اتهم قيادي عسكري السلطات اليمنية بالاستثمار بورقة تنظيم القاعدة، بحديثها عن خطورة ذلك التنظيم في اليمن، وقال مستشار وزير الداخلية اليمني الشيخ مبارك الزايدي إن السلطة تهوِّل موضوع عناصر القاعدة للاستثمار به، ولا يوجد عناصر من هذا التنظيم في محافظة مأرب بشكل كبير. وأضاف أحد مشايخ محافظة مأرب مستشار وزير الداخلية في حوار مع صحيفة "العرب القطرية" أن الحكومة قبل مؤتمر لندن هوَّلَتْ وكبَّرتْ من خطورة تواجد عناصر القاعدة في اليمن بهدف كسب المال تحت غطاء الحرب على القاعدة. وأعتبر أن القائمين على السلطة سبب رئيسي في تدهور أوضاع البلاد التي قد تؤدي إلى حروب وصراعات داخلية، محذرا من تحولها إلى صومال جديدة في حالة استمرار النظام بالحكم دون الإصلاحات الجادة الفاعلة. ودعا النظام إلى إصلاح أوضاع أبناء المناطق الجنوبية التي نهبت حقوقهم وأراضيهم، واستبعدوا من مناصبهم ووظائفهم ومساواتهم ببقية المحافظات الأخرى، نافيا أن يكونوا انفصاليين، وقال إن الاضطهاد والظلم الذي يتعرض له أبناء الجنوب جعلهم يدعون إلى فك الارتباط فقط. وأرجع أسباب عدم استطاعة القوات الحكومية القضاء على جماعة الحوثيين وخضوعهم لإيقاف إطلاق النار إلى يعود -حسب قوله- إلى المركزية في إدارة المعارك الميدانية ورسم الخطط العسكرية وفقدان الثقة المتبادلة بين القائد والجندي وغيرها من العوامل الأخرى. وفي هذا الحوار تحدث الشيخ مبارك الزايدي –المشن- عن أوضاع البلاد في ظل حكم الرئيس صالح وعمليات اختطاف السائحين وغيرها من القضايا. span style=\"color: #800000\"* كيف تنظر إلى وضع اليمن، خاصة أن هناك حراكا في الجنوب وتوترات في الشمال؟ - ليس خافيا على أحد أن اليمن يمر بمرحلة خطيرة، وفي حالة استمرار الأوضاع على ما هي عليه فإنه سيدخل إلى أخطر مما يمر به الآن، وإذا كان القائمون في السلطة يركزون على الحراك الجنوبي أو الحوثيين أو عناصر القاعدة كجبهات، نؤكد لهم أن اليمن شبكة واحدة، وإذا لم تحل كافة المشاكل جذريا بحوار جاد فإن اليمن سيدخل متاهات لم يسبق لها مثيل. span style=\"color: #800000\"* هناك دعوات متكررة من الحزب الحاكم والمعارضة اليمنية بأن الحوار هو الحل لإخراج البلاد مما تمر به من مشاكل، برأيك هل ستحل مشاكل اليمن؟ - أعتقد أن الحوار اليوم لن يجدي، لكون السلطة مصرة على التعامل مع ما تمر به اليمن في الوقت الحاضر كما تعاملت في الماضي، متناسية أن الوضعين مختلفان، والشعب اليمني اليوم مستاء من أوضاعه السيئة (بطالة وغلاء وظلم وإقصاء وفساد).. ماذا تتوقع أن يكون عليه وضع البلاد ووزير أو قائد يظل عشرات السنين في منصبه وهو فاسد، والمشكلة أن من هم في رأس السلطة مستمرون على الوضع الخطأ داعمين الفاسد رافضين تقديم تنازلات للشعب المقهور. span style=\"color: #800000\"* ما نوعية التنازلات التي ترى أن على السلطة تقديمها؟ - يجب عليها تقديم تنازلات للمحافظة على الوحدة اليمنية، ماذا يمتلك الحراك الجنوبي على سبيل المثال؟ من كانوا شركاء النظام أقصوا من مناصبهم، هل تريد منهم أن يتنازلوا هم للدولة وقد أبعدوا من مناصبهم، ونهبت حقوقهم، وسلبت أراضيهم، وقتل منهم العديد، والبقية تم إيداعهم السجون.