البحسني يشهد تدريبات لقوات النخبة الحضرمية والأمن    عقلية "رشاد العليمي" نفس عقلية الماركسي "عبدالفتاح إسماعيل"    تصريحات مفاجئة لحركة حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والانخراط ضمن منظمة التحرير بشرط واحد!    تطور مهم.. أول تحرك عسكري للشرعية مع القوات الأوروبية بالبحر الأحمر    الشيخ الزنداني رفيق الثوار وإمام الدعاة (بورتريه)    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    هيئة السلم المجتمعي بالمكلا تختتم دورة الإتصال والتواصل الاستراتيجي بنجاح    فيديو صادم: قتال شوارع وسط مدينة رداع على خلفية قضية ثأر وسط انفلات أمني كبير    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    امين عام الاشتراكي يهنئ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بنجاح مؤتمرهم العام مميز    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    فينيسيوس يتوج بجائزة الافضل    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    "جودو الإمارات" يحقق 4 ميداليات في بطولة آسيا    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    المجلس الانتقالي بشبوة يرفض قرار الخونجي حيدان بتعيين مسئول أمني    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الإطاحة بشاب أطلق النار على مسؤول أمني في تعز وقاوم السلطات    اشهر الجامعات الأوربية تستعين بخبرات بروفسيور يمني متخصص في مجال الأمن المعلوماتي    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    رجال القبائل ينفذوا وقفات احتجاجية لمنع الحوثيين افتتاح مصنع للمبيدات المسرطنة في صنعاء    حقيقة وفاة ''عبده الجندي'' بصنعاء    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    لأول مرة.. زراعة البن في مصر وهكذا جاءت نتيجة التجارب الرسمية    رئيس كاك بنك يبعث برقية عزاء ومواساة لمحافظ لحج اللواء "أحمد عبدالله تركي" بوفاة نجله شايع    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    وحدة حماية الأراضي بعدن تُؤكد انفتاحها على جميع المواطنين.. وتدعو للتواصل لتقديم أي شكاوى أو معلومات.    "صدمة في شبوة: مسلحون مجهولون يخطفون رجل أعمال بارز    مليشيا الحوثي تختطف 4 من موظفي مكتب النقل بالحديدة    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    صحيفة مصرية تكشف عن زيارة سرية للارياني إلى إسرائيل    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفساد مملكة في ريمة.. مديريات تحولت إلى إقطاعيات وأموال التعليم ينهبها النافذون
نشر في الوسط يوم 09 - 12 - 2009

