دعا آلاف المواطنين من أبناء مديرية شرس بمحافظة حجة إلى محاكمة ناهبي ثروات البلاد من الفاسدين والعابثين بخيراتها لينعم بها أبناء الشعب ويحيا بها حياة حرة و كريمة على تراب هذا الوطن، وذلك عبر الانخراط في مسيرة النضال السلمي التي يقودها اللقاء المشترك لإيقاف هذا العبث ، وضرورة أن تكون هناك هبة شعبية ينتزع فيها الجميع حقوقهم وينتصرون لقضاياهم وقضايا الوطن من خلال تغيير جذري شامل للتخلص من أبرز منجزات الحزب الحاكم المتمثلة في الظلم والفساد والاستبداد. وحذر المواطنون -في مهرجان جماهيري واسع نظمته أحزاب اللقاء المشترك بالمديرية أمس- الحكومة وحزبها من مغبة استمرارها في السير المنفرد والانقلاب على الدستور والديمقراطية وتجاهل مطالب الشعب والمعارضة حتى لا تصل إلى مرحلة تنفجر فيها الأوضاع لأن إرادة الشعوب لا تقهر . وأعلن أبناء المديرية في بيان صدر عن المهرجان رفضهم الكامل لكافة الاجراءات التي يقوم بها المؤتمر الشعبي العام للتحضير لانتخابات هزلية شكلية غير قانونية ولا دستورية ،أو المساس بمواد الدستور والعبث به.. محملين المؤتمر الشعبي العام النتائج الكارثية التي ستنتج عن هذه السياسات اللامسؤلة . وطالب المهرجان بسرعة العودة إلى طاولة الحوار والبدء من نقطة النهاية التي وصلت إليها اللجنة الرباعية وأن الحوار الوطني الجاد والمسؤول والشامل الذي لا يستثني أحداً من أبناء الوطن هو السبيل الأمثل لإنقاذ البلاد من أزماتها الراهنة.. مثمناً دور المجلس الأعلى للقاء المشترك و اللجنة التحضيرية في الانتصار لقضايا الوطن في مختلف مواقعهم الوطنية.. مؤكدين لهم ولجميع الأحرار في أرجاء الوطن بأن أبناء مديرية "شرس" ماضون معهم في طريق النضال السلمي لنعيد لأهداف الثورة اليمنية اعتباراها. ووقف البيان على ما أقدم عليه الحزب الحاكم وحكومته من إجراءات زادت من اختناق البلاد بأزمات جديدة هي في غنى عنها خاصة انقلاب المؤتمر على الدستور والديمقراطية من خلال ما أسماه البيان "اقتلاع العداد" في احتساب مدة الرئيس.. معتبرين ذلك تمهيداً في طريق الاستبداد والدكتاتورية ، لتضاف أزمة جديدة للبلاد في ظل الأزمات التي تعيشها اقتصادياً وأمنياً وغيرها من الأزمات. ونوه البيان إلى ما أوردته الحكومة من برامج جرع جديدة ستقدم على تنفيذها خلال العام الجاري 2011م وهو ما سيزيد من أعداد الفقراء والجوعى وأزمات اليمنيين في ظل الغلاء الذي تعيشه . وفي المهرجان الذي شارك فيه جمع كبير من وجهاء ومشائخ وأعيان المديرية ألقى الدكتور/ عبدالوهاب المؤيد - رئيس دائرة الإرشاد للإصلاح بالمحافظة كلمة اللقاء المشترك قال فيها (إننا نلتقي اليوم في هذا المهرجان الجماهيري الشعبي لنؤكد فيه عمق ولائنا لليمن والجمهورية وحرصنا على الوحدة ورفضنا لواقع الظلم والفساد ومشروعات التمزيق والتمديد والتوريث.. كما أننا نلتقي في هذه الساحة في فترة من أعقد الفترات التاريخية التي تمر بها اليمن والتي يعاني فيها من الفقر والغلاء وتدهور للأوضاع الأمنية وتغلغل للفساد والنهب للمال العام والمتاجرة بآلام الوطن وفقره وأمراضه ). وأضاف الدكتور/المؤيد "هانحن نرى الحزب الحاكم والسلطة تسير باليمن إلى منعطف خطير يعيدها إلى الوراء عقوداً من الزمن وينحدر بها إلى مزيد من التمزق والفرقة ويقضي على معالم الحكم الجمهوري الذي قامت من أجله الثورة، التي أنهى بها الشعب حكم الفرد الواحد الذي كان يصر على أن له حق البلاد والعباد والثروات لكي يعطيها من يشاء