وماذا تتوقع من قبائل حرف سفيان بمحافظة عمران الذين أبيد منهم 87 طفلا وامرأة خلال الحرب السادسة بين القوات الحكومية والحوثيين؟ فالدولة مسؤولة عن كافة مواطنيها، وهي التي تسنّ القوانين وتشرعها، لكن للأسف تلك القوانين التي شرعت لا يتم العمل بها، هل السلطة تريد أن يتنازل الذين ينامون بالشوارع والأرصفة ويقتاتون من براميل القمامة؟ span style=\"color: #800000\"* وإذا استمر وضع اليمن على ما هو عليه؟ - أؤكد أن اليمن ستشتعل فيه المشاكل والحروب الداخلية، ليس في الشمال والجنوب بل بكافة المناطق حتى داخل العاصمة صنعاء، الوضع خطير جدا، ومن هم في السلطة متعجرفون، وإذا استمروا على نهجهم فستقوم ثورة لا يحمد عقباها. span style=\"color: #800000\"* الحرب في صعدة شمال اليمن توقفت، وأكدت السلطة أنها لن تعود، ولكن قبل أيام تبادل الطرفان الاتهامات بخروق.. فماذا لو تجددت الحرب؟ - عندما توقفت الحرب السادسة توقعنا أنها لن تعود مرة أخرى، إلا أن المؤشرات سيئة بأنها في حالة عودتها لن تنحصر على محافظات شمال الشمال بل ستعم كافة البلاد. span style=\"color: #800000\"* علام تستند في طرحك؟ - إذا كانت السلطة رافضة الحلول ستكون هذه النتيجة، حيث ظهرت وساطة قطرية لإحلال السلام في المنطقة وإيقاف الحرب نهائيا ونادت الجامعة العربية وعقلاء اليمن الجميع طالبوا في أول يوم من المواجهات المسلحة بوقف إطلاق النار، لكن السلطة أصرت على الحرب لكون الحوثيين شرذمة خارجين عن القانون وأنها ستقوم بتصفيتهم، إلا أنها في النهاية رضخت، وأعلنت وقف إطلاق النار، وتتعمد السلطة تغيير اللجان المشرفة على إنهاء الحرب بعد تعرفهم على حقيقة المشكلة دون وجود مبرر لتغييرهم، لكي تظل حقيقة حرب صعدة غائبة، فمثلا كان عبدالقادر هلال وزير الإدارة المحلية السابق رجلا من السلطة تم إرساله إلى جنوب اليمن في بداية احتجاجات العسكريين المتقاعدين حينما نظرت إليهم السلطة على أنهم خارجون عن النظام والقانون وأنهم انفصاليون، وردّ عليهم تقرير هلال الميداني أن حل مشكلتهم يكمن في 3 نقاط: الأولى ضرورة مساواة الضابط الجنوبي مع الشمالي لكون الأول تقاعد براتب 5 آلاف ريال (ما يعادل 25 دولارا)، والنقطة الثانية: وجوب صرف رواتب المتقاعدين والمعاقين الذين حاربوا في حرب التحرير، والنقطة الثالثة: ضرورة إعادة الأراضي التي سطا عليها ونهبها مسؤولون في الدولة إلى أصحابها، وعندئذ ردت السلطة بأن مقترحات هلال لمعالجة المشكلة جيدة، لكنه اتهم بأنه شجَّعَ الجنوبيين، وبعدها اعترفوا بالمشكلة، وصرفوا مبالغ كبيرة لمائة وثمانين ألفا من العسكريين الجنوبيين الذين تم إعادتهم لأعمالهم، وبعدها كلف هلال قبل الحرب الأخيرة بالتواصل مع الحوثيين، وقدم استقالته لأنه اقترح مالا يعجب بعض تجار الحروب، وهؤلاء يعتقدون أنهم خرجوا من حروب داخلية، وأنهم سينجون إذا عادت الحرب في صعدة. span style=\"color: #800000\"* يقول بعض المراقبين إن نظام الرئيس صالح يفتعل الأزمات لاستمرار الحكم، فما رأيك؟ - لقد كان النظام في الماضي قادرا على افتعال المشاكل لكي يستمر بالحكم، لكني الآن أعتقد أن العجز بدا واضحا، وأنهم يقودون اليمن إلى الهاوية. span style=\"color: #800000\"* يرى البعض أن من مصلحة السلطة استمرار الحرب في صعدة؟ -لا.. في الواقع أن النظام في فخ اليوم ولن يستطيع الخروج منه، ولن تستقر الأوضاع إلا بتصحيح أنفسهم هم، والمشكلة أنهم غير مقتنعين بتصحيح أنفسهم فيتنازلون عن السلطة، لذلك فهم يسيرون بالبلاد لتصبح الصومال الثانية. span style=\"color: #800000\"* كقائد عسكري وأمني.. ما سبب عدم حسم المعركة من قبل الجيش اليمني ضد جماعة الحوثيين؟ - هناك عدة عوامل، أبرزها أن القائد العسكري لا يتعامل إلا مع شخصيتين هما الشؤون المالية والشؤون الإدارية، والجندي فاقد الثقة في قائده، وهذا ما يفتقر إليه الجيش اليمني منذ عشرات السنين، الثقة بين قائد الوحدة العسكرية والأفراد، والعامل الثاني أنهم يتعاملون مباشرة مع القيادة في العاصمة صنعاء بخطط عسكرية نظرية، وأمامهم عدو هو ليس جيشا نظاميا، بل حرب عصابات، وترسم الخطة على ألا يتصرف القائد في الجبهة القتالية إلا على ضوء خطة وزارة الدفاع والقيادة الأمنية، وهذا سر فشلهم، ولو كانت الأوامر للقائد الميداني بأن يتصرف حسب الظروف التي تواجهه يوميا على مسرح العملية لكانت النتيجة قد اختلفت، والعامل الثالث أن الحوثيين كانوا موزعين على جبهة واسعة، فيها عدة ألوية عسكرية، تواجههم عناصر من الحوثيين لا يزيد عددهم عن خمسة أو سبعة أشخاص فقط، وهذا سر تخفيف خسائرهم، وهناك عامل آخر هو أن شخصيات اجتماعية وأحزابا نادت بوقف إطلاق النار من قبل الطرفين، فكان الحوثي يتجاوب لتلك الدعوات، بينما تصر الحكومة على استمرار الحرب، وأنها لن توقف الحرب إلا بعد تصفية الحوثيين، وهذا على مستوى رئيس الدولة وهو سبب فشلهم في صعدة، ويضاف إلى تلك العوامل عامل آخر، ففي بداية الحرب كان من يلقبون "الحوثيين البشمرجة" (أي الجيش الشعبي لمناصرة السلطة) ينهبون أية منطقة يسيطرون عليها بشكل عشوائي، وليصبح المتضررون جميعهم بالتالي من أتباع الحوثي ويحاربون معه. span style=\"color: #800000\"* ماذا عن اتهام الحوثيين بحصولهم على دعم خارجي وبالأخص من إيران ؟ - ولو كان لهم دعم خارجي، فهو ليس سر صمودهم، بل لديهم دعم داخلي من الشيعة في اليمن وشيعة السعودية وكانوا من يؤوونهم من خارج صعدة أكثر، إضافة إلى الدعم الذي حصلوا عليه من داخل حدود المملكة السعودية، حيث توجد قبائل سعودية دعمت ودعمها لم ينقطع، لأن المساعدات الدولية تأتي على مدى طويل، ولكن في نهاية الأمر قامت الدولة بمحاصرة البر والبحر، إلا أن قيادة الحوثيين امتلكت جميع صفات القيادة، وكانت حكيمة وكان تكتيكهم خطيرا. span style=\"color: #800000\"* أنت أحد مشايخ محافظة مأرب، وتتحدث التقارير الأمنية اليمنية والمراقبون عن نشاط قوي لتنظيم القاعدة في مأرب.. فما حجم هذا النشاط برأيك؟ - أرى أن السلطة تستثمر هذا لمصالحها، وعندما يكون وضع البلد غير مستقر، فإن من السهل أن يجد عضو في القاعدة أو في جماعة غيرها مكانا ليحتمي به، وأن يجد البيئة المناسبة ليقوم بأنشطته. لكن التهويل من قبل السلطة بوجود عناصر كثيرة لتنظيم القاعدة في مأرب مبالغ فيه، ولا نعرف إلا واحدا أو اثنين، وليس لهم أي تأثير، وقبل مؤتمر لندن حوَّلَتْ السلطةُ البلادَ كلَّها إلى مأوى للقاعدة، وكل ما في الأمر أنهم يريدون أن يجمعوا الأموال تحت غطاء الحرب على الإرهاب. span style=\"color: #800000\"* عفوا شيخ.. لكن القاعدة تنظيم إرهابي يضر باليمن، أليس كذلك؟ - نعم.. تنظيم إرهابي، لكن السلطة تستثمر ذلك لمصالحها. span style=\"color: #800000\"* أين يتمركز نشاط تنظيم القاعدة في مأرب؟ - أغلب مديريات محافظة مأرب الأربع عشرة لا يوجد بها عناصر تنتمي للقاعدة، وأعتقد أنهم متواجدون في ثلاث مديريات هي عبيدة وصرواح ومراد، وليس لهم أي تأثير. span style=\"color: #800000\"* لكنهم فجروا موكب السياح في مأرب، واستهدفوا أكثر من مرة المنشآت النفطية وأنابيب النفط والمحطة الغازية؟ - لقد استهدفوا منشآت حيوية، لكن هل هم من تنظيم القاعدة، وهل يوجد من يدعمهم؟ الحقيقة أنه يوجد من يعمل تلك الأعمال التخريبية باسم القاعدة، لأن من تم اضطهاده سواء في مأرب أو في مدينة أخرى يكون عاملا مساعدا لمن يقوم بمثل هذه الأعمال، ولو وجدت دولة عادلة وأمن واستقرار فإن أبناء القبائل لا يستطيعون الانتماء للقاعدة، وسيوقفونهم عند حدهم، ولكن لن يذهب أبناء القبائل في تلك المحافظات لمواجهة القاعدة وهم أنفسهم مضطهدون من قبل الدولة وحقوقهم مسلوبة. span style=\"color: #800000\"* لوحظ أن الشباب في مأرب يتفاخرون بصور أسامة بن لادن وقيادات من تنظيم القاعدة ويضعونها واجهات في هواتفهم.. فما تفسيرك لذلك؟ - كعرب ومسلمين لدينا قضية فلسطين، وعندما يجد الشباب شخصا مثل أسامة بن لادن يعمل ضد أميركا وإسرائيل، ويشاهدونه عبر شاشات التلفزيون وما ترتكبه الدول الغربية من مجازر في الأراضي المحتلة بالعراق وفلسطين، فيقولون "طالما بن لادن والقاعدة عدو لأعدائنا فنحن نتفاخر به".. لا يوجد عربي أو مسلم إلا وهو يتمنى نهاية أميركا وإسرائيل، وأبناء محافظة مأرب عرب يتأثرون بما حولهم. span style=\"color: #800000\"* هناك مسؤولون في السلطة يتهمون رجال القبائل بعرقلة إقامة المشاريع في محافظة مأرب كما حصل لمشروع المحطة الغازية.. فما رأيك؟
- يوجد مسؤولون يحصلون على كل شيء من وراء المشاكل وعرقلة المشاريع، فهم يستفيدون من عرقلة تلك المشاريع، وأصبحوا يعبثون في اليمن، فالمسؤولون لا يقومون بواجبهم تجاه المواطن، ويعود هذا على الرئيس صالح الذي يدير البلاد ويقع على عاتقه حل كافة المشاكل. span style=\"color: #800000\"* تحدثت عن المعسكرات ونقاط التفتيش، أليست ضرورية لحماية المنشآت النفطية وتوفير الأمن والاستقرار في مأرب؟ - الطريق العام من العاصمة صنعاء إلى مأرب عبارة عن نقاط عسكرية وتفتيش متوالية، ويحيط المحافظة من كافة الجهات معسكرات، وتلقي السلطة اللوم على أهل مأرب، ولو قررت الحكومة إشراك أبناء مأرب في التنمية لكان الأمر أفضل من العسكرة بهذا الشكل. span style=\"color: #800000\"* أصبحت عملية "التقطع" في الطريق بين مأرب ومدن أخرى عادة عندكم ؟ - نحن ضد عمليات "التقطع"، ولو قامت السلطة بدعم العقلاء من مشايخ القبائل لخفت عمليات التقطع والثارات، لكن غياب الدولة جعل المشكل تزداد في مأرب، خاصة أنها انشغلت عن قضايا المواطنين وثاراتهم وحروبهم، وتورطت في حرب صعدة واحتجاجات الجنوب وغيره، وقد شكلت لجان من عدة قبائل لحل حالات الثارات، أما الدولة فلا تعنيها الثارات نهائيا. span style=\"color: #800000\"* لماذا زادت عملية التقطع في الفترة الأخيرة؟ - بعض القبائل ترى أنها مستبعدة من المشاريع التنموية، وأن الدولة بعيدة عن قضاياهم. span style=\"color: #800000\"* لكن أليست هناك وسائل أخرى غير عملية التقطع؟ - إذا خرجت مظاهرة فسيتم قمعك من قبل السلطة كما حدث للمواطنين في محافظة تعز الأسبوع قبل الماضي، إذ تعرضوا للاعتقال وتظاهروا في العاصمة صنعاء، فتم الزج ببعضهم السجون حتى الآن رغم أن مطالبهم عادلة، تظاهروا في المحافظات الجنوبية فأودعوا السجون حتى اليوم. span style=\"color: #800000\"* يطلق على محافظة مأرب أنها من ضمن «محور الشر».. فما تعليقك؟ - تعد هذه عنصرية واضحة أن يتم النظر إلى أبناء مأرب والجوف وشبوة على أنهم "محور الشر" خلافا للمناطق الأخرى، فهل من يغذي اليمن بالبترول والسياحة والزراعة يطلق عليهم محور الشر؟ يفترض أن يكونوا محور الخير لليمن، حيث يتم معاملة أبناء محافظة مأرب بعنصرية، إذ يعتقلون ويرمون بالسجن دون مبرر، ويتم مصادرة حقوقهم وحرياتهم. span style=\"color: #800000\"*إذاً كيف يدير الرئيس صالح اليمن في ظل الأوضاع الحالية برأيك؟ - كالمثل الذي يقول "يسير في ظلمي، وهو كالذي يمشي في ظلام". span style=\"color: #800000\"* أين دور الحكماء والعقلاء من أبناء اليمن؟ - لقد دعا الجميع من علماء ومشايخ وثوار ووطنيين وكافة فئات الشعب إلى الحوار، وما زالوا يدعون إليه، وأقامت قوى سياسية واجتماعية مؤتمر الحوار الوطني قبل فترة ولم يلق أي تجاوب، وقد مثل فيه كل أبناء اليمن ولم يتم الاستجابة لهم.. فهل يقومون بثورة! span style=\"color: #800000\"* كيف نستطيع الخروج باليمن من هذه الأزمات؟ - الذين أوصلوا البلد إلى هذا الوضع مستحيل أن يصلحوه، ومن المستبعد أن يرحلوا من كراسي الحكم، وأعتقد أنهم سيستمرون حتى ينهار اليمن تماما، لأن النظام والقوانين والتصحيح وفقا لأهداف الثورة والوحدة اليمنية كفيلة بإبعادهم عن السلطة وكراسيها. span style=\"color: #800000\"* برأيك هل تنظيم القاعدة من المشاكل التي تشكل خطرا على مستقبل اليمن؟ -القاعدة ليست خطيرة، وتأثيرها محدود جدا، إنما الضرر قادم في حالة استمرار عدم استجابة السلطة لدعوات الحوار الجاد وتقديم تنازلات للشعب. span style=\"color: #800000\"* لقد طرح نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض مشروعا انفصاليا مع قيادات الحراك في الجنوب.. فما تعليقك على مطالب فك الارتباط؟ - لا يوجد يمني يرضى بالانفصال أو بفك الارتباط، ومن المستحيل أن يطالب بالانفصال من وقَّعَ على الوحدة اليمنية، لقد كانوا شركاء وتنازلوا عن دولة قوية، ففوجئوا بإبعادهم وإقصائهم من مناصبهم ووظائفهم، وقتل عدد من قياداتهم، وتم نهب ممتلكاتهم من أراض وغيرها، ومن وقف ضد هذا النظام وطالب بحقوقه ادعوا أنه انفصالي، أما البيض فقد طالب بإصلاح مسار الوحدة وبحقوق الجنوبيين بحسب اتفاقية الوحدة، ومشكلتنا أن البلاد لا تسير وفق نظام وقانون واتفاقيات، لأنها تدار عبر التلفون! span style=\"color: #800000\"* عفوا يا شيخ.. يصعب التراجع عن الوحدة اليمنية التي جعلتنا بلدا قويا أمام العالم؟ - ماذا تتوقع من الوحدة وقد أبعدتك وقتلت ابنك أو ابن عمك ونهبت أرضك، وإذا أُبْعِدَ مسؤولٌ من منصبه يقلب الدنيا، مع العلم أنه لا يبعد نهائيا بل ينقل من وزارة إلى أخرى مثل لعبة الشطرنج، نحن في المناطق الشمالية نتقاتل على قطعة أرض ليست ملكا لأحد. أما إخواننا في المناطق الجنوبية فقد أخرجوا من المعسكرات ومؤسسات الدولة، وقد تمت الوحدة على أساس الشراكة وفق أهداف ثورة سبتمبر وأكتوبر، ولم تنص على أن يكون المسؤولون من منطقة معينة، مشكلتنا عدم الالتزام باتفاقيات ولا الحوار الجاد لمناقشة الأزمات التي يمر بها البلد، وليس من مصلحة السلطة التهرب من هذا. span style=\"color: #800000\"*ما تفسيرك لرفض النظام إيجاد حلول جادة لما يمر به اليمن ورفضه إشراك بقية القوى السياسية والاجتماعية؟ - أعمى. span style=\"color: #800000\"* كيف؟ - أي حوار أو اتفاقية ستكون ضد النظام، وإذا ما رحلوا عن الحكم فنحن قادمون إلى حرب تؤذي القوي والضعيف. span style=\"color: #800000\"* والبديل في حالة رحيلهم.. من سيكون؟ - اليمن فيه عقلاء ورجال وطنيون قادرون على حمايتها وإدارتها عبر انتخابات برلمانية رغم أن البرلمان ليس له تأثير في ظل السلطة الحالية. span style=\"color: #800000\"*هل تؤيد ما تطرحه المعارضة ممثلة بتكتل اللقاء المشترك في تشخيصها لوضع الأزمة التي يمر بها البلد؟ - إنني أؤيد أي مقترح للحوار الوطني الجاد تغلب فيه مصلحة اليمن فوق كل المصالح، وإصرار إخواننا الجنوبيين الذين ناضلوا من أجل الوحدة اليمنية على فك الارتباط جاء نتيجة تعرضهم لاضطهاد ونهب حقوقهم مما جعلهم يطالبون بالانفصال، وقد تكون دعواهم للحصول على شيء من حقوقهم وليس الهدف منه عودة اليمن لدولتين منفصلتين. span style=\"color: #800000\"* كيف ترى موقف دولة قطر تجاه اليمن؟ - السلطات اليمنية تتخبط في سياساتها الداخلية والخارجية من أجل إرضاء جهات أخرى، وعند حرب صيف 1994 كانت دول الخليج وكثير من دول العالم مؤيدة ودعمت الانفصال، وكان موقف دولة قطر الوحيد إيجابيا، إذ وقفت مع ما يسمى بالشرعية ودعمت حتى هدأت الأوضاع حفاظا على الوحدة اليمنية، ولم تستقبل أيا من القيادات الانفصالية، في حين استقبلتهم دول خليجية أخرى. وفي حرب صعدة بين القوات الحكومية وجماعة الحوثيين حرصت دولة قطر على التدخل لإيقاف الحرب وإحلال السلام، ولكن سرعان ما تغيرت مواقف قيادات من النظام تجاه قطر ودورها في اليمن، وقالوا إن الذين مثلوا اليمن في اتفاقية الدوحة غير شرعيين، وإن الوساطة شجعت الحوثيين، وبعدها بفترة تمنوا مرة أخرى تدخل قطر بعد كل هذه الخسارة، وأعتقد أن قطر لن تتدخل في الحرب الأخيرة بسبب مواقف مسؤولينا ولم يطلب منها التدخل، فلا قطر ولا ليبيا ولا إيران تدخلوا في شؤون اليمن الداخلية كما قال الرئيس صالح. تتصرف دولة قطر تجاه قضايا اليمن تصرفا عقلانيا دون أطماع، وبشكل عام فإن دول الخليج تخشى تدهور الوضع في اليمن، وإذا ما ساعدت على حل المشاكل فإنهم سيتضررون، وسيكون اليمن مأوى للمخربين، وسيتحول اليمن إلى مسرح عمليات للانطلاق إلى السعودية، ولن يستقر الخليج والمنطقة بشكل عام.