الحلقة الاخيرة تحقيق / محمد غالب غزوان "جروك.. جروك لما شمهك الرئيس" هذه العبارة ذات اللهجة الريمية قالها لي أحد أطفال ريمة يقصد فيها أنه ركض وركض حتى شاهد الرئيس عند زيارته لمحافظة ريمة.. كم هم بؤساء هؤلاء الأطفال، فهم أشبه بالمحرومين من التعليم ويعتزون بمشاهدة الرئيس ولهذا ألزموه بالحجة أن يبادلهم الوفاء بالوفاء ويلتفت و"يشمه" إلى ريمه قليلا من أجل إنقاذ ملايين من الريالات التي تصرف فيتناهبها المسئولون ومدراء النصف خمدة وإلا سينطبق عليها قول "الملايين للفاسدين والركض للمناحيس.. فإلى حال النحس الذي تعيشه ريمة. بلد الفرزات المتعددة محافظة ريمة ذات السبع المديريات لا يمكنك الوصول إلى مديرياتها إلا من طرق متعددة ومن أكثر من محافظة فمثلا أبناء مديرية الجبين ومنطقة الرباط وجزء من مديرية الجعفرية يسافرون إلى مناطقهم عن طريق مديرية المنصورية في محافظة الحديدة أما أبناء مديرية الجعفرية.. بن سعد والحدية وجزء من كسمة.. فيسافرون عن طريق مديرية بيت الفقيه التابعة لمحافظة الحديدة، أما أبناء مديرية السلفية وجزء آخر من كسمة فيسافرون عن طريق مدينة الشرق التابعة لمحافظة ذمار أما أبناء مديرية بلاد الطعام وجزء من مديرية مزهر فيسافرون عن طريق مدينة باجل وهناك فرزة خاصة لأبناء ريمة في مديرية حيس القريبة من محافظة تعز، إنه الشتات المفروض على أبناء محافظة ريمة حتى في سفرهم وتنقلهم وقد شقت صحيفة الوسط طريقها إلى محافظة ريمة عن طريق مديرية المنصورية التابعة لمحافظة الحديدة وبمجرد أن غادرت السيارة بنا منطقة المنصورية بدأت تتراءى أمام أنظارنا جبال ريمة العالية حتى وصلنا منطقة الرباط والتي تبدأ منها المرتفعات الحقيقية لمحافظة ريمة وتتميز منطقة الرباط بالجو المعتدل صيفاً وشتاء وذات تربة خصبة ومساحات واسعة للزراعة والمياه تعتبر متوفرة في باطنها ولكن ذلك الإهمال الفظيع والفساد والغدر بالوطن أجبر العديد من المناطق على العيش في فقر مدقع رغم غنى تلك المناطق، فأغلبية مشاريع المياه في الرباط أهلية ومبالغ في أسعارها وعشوائية توزيعها أمر أرهق أبناء الرباط والقرى المحيطة بها ورغم أن منطقة الرباط تعتبر حاضنة لعدد من القرى وموقعها الجغرافي حساس يبشر بأن تكون مدينة ذات أهمية بالغة فإنها تعاني من الإهمال والعبث. سلالم ريمة وبعد أن انطلقت بنا السيارة من منطقة الرباط التي ترتفع عن السهل التهامي وتطل عليه بدأت عملية الصعود إلى الأعلى مباشرة من الرباط وبشكل ملفت أخذت السيارة تصعد بنا إلى الأعلى وخلال نصف ساعة فقط بدأنا نشعر ببرودة الجو بشكل شديد والسيارة مستمرة بالصعود إلى الأعلى وكل دقيقة كانت تمر علينا نشعر فيها أننا صعدنا إلى الأعلى أكثر وأثناء صعودنا كنا نشاهد حصناً معلقاً فوق جبل مرتفع جدا وكأنه يلامس السحاب قيل إن اسمه حصن مسعود ولكن بعد الصعود لنصف ساعة أخرى فوجئنا بأن حصن مسعود قد أصبح أسفل منا.. إنها طريق ريمة التي تشبه السلم، فكل جبل يلتصق به جبل أعلى منه حتى أصبحنا نحن والسحاب نسير معا وفجأة توقفت بنا السيارة وقال لنا السائق: الحمد لله على السلامة نحن في عاصمة المحافظة الجبين. ويا أسفاه على الجبين لأنه لا شيء يشير إلى أن الجبين هي عاصمة لمحافظة أو حتى مديرية، فهي تتكون من خمسة دكاكين صغيرة ومطعمين صغيرين ولوكندتين شعبيتين ومجموعة من السرر الحديدية مجتمعة في مكان واحد