استبعد الشيخ/ مبارك المشن الزايدي مستشار وزارة الداخلية جدوى الحوار المتداول حالياً، كون السلطة مصرة على التعامل مع ما تمر به البلاد في الوقت الحاضر كما تعاملت في الماضي، متناسية أن الوضعين مختلفين حد قوله. ولفت إلى أن الشعب اليمني اليوم مستاء من أوضاعه السيئة ( بطالة وغلاء و ظلم وإقصاء وفساد)، مشيراً إلى وجود مسئولين فاسدين في السلطة منذ عشرات السنين في مناصبهم لم يتم تغييرهم، وأن السلطة مستمرة على الوضعية الخطأ، داعمة الفاسد ورافضه تقديم تنازلات للشعب المقهور. وشدد في حوار نشرته "العرب" القطرية على السلطة أن تقدم تنازلات لتحافظ على الوحدة اليمنية، متسائلاً بالقول: هل السلطة تريد تنازلاً من الذين ينامون بالشوارع والأرصفة ويقتاتون من براميل القمامة ؟، مضيفاً أن الذين أوصلوا البلد إلى ما هو عليه اليوم لا يمكنهم إصلاحه. وأوضح بأن الوضع خطير جداً، ومن هم في السلطة متعجرفون وفي حال استمروا على نهجهم ستكون النتائج سيئة، متوقعاً أن تشتعل المشاكل في كافة المناطق باليمن حتى داخل العاصمة صنعاء. وحول اتهام السلطة بافتعال الأزمات لاستمرار الحكم. . قال: إن السلطة في الماضي كانت قادرة على افتعال المشاكل، فيما الآن أعتقد أن العجز بدا واضحاً يقود اليمن إلى الهاوية حد تعبيره. وأضاف أن السلطة تستثمر نشاط تنظيم القاعدة لمصالحها وعندما يكون وضع البلد غير مستقر من السهولة أن يجد عضو في القاعدة أو في جماعة غيرها أين يحتمي وسيجد البيئة المناسبة ليقوم بأنشطته، لكن التهويل من قبل السلطة أن عناصر كبيرة لتنظيم القاعدة في مأرب مبالغ فيه ولا نعرف إلا واحداً أو اثنين وليس لهم أي تأثير. . وقبل مؤتمر لندن حولت السلطة البلاد كلها إلى تنظيم القاعدة ،وكل ما في الأمر أنهم يريدون أن يجمعوا الأموال تحت غطاء الحرب على الإرهاب. وحول عرقلة رجال القبائل لإقامة المشاريع قال المشن: الطريق العام من العاصمة صنعاء إلى مأرب نقاط عسكرية وتفتيش ويحيط المحافظة من كافة الجهات معسكرات، وتلقي السلطة اللوم على أهل مأرب ، ولو قررت الحكومة إشراك أبناء مأرب في التنمية لكان الأمر أفضل من العسكرة بهذا الشكل . وأردف : نحن ضد عملية التقطع ولو قامت السلطة بدعم العقلاء من مشايخ القبائل لخفت عملية التقطع والثارات ،لكن غياب الدولة جعل المشكل تزداد في مأرب خاصة وأنها انشغلت عن قضايا المواطنين وثاراتهم وحروبهم وتورطت في حرب صعدة واحتجاجات الجنوب وغيرها، وقد شكلت عدة قبائل لجاناً لحل الثارات، أما الدولة فلا تعنيها الثارات نهائياً. وأرجع ازدياد عملية التقطع في الفترة الأخيرة لشعور بعض القبائل بأنها مستبعدة من المشاريع التنموية والدولة بعيدة عن قضاياهم. وأجاب على سؤال"العرب" حول الاتهام بحصول الحوثيين على دعم خارجي وبالأخص من إيران- بالقول: ولو كان لهم دعم خارجي فهو ليس سر صمودهم ،بل لديهم دعم داخلي من الشيعة في اليمن وشيعة السعودية وكانوا يؤووهم ،من خارج صعدة أكثر، إضافة إلى الدعم الذي حصلوا عليه من داخل حدود المملكة السعودية، حيث توجد قبائل سعودية شيعية دعمت ودعمها لم ينقطع، لأن المساعدات الدولية تأتي على مدى طويل، ولكن في نهاية الأمر الدولة حاصرت البر والبحر. مؤكداً أن اليمن فيه عقلاء ورجال وطنيون قادرون على حمايتها وإدارتها عبر انتخابات برلمانية، رغم أن البرلمان ليس له تأثير في ظل السلطة الحالية. . وأبدى الشيخ/ المشن تأييده لأي مقترح للحوار الوطني الجاد تغليب فيه مصلحة اليمن فوق كل المصالح ، مضيفاً أن إصرار إخواننا الجنوبيين الذين ناضلوا من أجل الوحدة اليمنية على فك الارتباط جاء نتيجة تعرضهم لاضطهاد ونهب حقوقهم مما جعلهم يطالبون بالانفصال ، وقد تكون دعواهم للحصول على شي ء من حقوقهم وليس الهدف منها عودة اليمن لدولتين منفصلتين. واتهم السلطة بالتخبط في سياساتها الداخلية والخارجية من أجل إرضاء جهات. . وقال: عند حرب صيف 1994م كانت دول الخليج وكثير من دول العالم مؤيدة ودعمت الانفصال، وكان موقف دولة قطر الوحيد إيجابياً ، حيث وقفت مع ما يسمى بالشرعية ودعمت حتى هدأت الأوضاع حفاظاً على الوحدة اليمنية، ولم تستقبل أياً من القيادات الانفصالية واستقبلتهم دول خليجية أخرى.