شدد فخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية على محاربة الثقافة الاستعمارية ونبذ كل ما يتعلق بها من مناطقية وعنصرية مؤكداً أن الحوار هو الوسيلة الحضارية التي يجب استخدامها بدلاً من العنف. وفي كلمة له بالحفل الذي أقيم بمناسبة العيد ال "41" للاستقلال ال "30" من نوفمبر بمحافظة أبين دعا فخامته إلى مصالحة وطنية بين كل القبائل والعشائر والتفرغ للتنمية، مشدداً على الا تكون الوحدة مجالاً للمساومة مضيفاً أن البناء بحاجة إلى استقرار وأن أي اخلالات تعيق جهود التنمية داعياً في الوقت ذاته إلى تكريس ثقافة المحبة والتآخي بدلاً من الكراهية والتعبئة الخاطئة. وقال فخامته: نريد أن تكون هناك مصالحة تجب ما قبلها مثلما جاءت الوحدة وجبت ما قبلها، لافتأً إلى أن هناك صحف صفراء وأقلام مريضة تروج لثقافة القوى المتخلفة التي فشلت في إدارة شؤون الدولة، وفي تحقيق الوحدة مؤكداً أن وحدة اليمن لن تتزحزح كما يتخيل البعض أنه سيأتي على ظهر دبابة المستعمر للحكم، واصفاً أن ذلك أبعد عليهم من عين الشمس، مؤكداً أن العملاء والمرتزقة والخونة لا مكان لهم بالوطن ويجب عليهم أن يفهموا ذلك. وقال: لقد كنا في الماضي شطرين يتصارعان مع بعضهما البعض، حيث كان الشمال يتآمر على الجنوب ويريد أن يحقق الوحدة بثقافة معينة، وكان الجنوب يقوي حيناً ويريد أن يفرض الوحدة برؤية معينة ونحن بحاجة إلى ثقافة واحدة هي ثقافة المحبة والمودة والصفاء، مشيراً إلى أن أبناء محافظة أبين من خيرة الناس المتعاونين وليس من حق لأحد أن يدعي لنفسه الوصاية على هذه المحافظة. وقال الرئيس: لقد مر "18" عاماً منذ قيام الوحدة المباركة لم تسفك فيها قطرة دم في كل أنحاء الوطن ما عدا أحداث صعدة، لكن أنتم تعرفون أنه خلال "15" سنة من النظام الشمولي كانت الصراعات في الوطن وكل واحد يعمل وجبه وكان الشعب هو المضحي والآن ثارت "18" سنة دون صراعات وهذه نعمة من الله وكل رؤوسنا فوق أجسادنا ولا تصفيات جماعية أو فردية. واستطرد قائلاً: نحن نريد أن نحول كل الطاقات للبناء وأعمار الوطن، ويجب أن تكون عقيدة الناس هي الثقة لا الشك، وأن تكون الثقة هي الأساس وليس الشك، لأنه من المؤسف أنه في كثير من الأوقات يكون الشك هو الأساس والدقة هي الاستثناء ونحن نريد العكس أي أن تكون الثقة هي الأساس والشك هو الاستثناء، وعلينا أن نجسد ثقافة جديدة في أن يكون الشك هو الحالة الاستثنائية والثقة هي الأساس، فالذي حدث في الماضي هو نتيجة الشك وغياب الثقة ولذلك جرت تلك التصفيات. وأكد الرئيس على أهمية المشاريع والتي تم وضع حجر الأساس لها وعددها "117" مشروعاً وبتكلفة تبلغ حوالي "68" مليار ريال، والتي سيضاف لها مبلغ عشرة مليارات ريال سيتم تنفيذها خلال عام 2009-2010م بما فيها المشروع الإستراتيجي سد حسان لتعويض هذه المحافظة عن الماضي. وجدد التهاني لأبناء المحافظة وكل أبناء الوطن بنجاح انتخابات المحافظين، واعتبرها خطوة باتجاه الحكم المحلي الواسع الصلاحيات في كل أنحاء الوطن.