خاصة ببائعي القات وشارع صغير لا يتعدى مائة متر في طرفه محطة وقود وذلك الشارع هو الوحيد ورغم أن اتساعه أقل من ربع شارع إلا أنه مليء بالقمائم والأوساخ والقاذورات حيث يصدم الزائر ويجعله يشعر.. وعلى حين غرة هاجمني الجوع فأخذت أبحث عن بوفية فلم أجد، كانت الساعة تشير إلى الثالثة عصرا وكان ما يطلق عليهما مجازا مطعمين مغلقين ولصد هجمات الجوع المتتالية لم يكن أمامي غير البسكويت والعصائر ثم البحث عن مكان آوي إليه ولم يكن أمامي غير لوكندتين اثنتين تتوفر فيهما غرف والمدهش أن إيجار الغرفة في الليلة الواحدة مبلغ ألفي ريال وهي عبارة عن غرفة صغيرة وفرشين مرميين على أرضيتها ويعطيك صاحب اللوكندة مفتاح الحمام وبداخله نصف دبة ماء إن نفدت -والأمر كذلك- عليك شراء الماء حيث يصل سعر الدبة الماء إلى ثلاثمائة ريال أما الذين ينامون في أسرة جماعية فكل ما يدخل الزبون الحمام عليه أن يدفع مبلغ خمسين ريالاً. بعدها نزلت إلى الشارع استطلع المدينة وأخذت أسير وكأني أسير على مقبرة حتى الأشباح تكره أن تظهر فيها فعدت سريعا إلى الغرفة في الفندق وعندما حل المساء شعرت بالجوع مرة أخرى وأطليت برأسي من نافذة الغرفة صوب شارع الخوف ففوجئت بأنه مظلم ظلمة حالكة ولا يتوفر فيه حتى عمود إضاءة كهربائي واحد.. إنه أمر فظيع أن يكون حال عاصمة محافظة عمرها خمس سنوات بذلك الشكل حتى وإن كان عمرها شهرين فقط منذ الإعلان عنها كعاصمة محافظة، لأن من أولويات بناء المدينة إحياءها بالإضاءة والاهتمام بنظافتها ولكن أزمة الضمير التي يعيشها مسئولو ريمة أوصلتهم إلى مرحلة اللاحياة إن أنت ناديتهم. الجواب يبان من عنوانه إذا كان ذلك الحال المزري لعاصمة المحافظة فبالتأكيد سيكون حال المديريات أسوأ بكثير.. ففي صباح اليوم الثاني تكشفت لنا الأمور من شكاوي المواطنين جراء سياسة النهب المتبعة في المحافظة فكل فرع من فروع الوزارات تم القذف بها في هيجة فالمجمع الحكومي الذي تم اختيار موقعه في قمة جبل بعيد لم يكتمل بعد وعدد المباني الخاصة بالقطاع الخاص قليلة جدا أدى إلى ارتفاع أسعار الإيجارات إلى أضعاف مضاعفة فمبنى الخدمة المدنية الذي يقع في حفرة غائرة ويتكون من غرف لا تتعدى خمس غرف مؤجرة بمبلغ مائة وستين ألف ريال في الشهر وهذا ينطبق على باقي المباني مما أدى إلى أن أغلبية الإدارات الحكومية بدون مبان مثل مكتب السياحة والشباب والتعليم الفني العالي وغيرها مدراؤها يتجولون بأكياس علاقي رغم أن تلك الإدارات لها اعتمادات ومدراؤها لهم رواتب ونثريات وربما أن اعتمادات الإيجارات تؤكل ولا يعلم بها أحد رغم أن المجمع الحكومي لم يتبق له غير التشطيب ولكن العمل متوقف فيه والسبب لوبي النهب الذي لا يرغب أن تقوم لهذه المحافظة قائمة غير أن عدداً من المشاريع قذف بها في أماكن بعيدة فمثلا كلية المجتمع يتم تشييدها في منطقة تسمى الكبة تبعد عن عاصمة المحافظة ثلاثين كيلومتر في مكان خلاء ومحطة الكهرباء تم تعليقها في رأس جبل عالي تعيق عقبة كبيرة الوصول إليها وعملية