسائل القوة الرادعة، ولا يريدون لها الخير والتطور، والوحدة، ومعالجة قضاياها باستقلالية، فنحن نرى ان الواقع الذي نعيشه مظلم، وقاتم، وستظل الامة مستهدفة بكل شعوبها من قبل الأعداء، وأصبحت تنفذ فيها المؤامرات والأهداف التمزيقية هدفاً بعد هد ف. يقول المولى سبحانه (وَلَن تَرْضَى عَنكَ اليَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) تنفذ في الأمة كل مشاريع التدمير والتخريب ونحن نعي ونعايش هذه المؤامرات التي تنفذ لإضعافنا، لكن لماذا لا نصحو ونعمل على إفشال هذه المخططات التدميرية ؟ أصبحنا أمة مستسلمة شبه ميتة ما يحتم على هذه الأمة، بل يجب أن تقف وقفة جادة مع أنفسها في كل بلد مسلم بما في ذلك بلد الإيمان والحكمة الذي كان ولا يزال ان شاء الله مدد لهذه الأمة منذ ان بُعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها، لذلك يجب على قادة الأمة ان تستعد وأن تنهض من سباتها، وان تصطف وتوحد المواقف وتغير من هذا الحال حال الضعف والوهن والاستسلام، فالكل يجب أن يعي مسؤوليته، ويغير من سلوكه، وطريقة تعامله مع عدوا أمته ويعرف واجبه نحو دينه وأمته.. الخطب عظيم والواجب يحتم على الكل الإحساس والشعور بالمسؤولية أمام الله، فالعدو الخارجي لا يدخل إلا من قبل تواطئ البعض ولا ينفذ للهدم والتفريق وشق الصف إلا بواسطة عملاء زرعهم من الداخل يقول سبحانه وتعالى : (مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُم وَكَانُوا شِيَعًا كُلّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ). أمة الإسلام تمتلك من المقومات ما لا تمتلكه أمم الأرض وشعوبها مليار وستمائة مليون عدد هذه الأمة يقابله عدد بسيط من يهود العالم لا يتجاوز الثلاثين مليون نسمة، متفرقين على دول العالم لكنهم ناس فاعلين منظمين ملتزمين بتلمودهم وتوراتهم المحرفة ، وهم الذين يعيثون في المعمورة الفساد، ويحركون الأساطيل، ويحركون اقتصاد الأمم، ويحركون الجيوش من أجل ان يثبتوا أقدامهم ، ومن أجل ان يبسطوا هيمنتهم على الأمم، وينهبون مقدراتها، ومواردها المالية، فلدى أمة الإسلام ثروات وموارد اقتصادية لا تتوفر عند أمم الأرض لو أن الأمة تكاملت في مواردها لما احتاجت إلى غيرها، بل ان غيرها محتاج اليها، ولهذا جاءوا من كل حدب وصوب من أجل ألا تبقى هذه المزايا للأمة، وأمة تتبوأ موقعاً استراتيجياً مهماً حيث تقع وسط العالم وتسيطر على أهم الممرات الاستراتيجية الهامة، فهي تشرف على بحار تربط الشرق بالغرب وتسيطر على أهم المضائق العالمية الهامة بدءاً من جبل طارق إلى مضيق هرمز، ومضيق باب المندب، وقناة السويس، ومضيق ملقا ومعضلة الجغرافيا يُعتبر هذا المضيق الذي يربط بين المحيطين الهندي والهادئ، ويقع بين سنغافورة وماليزيا وإندونيسيا أهم نقطة اختناق بحرية على الإطلاق، وكذلك هناك مضيق البوسفور أو مضيق إسطنبول، وكذلك مضيق الدردنيل في تركيا هذه المضايق العالمية الاستراتيجية كلها في أرض إسلامية، ولكنها لم تستغل من أهلها الإستغلال الأمثل ولا يسيطر عليها أصحابها، بل أصبحت تهيمن عليها القوى العالمية، وهذه المواقع الاستراتيجية وأمة بهذه المقومات والميزات تجعل أمة الإسلام لو فطنت تتبوأ المكانة اللائقة بها بين الأمم، وتنشر قيم الخير، وقيم البر وقيم الصدق التي افتقدتها الأمم بأجمعها، فالأمم الأن تنحط بالأخلاق ومن قيمها، وفي مبادئها، حتى أمة الإسلام مع الأسف أصبحت اليوم خامدة وجامدة فإذا قيض الله لها قيادة مؤمنة تعيدها إلى الطريق القويم، وهدي سيد المرسلين فستنير السبيل وتهدي الأمم، كما هدتها في وقت مضى .. اليوم أرض الإسلام تنفذ فيها مؤامرات الأعداء حتى أصبحت مستباحة، وتحولت إلى وكر للفتن والفوضى والفقر والعوز والتقاتل البيني شعب يقتل شعب، وفوضى عارمة في معظم بلدان الإسلام ، تنهب ثرواتها وتُجبى خيراتها وتصادر مواردها وتسفك دماء الامة، وتشرد أبناؤها بسبب تخاذل المسلمين ، وبسبب تواكلهم فلو ان شعوب الامة وقفوا وقفة جادة لما وجد العدو موقع قدم، ولما وجد منفذاً ينقله إليه عن طريق الجو، ولا منفذاً ينفذ منه عبر البحر، ولا مكان يضع قدمه فيه عن طريق البر ولكن توسعت أرض الإسلام لأولئك الأعلاج لكي يهيمنوا علينا، ولكي يقطعوا جزءاً من أرض الإسلام ، وشعباً من شعوبها، بل القلب من الأمة لكي يهيمنوا من خلاله علينا ويعتبر قاعدة متقدمة للغرب الصليبي الصهيوني الماكر، وهذا يجعلنا نحس بثقل المسئولية، وبعظم ما نحن فيه وكي لا نتولى أعداءنا ولا نتكاسل، فيجب علينا أن نتوحد ونتعاضد، ونجهز أنفسنا، ونعد للمواجهة إعداداً روحياً وإعداداً عقلياً، وإعداداً بدنيا واعداداً عسكرياً واعداداً صناعياً واقتصادياً ورياضياً، فالمؤمن القوي كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف القوي الإيمان .. لذا علينا أن نحظى بالقوة المادية، والقوة المعرفية، والقوة الثقافية، والقوة الصناعية، والقوة الزراعية والقوة العسكرية، والقوة الجسمانية كما يجب ان نوفر لأنفسنا كل وسائل القوة حتى ننطلق من أرض صلبة، ومن قاعدة قوية فالأمم الآن بقوتها المادية، ونحن في قوتنا الأخلاقية، والروحية، والمادية حتى يتسنى لنا إمكانية المواجهة الحاسمة ضد أعداء الأمة..