أكد باحثون متخصصون أن اليمنيين ينفقون أكثر من سبعة مليارات دولار في العام الواحد على القات . جاء ذلك في حفل إشهار مؤسسة محلية لمحاربة القات وتعاطيه أخذت اسم "يمن بلا قات " تحت شعار " لحياة أفضل.. لنا ولأجيالنا "حيث أشار فلم تسجيلي في حفل الافتتاح صباح الأربعاء الماضي في حديثه للأضرار الاقتصادية والصحية والاجتماعية لشجرة القات، مؤكدا أن إجمالي ما ينفقه اليمنيون على القات في العام الواحد يصل إلى أكثر من (7 مليار دولار)..وان إنفاق الفرد على القات بنسبة 26% من متوسط دخل الأسرة اليمنية حسب مسوحات ميزانية الأسرة للعام 2005-2006م. وشهد حفل الإشهار حضوراً لافتاً لمسئولين حكوميين من وزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى ورئيس البرلمان وعدد كبير من أعضاء السلك الدبلوماسي بصنعاء ورجال المال والأعمال . وطالب رئيس مجلس النواب – يحي علي الراعي " بضرورة محاربة تعاطي القات في المجتمع، والتي وصفها "بالكارثة". وقال الراعي :" إن ثلاثة عناصر مهمة تهدد اليمن من آفة "القات" هي: المياه، والصحة، والزراعة", مشيراً إلى ما كانت تحتله اليمن على مختلف الصعد الاقتصادية والاجتماعية قبل تفشي ظاهرة تعاطي القات، حيث كان كل يمني يمتلك في منزله مخزون إستراتيجي من الحبوب ما يكفي أسرته لعام كامل, فضلاً عن حظيرة من المواشي والحيوانات واليوم لا يراها البعض إلا في حديقة الحيوانات". وتمنى الراعي أن تتحول هذه الفعالية إلى تطبيق عملي على ارض الواقع وقال:" أتمنى ان لا نجعلها كالقضية الفلسطينية، عندما نتكلم عنها في المحافل الدولية وعندما نخرج ننسي القضية الفلسطينية". ودعا وزارة الزراعة إلى دعم وتشجيع المزارعين من خلال تزويدهم بشتلات البن والنخيل ليتسنى لهم زراعتها بدلاً عن هذه الشجرة الضارة التي أصابت اليمن بالجفاف, وحث وزير المياه " على تطبيق قرار مجلس الوزراء بمنع المزارعين من الحفر العشوائي للآبار",داعيا العلماء والخطباء والأطباء ورجال الإعلام لعدم تعاطي القات، وكذا الاضطلاع بدورهم في توعية أبناء المجتمع بأضرار "القات". من جانبه طالب رئيس مجلس أمناء المؤسسة- عبد الواسع هائل سعيد كافة شرائح المجتمع بالشراكة للوقوف في وجه شجرة القات "زراعة ، وبيع ، وتعاطي". وقال " إن المجتمع اليمني معروف عنه بصلابة إرادته وهو قادر على أن ينهي هذه النبتة ويستأصل شأفتها والتصدي لها وحماية الأجيال منها" . وأضاف هائل:" إن مؤسسة يمن بلا قات أنشأت لتواجه هذه النبتة لتخليص المجتمع وتعريفه بأضرارها وخطرها على الاقتصاد الوطني ككل وعلى متعاطيها لأضرارها النفسية والاجتماعية" . وفي ذات السياق أكد أمين عام المؤسسة - الدكتور حميد زياد على قدرة المؤسسة بإذن الله من القضاء على "هذه الآفة",معتبراً اكبر ما يواجهه اليمنيون من هذه النبتة عدم شعورهم بحجم هذه الكارثة ولا يشعر بحجمها إلا من يأتي من خارج الوطن ,متوقعا من الجهات الرسمية في الحكومة ومنظمات المجتمع المدني التعاون للقضاء على القات . وأشار زياد إلى أن مشاكل اليمن التنموية التي اجمع عليها خبراء عالميين هي "مشكلة القات" وأن البلد لن تشهد نهضة تنموية وفيها هذه الشجرة الآفة. إلى ذلك قال محسن زياد في كلمة اللجنة التشريعية بالمؤسسة نيابة عن رئيس اللجنة التشريعية – الدكتور عبد الوهاب الديلمي اقترح فيها كخطوة أولى لمكافحة "شجرة القات"، رفع شعارات مثل " حكومة بلا قات ,علماء بلا قات,برلمان بلا قات ,رجال أعمال بلا قات, ومؤسسات بلا قات وأطباء بلا قات ومعلمون بلا قات". وأكد على دور الجميع وتكاتف الجهود الرسمية والشعبية إلى جانب المؤسسة، والتعاون والتضافر لتخليص الجميع من هذه العادة السيئة , مشيرا إلى أن أهل الاختصاص من الباحثين والأكاديميين اجروا آلاف البحوث العلمية التي توضح خطورة هذه النبتة ومساوئها وضرورة التخلي عنها". الفلم التسجيلي الذي تم عرضه في الحفل بعنوان ( القاتل )استعرض مدى خطورة هذه النبتة واحتلالها لمساحات كبيرة تصل إلى 100 ألف هكتار في زراعة القات ، وشغل زراعة القات ربع المساحات المروية في بلادنا حسب إحصاءات منظمة الأغذية العالمية، وضم هذه النبتة في قائمة المواد المخدرة بعد دراستها لمدة ست سنوات من قبل منظمة الصحة العالمية .