تزويدها بالديزل يعتبر أمراً شاقاً رغم توفر أماكن أفضل ومساحات أرحم ولكن التبديد والعبث بحقوق الشعب الحاكم الفعلي الذي عبث به خادمه وتحكم بمصيره وباسمه ينهب وبقوته يبطش. في المليار مائة مليون اتصل بنا أحد مهندسي الطرق في ريمة راغبا أن يعرفني بأن ريمة حققت إنجازات في مجال الطرق وأثناء النقاش أشاد بإدارته وقال "نحن أحسن من غيرنا ننهب مائة مليون في المليار" طبعا هو يرى نفسه وإدارته شرفاء بامتياز وياليت النهب يتوقف على مائة مليون من المليار ولكن من أجل تسهيل نهب مائة مليون تصرف مائة مليون أخرى للمسهلين ومائة مليون للمتابعين ومائة مليون للمترزقين ويصفي في نهاية المطاف مبلغ ثلاثمائة مليون من المليار التي يتم تنفيذ الطرق بها وفي ريمة يوقع مدراء النواحي باستلام طرق لم تكتمل وتم مسحها وتمهيدها قديما وكل من تقدم بمذكرة أنه مهد طريقاً في منطقته يتم إحالة مذكرته إلى اللجنة الفنية اللاعب الرئيسي في النهب وتلك اللجنة تحدد مبلغاً مالياً يتم صرفه من المالية بمذكرة رسمية.. ما شاء الله شرفاء ريمة ليس لهم مثيل. فأغلبية الطرق التي تنفذ عن طريق المحافظة فيها تلاعب ونهب واضح وحتى الآن لا تعتبر تلك الطرق طرقاً بل ما زالت مجرد ردميات بعضها تم ردمها قديما وتم تجديد الردم بملايين، أما الطرق التي تنفذ مركزيا عن طريق وزارة الأشغال كانت متوقفة عند زيارة الصحيفة لريمة رغم أنه تم إنجاز بعضها وقد تم رشها بمادة الأسفلت وجزء منها كان مرشوشاً بمادة "السليط الحارق" الزيت الناتج من عوادم السيارات وتعتبر عملية استخدام هذا الزيت بدعة غريبة وعجيبة لأنها تخرب وتمنع تماسك حبات الخرسانة الحجرية عندما يتم رشها بالأسفلت أو يكون تماسكها ضعيفاً ولكن للتخريب والنهب فنوناً في وطن النهب المسموح. ناهبو الطرق حالة صراعية يعايشها أبناء عزلة بني العامري في اليمانية الواقعة في نطاق مديرية الجعفرية التي كانت الأقرب إلى بعض مديريات محافظة صنعاء في زمن الضم والإلحاق، فصراع الإنسان لا يتوقف عند العطش الذي حول حياة نساء وأطفال بني العامري إلى جحيم بل إن التيار الكهربائي المبتور وجه آخر من أوجه الاستغلال، فأكثر من مشروع وهمي أوله طريق بيت الفقيه الحدية الذي تم شقه قبل أن تولد محافظة ريمة وبعد إعلانها كمحافظة سحبت شركة بينون المنفذة لشقه وسفلتته كل معداتها رغم أن الشركة استلمت كافة مخصصاتها المالية لإنجازه ولكنها توقفت عن إكمال الأسفلت في ثلث الطريق وبقي ثلثان من الطريق غير معبد وبفعل عوامل التعرية والأمطار تدهورت تلك الطرق وعادت إلى حالتها البدائية وأبدى عدد من المواطنين استغرابهم من تصريح مدير عام أشغال ريمة بأن الطريق المذكورة قد سلمت على أكمل وجه ونزلت فيما بعد مناقصة بحجة ترميم الطريق المذكورة رغم أن الطريق المذكورة لم يتم تنفيذها والخسارة الكبرى وقعت على رأس المواطنين الذي قدموا أراضيهم من أجل الطريق والتي تصحرت بالإضافة إلى ما تم تدميره من منازل المواطنين ومزارعهم وقال المواطن المسن حسن محمد قاسم الغزي