تحدث موقع "العربية نت" الإخباري في تقرير له عن الغزو الصيني للأسواق اليمنية برمتها، والمنافسة القوية والملموسة في المنتجات والباعة المحليين، إلى أن وصل بها الحال إلى تقليد التراث اليمني "الجنابي" وتسويقه في السوق المحلية.. حيث بداء الموقع حديثه بقوله قد يكون هذا الأمر مثيرا للدهشة والاستغراب, لكنه يختصر ظاهرة لافتة بدأت بإعادة تقديم التراث اليمني بصناعة صينية، وتنوعت وصولا إلى بروز العنصر النسائي الصيني الجاذب للمستهلك اليمني، حيث يعملن كباعة متجولين في بعض أسواق العاصمة صنعاء. ونقل الموقع عن يحيى النشي، الصحفي المتخصص في الشؤون الاقتصادية قوله "الملاحظ أن اليمن في الآونة الأخيرة، ومن خلال الأسواق الشعبية، بدأت تحتضن عددا من أبناء الصين الشعبية الصديقة التي اجتاز أبناؤها كل الحدود وصولا إلى السوق والشارع اليمني"، مشيرا إلى أن الصينيين لم يكتفوا بالإسهام في القضاء على منتجات حرفية تراثية، وصناعات صغيرة تقليدية في اليمن، بل تعدى الأمر ذلك لتصل المنافسة للقمة، أعني عيش المواطن اليمني الذي يعاني من البطالة المرتفعة, ويجد الباعة المتجولون اليمنيون أنفسهم في سباق مع الصينيين. وأضاف أن الحضور الصيني في اليمن كان سيكون طبيعيا لو أنه توقف عند مجرد الصناعات الصينية المعروفة التي تكتظ بها السوق اليمنية مثلما تنتشر في باقي الأسواق العربية والعالمية ..لكنه شكلا حدثا بارزا منذ بضع سنوات عندما حطم الصينيون سور الموروث التاريخي اليمني العظيم و الذي لم يقترب أحد منه من قبل. وأوضح الموقع أن الجنبية "الخنجر"اليمني ظل جزءا من الموروث واللباس التقليدي اليمني المميز حيث تمتد تاريخيا الى ما قبل الإسلام , وعلى مدى قرون ظل اليمنيون يتفاخرون بهذا اللباس ويتباهون باقتناء الجنابي ذات الأثمان الغالية والتي تنتقل من الآباء إلى الأبناء وعلى مدى أجيال عديدة .. ويعود التمسك والاحتفاظ بها الى كونها ترمز إلى المستوى الاجتماعي والقبلي لهذه العائلة أو تلك. ويعتقد البعض أن انتشار الجنابي المصنوعة في الصين منذ اقل من ثلاث سنوات يرجع إلى الظروف الاقتصادية والمعيشية حيث أن الكثيرون فضلوا التنازل عن التباهي بالجنابي الفاخرة والغالية الثمن مقابل عدم التخلي عن هذا اللباس كجزء يميز الشخصية اليمنية. وفي السياق ذاته يشار إلى أن الجنبية الحقيقية هي عادة ما تكون مصنوعة من عظام زرافة أو بقرة أو وحيد القرن الأسود في حين أن الجنبية الصينية مصنوعة من البلاستيك . وفي حين تتراوح أسعار الجنبية الحقيقية بين 100 دولار و15 ألف دولار , وبعض مشايخ اليمن ومسئوليها الكبار يملكون جنابي تقدر قيمة الواحدة منها بنحو مليون دولار ..فإن أسعار الجنابي الصينية تتراوح بين دولارين و15 دولارا فقط.