بكل تحد احتضنت اليمن حكومة وشعبا الدورة العشرين لكأس الخليج لكرة القدم التي انطلقت يوم الاثنين الماضي في صورة كرنفالية رائعة بعد أن سادتها أجواء من الترقب والخوف والشعور بعدم إقامتها, ومن ثم إقرار تأجيلها أو استضافة دولة أخري لها, لكن أبناء اليمن أعلنوا تمسكهم بشرف اللقاء الخليجي وصنعوا المستحيل من أجل إقناع الجميع بمقدرتهم علي توفير درجة عالية من الأمن, وألا يكونوا أقل من غيرهم على الرغم من أنهم يدركون جيدا أنهم لا يملكون منتخبا يحقق لهم البطولة. وإذا كان اليمنيون يعيشون الآن وحتي يوم5 ديسمبر المقبل عرسا رياضيا خليجيا, إلا أن هذا الحدث له أبعاد سياسية واجتماعية واقتصادية ليس على اليمن فقط, وإنما علي إقليم الجزيرة العربية نوجزها فيما يلي: أولا: تعزيز الوحدة الوطنية اليمنية إذ أن مباريات البطولة تقام في جنوب اليمن, وبالذات في محافظات عدن وأبين التي شهدت مظاهرات واضطرابات ومواجهات مع جماعات الحراك الجنوبي. وقد ظهر جليا أن اليمنيين جميعا متمسكون بوحدتهم ويرفضون كل أساليب العنف, وأن الجماعات المسلحة لن ترتكب أية حماقة قد تثير ضدها شعوب الخليج وحكوماته. ثانيا: التلاحم العفوي الذي بدا واضحا بين اليمنيين وأشقائهم في الخليج نتيجة التقارب الكبير والترابط فيما بينهم مما يجعل اليمن قوة إضافية لدول الخليج العربية. ثالثا: أدرك اليمنيون أن هذه المناسبة الخليجية أفضل وسيلة للترويج السياحي, فقد وصل إشغال الفنادق والمرافق السياحية من مطاعم ومحال إلي نسبة عالية مما ينشط الحالة الاقتصادية لمحافظات الجنوب ويجعلها أكثر المحافظات دفاعا عن الوحدة اليمنية. رابعا: لن يتردد اليمن بعد اليوم في استضافة أي حدث رياضي أو غير رياضي.. فالأمن مستتب والمجتمع مستقر ولا خوف علي الفرق المشاركة من أي سوء. حفظ الله بلاد اليمن والخليج من كل مكروه. نقلاً عن صحيفة الأهرام المصرية