بأن الأراضي التي قدمها المواطنون من أجل الطريق كانت خصبة وقد تم التنازل عنها لإنجاز طريق الحدية بني الغزي اليمانية إلا أنه ومنذ ثمانية عشر عاما لم يتم استكمال شق الطريق أو إعادة الأراضي إلى أصحابها ويحمل الغزي المشائخ والسلطات المحلية بالكامل ما لحق بالمواطنين في بني الغزي من أضرار مادية نتيجة ما خلفته الشركة المنفذة للطريق والتي استخدمت الديناميت لتفجير الصخور التي سقطت على القرى ودمرت ثلاثة منازل وأفزعت السكان وشردتهم حيث كان أحد تلك المنازل مسكنه الوحيد وما زال مدمرا إلى اليوم ولم يتم التعويض. إن قصص الطرق في ريمة ذات شجون فالنهب باسمها يتم بكل وقاحة، حيث تنهب المزارع وتدمر المنازل ثم بعد ذلك لا تنفذ الطريق حتى أصبح المواطنون لا يتجاوبون مع السلطات بحكم أنها بارعة في الكذب 99% لهذا هم دوما في شك مريب لأنهم يرون اللصوص في المناصب المتقدمة ويربكون السيارات الفارهة ويفاخرون بلصوصيتهم ولا أحد يحاسبهم. حال المديريات حق الحصول على الماء وتنفيذ المشاريع المعلن عنها باسم المياه أصبح مطلبا جماعيا لكافة أبناء مديريات ريمة ونقدم حال مديرية الجعفرية كنموذج بعد أن طال بهم أمد العطش، حيث أصبحت عملية جلب الماء مهمة صعبة، إنجازها يتطلب خروج النساء الساعة السادسة صباحا في شدة البرد وحتى الثانية عشرة ظهرا بسبب غياب المشاريع الخاصة بالمياه ومنذ أربعة أشهر والمياه في مديرية الجعفرية تباع في السوق السوداء بحيث وصل سعر ال20 لترا من الماء إلى ثلاثمائة ريال أما التيار الكهربائي فمفصول منذ عدة أشهر عن العديد من المناطق والقرى ومستغل أيضا، فالكهرباء لا يحسبها عداد بل سعرها يعتمد حسب اللمبات الكهربائية مقابل كل لمبة 200 ريال والتلفزيون بأربعمائة ريال غير أن تلك الكهرباء لا تعمل سوى ساعات معدودة ولكن الفوارق كبيرة بين الظلام المطبق والعدادات العاملة كل آخر شهر. إن مأساة مديريات ريمة جرح عميق ما زال ينزف والجسد الريمي يتوجع ورغم أن ريمة أنجبت العديد من الكوادر المخضرمة ولكن المؤسف أن تلك الكوادر عاقة وتنكرت للأم (ريمة) واتخذت من محافظة صنعاء أو غيرها سكناً لها وتناست واجبها نحو الأرض وحق أول منزل فلم يبرزوا أوجاعها وأصابهم الصمم فلم يستجيبوا لأنين الوجع وصرخات إخوتهم وأبناء عمومتهم والخطورة التي تواجه الطفولة في ريمة وضياع الأجيال القادمة فيها. أمن أمن نفسك وافتح جيبك بدون استثناء شكا كافة المواطنين في مديريات محافظة ريمة من أسلوب التعامل المتبع من قبل الأجهزة الأمنية المتواجدة في المديريات حيث هذه الأجهزة تتعامل مع المواطنين بغير ما هو مناط بها عمله فحين يذهب المواطن إليها شاكيا طالبا إنصافه أو ضبط غريمه لا
