ليست في كركوك أو بغداد ولا السليمانية أو البصرة ولا تعرف عن الطائفية أو العنصرية أو المناطقية شيء، إنها مواطنة تسكن في قرية جبل ريم بني أحمد مديرية الجعفرية إحدى مديريات محافظة ريمة وفي يمن الإيمان والحكمة والأمان. لكنها لم تعرف أن الديمقراطية ودفاعها عن صناديق الاقتراع ستجعلها مهجرة من بيتها ومشردة من قريتها بسبب نيتها السليمة ودفاعاً عن الصناديق كونها مندوبة لحزب المؤتمر الشعبي العام في الانتخابات الرئاسية والمحلية في العام 2006م. إنها الحجة فاطمة البالغة من العمر 41 عاماً وابنتها فاكهة البالغة من العمر 14 عاماً فالابنة فاكهة لا تعرف أباها بسبب طلاق أمها منه وهي حاملة بها. تعرضت الحجة فاطمة صالح مهدي وابنتها إلى اعتداءات عليهما متكررة من قبل وصفتهم بالمتطرفين، الاعتداءات عليها من قبلهم تكررت قرابة "6" مرات منذ انتخابات عام 2006م قالتها وعيناها تذرفان بالدموع، وأضافت لم يكتفوا بضربها بل وصل بهم الغرور والتطرف إلى التهجم عليها هي وابنتها إلى داخل بيتها ولا يوجد لديها رجل يحميها منهم وليس لديها محرم، أبوها طاعن في السن ولا يستطيع عمل شيء لها هي الآن وحيدة بعد فقدان إخوانها الثلاثة اثنين ما توا طبيعياً والثالث استشهد في حرب صعدة أثناء أداء الواجب الوطني. الحجة فاطمة بلا مأوى ولا بيت يحميها من المطر والبرد ويقيها حر الشمس وهي الآن مقيمة عند رجال فاعل خير. أصبحت لاجئة في وطنها لا قريب لها ولم تنفعها صناديق الاقتراع ولم تحميها الديمقراطية ولم تعد لها حقوقها ولا تستطيع العودة إلى بيتها في ظل التهديدات التي توجه لها - بحسب ما قالت. تعيش حالة من الذعر والخوف والهلع وتخشى المجهول لاسيما بعد تعرضها إلى اعتداء داخل بيتها وهي في مطبخها حينما فاجئها أحد المتطرفين بضربها في رأسها حتى أغمي عليها وهي تخبز في التنور أثناء تحضير طعام الغداء لها ولابنتها وقام بتهديد ابنتها بالاغتصاب فما كان من ابنتها إلا أن القت بنفسها من طاقة المنزل خوفاً منه، أدى ذلك إلى كسر في عظمة الترقوة الجهة اليسرى. تتوقف الحجة فاطمة عن الحديث بسبب نوبة البكاء والشعور بالقهر والظلم لبرهة وتواصل حديثها بأنه كان باب بيتها مقفل عليها وهي آمنة فيه، تتساءل من أعطاهم الحق في التهجم عليها والدخول من باب سطح منزلها بعد تسلقهم للجدار هددوها إذا لم تنظم إليهم ستلقى أكثر مما لقيت. لجئت الحجة فاطمة لتقديم شكوى إلى النيابة لكن محضر قضيتها اقفل لعدم كفاية الأدلة ولم يجرؤ أياً من سكان القرية الشهادة معها ضد المعتدين عليها خوفاً منهم فصدر قرار إغلاق القضية ولاوجه لقيام الدعوى. فلجئت إلى جهات عدة منها فرع اللجنة الوطنية للمرأة وفرع اتحاد نساء اليمن وكذا فرع القطاع النسوي بالمحافظة إلا أن هذه الفروع الثلاثة لم تستطع تقديم أبسط الخدمات لهذه المرأة سوى حبر على ورق مزين بالختم الرسمي الدائري. وكان آخر ملاذها تقديمها مذكرة شكوى ضد المعتدين عليها إلى محافظ المحافظة العميد/ علي سالم الخضمي وكما هي العادة من مسؤولينا وجه إلى مدير مديرية الجعفرية فعند وصولها إلى مركز المديرية ومقابلتها للمدير العام وصفها بالمترجولة، ووجه مدير أمنه بإرسال ثلاثة جنود لكنهم طلبوا مبلغ خمسة آلاف ريال أجرة قبل التحرك معها وهي لا تمتلك فلساً وأحداً سوى ما جنته من عمل يدها من حقول الناس لتعيش هي وابنتها وأبيها الطاعن في السن فكيف تستطيع دفع ذلك المبلغ، فما كان منها إلا أن تركت بيتها وقريتها قهراً وشكت إلى الله من ظلمها. الحجة فاطمة تستغيث بالأخ رئيس الجمهورية لإنصافها ممن اعتدوا عليها وظلموها وتوفير الأمن لها هي وابنتها وحماية حياتهما حتى تستطيع العيش في بيتها بسلام، أو على الدولة شراء منزلها وأراضيها التي تملكها في مديرية الجعفرية محافظة ريمة حتى تستطيع تأمين سكن لها هي وابنتها خارج محافظة ريمة فرئيس الجمهورية أملها الوحيد بعد الله سبحانه وتعالى - حد قولها.