كشف مصدر روسي مطلع أمس الأحد أنه قد بدأت إجراءات باتخاذ خطوات عملية لإخراج الأسطول العسكري المرابط في البحر الأسود على سواحل مدينة سيفاستوبل بإقليم شبه جزيرة القرم جنوبي أوكرانيا إلى خارج حدود المياه الإقليمية الأوكرانية. وقال ألكساندر بالي خبير العلاقات الخارجية بجامعة العلوم الدبلوماسية التابعة للخارجية الأوكرانية الجمعة إن لدى الخارجية معلومات تفيد بأن موسكو خصصت مبالغ لبدء هذه العملية، بحيث ستنتقل سفن الأسطول إلى مكان آخر بالبحر الأسود لكن خارج حدود المياه الإقليمية الأوكرانية. وتأتي هذه الخطوة المحتملة قبل نحو ثلاثة آلاف يوم من موعد خروج متفق عليه عام 2017 كما تقضي معاهدة الاستقلال الموقعة بين الطرفين العام 1991. وعزا بالي هذه الخطوة الروسية إلى إدراكه أنه لا أهمية تذكر لبقاء أسطوله على سواحل إقليم القرم، فبقاؤه كما هو ملحوظ لا يؤثر على مساعي انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو وهو ما ترفضه موسكو وترى فيه تهديدا مباشرا لأمن البلاد، بينما لا يهتم الناتو بدوره كثيرا بوجود الأسطول الروسي أثناء مباحثات الانضمام مع أوكرانيا. وقال أيضا إن روسيا تدرك أنه في حال وافقت أوكرانيا على إبقاء الأسطول بعد 2017 (رغم استبعاد ذلك) فإن عليها أن تدرج في ميزانيتها الحكومية مبالغ أكبر بكثير مما تدفعه حاليا لأوكرانيا لقاء تأجير المساحات البحرية والقاعدة البرية التي يرابط فيها الأسطول والتابعة له. وقلل الخبير الأوكراني من أهمية تصريحات عدد من قادة الأسطول عن حتمية بقائه في مكانه حتى بعد 2017، معتبرا أن تصريحاتهم شخصية لا تحمل صفة الرسمية. لكن عميد كلية العلوم السياسية بالجامعة الوطنية البروفيسور سازونوف نيكولاي قلل بحديث للجزيرة نت من أهمية أن تخرج روسيا أسطولها خارج حدود المياه الإقليمية الأوكرانية. وأضاف أن إخراج الأسطول الروسي من المياه الإقليمية الأوكرانية "لن يؤثر باعتقادي على المخاوف الأوكرانية المعلنة والمتعلقة بتهديد الأسطول لأمن أوكرانيا مادام سيظل قادرا على التهديد حتى لو انتقل إلى المياه الإقليمية الروسية في البحر الأسود أو إلى أبعد من ذلك". وقال إنه لا يثق بجدية روسيا المتعلقة بإخراج أسطولها "وفي حال بدأت بإخراجه فأعتقد أن ذلك سيكون بمثابة مناورة لأهداف سياسية ليس إلا". وأشار نيكولاي إلى أنه في حالة إبعاد الأسطول الروسي عن مكانه "فهذا لا يعني أنه لم يعد لروسيا قوة ونفوذ في الجنوب الأوكراني". يُذكر أن الأسطول الروسي الموجود على سواحل مدينة سيفاستوبل الأوكرانية يتألف من أربعين سفينة حربية مقاتلة متعددة الوظائف والقدرات بين قتالية واستطلاعية وغيرها، وغواصتين، بالإضافة إلى وجود العشرات من السفن الصغيرة الخدمية التابعة للأسطول.. ويفوق هذا بنحو ثلاثة أضعاف حجم الأسطول الأوكراني في سواحل الإقليم، الذي يحوي غواصة واحدة وسفنا تفتقد إلى التقنية والقدرات التي تمتلكها السفن الروسية، وفق تقرير سابق لوزارة الدفاع الأوكرانية.