تتحرك لضبطه إلا بعد أن تفرض مبلغاً كأجرة للجنود أو الطقم وعند ضبط الغريم فإن أول ما يتم التخاطب حوله من قبل هذه الأجهزة طلب أجرة الجنود أو الطقم مرة أخرى كحصة ثانية ثم بعد ذلك تطلب منهم التحكيم والصلح قبليا مع العلم أن المجتمع في ريمة يميل إلى المدنية ولا يواجه الأجهزة الأمنية بالرفض أو التمترس خلف متاريس المواجهة المسلحة مثل ما يحصل في بعض المناطق واحترامهم للحكومة والقانون لم يغفر لهم بل ضاعف الابتزاز عليهم وقال المواطنون إن أجرة العسكري المفروضة هي مبلغ ثلاثة آلاف ريال على الشاكي ومثلها على المشكو به أما أجرة الطقم فتصل إلى خمسة عشرة ألف ريال على كل طرف وأفاد المواطنون أن القيود الحديدية ما زالت تستخدم في قرى ومديريات ريمة وأن أماكن الحجز قذرة ونتنة وبعضها عبارة عن حمام حيث يتعمد التبول فيها حتى يخضع من تم إيقافه في داخلها للابتزاز مقهورا وعزا المواطنون أن سبب تفشي مثل هذه المعاملات من الأجهزة الأمنية هو أن مديرياتها وأريافها بعيدة ومحرومة من الطرق مما سبب ضعفاً في الرقابة على السجون وتعامل الأجهزة الأمنية التي وصل بها الحال إلى التعامل بكبر وجبروت كون القائمين عليها يشعرون بالثقة في أن أحدا لا يحاسبهم والمواطنون المساكين المسالمون لا قدرة لهم على مشارعة هذه الأجهزة والشكوى بها خوفا من الانتقام والتعامل معهم بتعسف بحكم أنه لا توجد جهة حكومية تتحرك بمسئولية حين تصلها الشكاوى وتحاسب هذه الأجهزة حسب تصريح المواطنين. اللصوص كافة عمليات النهب والسرقة واللصوصية التي تلهف المال العام وتسرق الشعب تتم عبر المقاولين كطرف رئيسي وهام وبمعاونة الإدارات واللجان ذات العلاقة ومباركة الجهات المسئولة الأعلى وصمت المجلس المحلي الذي أصبح قناة العبور لشرعنة السرقة والكل حقه معلوم ولا محروم منهم ولا مهموم، فعند زيارة الصحيفة لريمة لفت انتباهها مدرسة تتكون من أربعة فصول وطبعا كافة المدارس بدون حوش أو سور أو مرافق أخرى في كافة قرى الجمهورية وكانت تكلفة بناء هذه الأربع الغرف الخاصة بالمدرسة مبلغ تسعة وعشرين مليوناً وكان بجانب هذه المدرسة منزل لأحد المواطنين يتكون من دورين وعدد غرفه تسع وحمامين ومطبخ وحوش حديث البناء وحين سألنا المواطن صاحب المنزل كم كلفة بناء منزله قال سبعة ملايين ريال تقريبا تنقص قليلاً بينما الفصل الواحد لتلك المدرسة كلف سبعة ملايين ومائتين وخمسين ألف ريال وليست هذه المدرسة الوحيدة بهذه التكلفة بل كافة المدارس التي هي عبارة عن أربعة وبعضها ثلاث غرف ملتصقة بشكل طولي تسمى مدرسة يعني بصريح العبارة لجان المناقصات واللجان الفنية والمجالس المحلية والمسئولين شركاء في السرقة ونقول سرقة لأنها واضحة وضوح الشمس لأن كل هذه الشلة إذا سألت أحدهم أنه حين شيد منزله هل كلفته غرفة عادية من غرف منزله مبلغ سبعة ملايين ريال بالتأكيد سيكون الرد ولا حتى مليون ريال والأبشع من ذلك خزانات المياه والتي هي عبارة عن غرفة خرسانية بمساحة وارتفاع غرفة عادية تنفذ بمبلغ اربعة عشرة مليون ريال وفي ريمة حصل أن خزان مياه خرساني مكانه ابتعد عن الطريق التي هي شبه ممهدة بمسافة كيلومتر واحد فتم تنفيذه بمبلغ ثمانية وعشرين مليون ريال، أي أن السعر مضاعف بسبب كيلومتر واحد، يعني لو تم مد مواسير مصنوعة من الفضة الخالصة في الكيلو المتر الواحد لكان كلف ذلك مبلغ مليون