ويمنعها ممن يريد ، مضيفاً بأن الثورة اليمنية قد أعادت للإنسان اليمني إنسانيته واعتباره بعد أن كان تابعاً، لا حق له في شيء. موضحا بأن مديرية "شرس" قدمت خيرت أبنائها ورجالها في سبيل تحقيق الجمهورية وترسيخ أركانها ولم تجد من خيراتها سوى النزر اليسير.. متهما السلطة وحزبها الحاكم بالعودة بالشعب إلى عصور التمزق بعد أن انتهت بشروق شمس الثاني والعشرين من مايو لينتهي بذلك حكم الفرد الواحد ويبدأ عصر جديد قائم على الحرية والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة المعتمد على حق الناس في اختيار من يحكمهم ويمثلهم دون ضغط من أحد أو إكراه، إلا أن السلطة وبعد التضحيات التي قدمها الشعب في 1994م لتعميد معاني التعددية السياسية والحرية كافأت أبناء اليمن بمزيد من الجرع وتزايد في الأسعار وتدهور في كافة الخدمات العامة والأوضاع المعيشية وكأن هم السلطة الوحيد هو حشد الناس أمام صناديق الاقتراع لتستمر في غيها واستخدام الشعب لصالح المتنفذين في الحزب الحاكم، فيما كل حكومات العالم تعمل لخدمة شعوبها". واستعرض رئيس إرشادية الإصلاح بحجة ما قامت به أحزاب اللقاء المشترك من حوارات متتالية مع الحزب الحاكم لإخراج البلاد من أزماتها وكيف تنصل المؤتمر الشعبي العام عنها والتي كان آخرها اتفاق فبراير، الذي نص على التوجه لإصلاح سياسي يقوم على مبدأ(لا سلطة إلا بمسائلة ومحاسبة) يحقق لليمن الاستقرار للمواطن الأمن في شتى مجالات الحياة ، غير أن تلك التوجهات لم تكن لتتوافق مع المتنفذين في الحزب الحاكم المستفيدين من استمرار الفساد لأن باقي أعضاء المؤتمر الشعبي العام يعانون ما يعانيه أبناء الشعب من غلاء وبطالة وفقر وغيرها من الأزمات التي نعيشها جميعا وهو ما يتطلب هذا الوقوف الجماهيري ضد السياسات الفردية والاستفرادية الموصلة إلى إنتاج أزمات تلو أخرى . وأكد الدكتور/ المؤيد بأن هذه الهبة الشعبية الجماهيرية المتصاعدة يوما بعد آخر لابد منها لإيقاف هذا العبث الذي يمارسه الحزب الحاكم لتحقيق حياة حرة وكريمة لكافة أبناء اليمن.. مطالبا السلطة بالعدول عن سيرها الأحادي الإنفرادي نحو انتخابات هزلية ، وأن تعود إلى طاولة الحوار البدء بإصلاح أوضاعنا المعيشية والتخفيف من معاناتنا جراء الغلاء المتصاعد والفساد المتنامي وأن تأخذ العبرة من أشقائنا التونسيين. وخاطب المشاركين في المهرجان بأن طريق الحرية والكرامة يبدأ بالوعي وينطلق من ساحات الغضب وهذه خطواته الأولى ، ولن نخدع بعد اليوم بالخطابات والوعود والشعارات الكاذبة فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين . هذا وقد ألقى/ ناصر دعقين - كلمة عن اللقاء المشترك بالمديرية أشار فيها إلى أن الحزب الحاكم بإصراره على إنهاء الحوار وتمنعه من الاتفاقات الموقعة مع أحزاب اللقاء المشترك يسير بالبلاد إلى المجهول ويزيد من أزماتها.. مؤكدا استمرار أبناء المديرية في السير مع مسيرة النضال السلمي وتصعيد الفعاليات لتحقيق مطالب الشعب كافة من عيش كريم وحر ومحاكمة للفاسدين وناهبي الثروات ومساندة اللقاء المشترك في كافة الخطوات الرامية لأمن واستقرار الوطن .... كما توافد أبناء المديرية من كافة القرى والعزل يهتفون بصوت واحد "لا للفساد، لا للانقلاب على الدستور والقانون، لا استبداد لا فساد، لا لتصفير العداد" وغيرها من العبارات التي حملت في مضمونها تنديداً لسياسات الحزب الحاكم الانفرادية.. مطالبة بالعودة للحوار الوطني السبيل الأمثل لحل كافة الأزمات.