وخمسمائة ألف ريال. إن أهم نقطة في إنهاء الفساد هي تقنين سعر تكلفة البنايات وشق الطرق وإلغاء كافة المقاولين السابقين في عموم الجمهورية طبعا نقصد مقاولي الحكومة والذين أغلبهم أنساب وأولاد عم المسئولين ووزراء سابقين وحاليين ومافوق منصب الوزير وأعضاء في مجلسي الشورى والنواب. هيئة الفساد فوق البشم عفن وعندما كانت صحيفة الوسط متواجدة في ديوان المحافظ تقدم أحد الأشخاص معرفا بنفسه بأنه مندوب هيئة مكافحة الفساد أو كما يسميها المواطنون هيئة شرعنة الفساد، هذا المندوب حينها ذكرنا بأن هناك هيئة فساد وحين تم سؤاله من قبل الصحيفة عن دوره كمندوب للفساد قال ما فيش أحد تقدم بشكوى يعني هذه الهيئة صاحبة المناديب في كافة المحافظات لا تعلم أن الفصل الدراسي الواحد والذي هو عبارة عن غرفة تكلفتها سبعة ملايين ومائتين وخمسين ألف ريال وفي بعض المحافظات تزيد عن عشرة ملايين ومن الذي تريده أن يتقدم بالشكوى المباني الجامدة أم اللصوص؟؟ إن هيئة الفساد بحد ذاتها قد أفلحت في توظيف أقاربها من الأبناء وعيال العم ولم تحقق في محاربة الفساد شيئاً بل هي بحاجة إلى غربلة وإلى هيئة أخرى تحارب فسادها. شيخ الجعفرية: أشجار البن هلكت والمياه جفت والفساد استشرىإن غياب أدنى متطلبات التنمية في كافة مديريات محافظة ريمة بمديرياتها الست الجبين وبلاد الطعام وكسمة والسلفية والجعفرية ومزهر دفعت السواد الأعظم من أبنائها إلى النزوح منها إلى مراكز المحافظات التي تتوفر فيها عوامل جذب فعدد سكانها المقيمين وغير المستقرين فيها يصل إلى اثنين مليون نسمة حسب مصادر محلية مطلعة والنمو السكاني في ريمة بمعدل 4% إن ذلك الكم البشري رقم أولي فقط ولا يعيش فيها من أبنائها سوى ثمانمائة ألف نسمة وغالبيتهم من الإناث والشيوخ والأطفال وباقي العدد يعيش في الشتات وتحتوي العاصمة صنعاء الجزء الأكبر تليها محافظة الحديدة في احتواء أبناء ريمة أسرا وأفراداً وعلى مدى السنوات الماضية ارتفع مستوى الهجرة من ريف ريمة إلى العاصمة مما دفعهم إلى البحث عن مرجعيات قبلية فنصب عدد من المشائخ منهم الشيخ ناجي حسن داود وغيلان محمد اليمانية وعلي محمد حيدر الضبيبي وجميعهم يمثلون أبناء ريمة في العاصمة صنعاء ويقومون بحل قضاياهم وخلافاتهم فيما بينهم أو مع الغير. الوسط التقت الشيخ ناجي حسن داود شيخ أبناء مديرية الجعفرية في أمانة العاصمة والذي أوضح في سياق تصريحه أن سبب النزوح الكبير يعود إلى غياب الخدمات وجفاف الآبار والغيول وانعدام المستشفيات ووهم مشاريع الطرق وأضاف قائلا: استبشرنا خيرا بإعلان ريمة محافظة ولكن وجدنا أنفسنا في حالة مأساوية بسبب الفساد المستشري وفشل الإدارة المحلية في القيام بأدنى دور في حل مشاكل المجتمع بل تحتاج هي الاخرى لحل مشاكلها، حيث لم نلمس أي دور لهذه المجالس المؤتمرية بامتياز لا على مستوى المحافظة ولا على مستوى المديريات، فلم تحقق للمواطن شيئاً حتى اليوم وأشار شيخ الجعفرية في العاصمة أن مديرية الجعفرية لا يوجد فيها سوى مركز صحي واحد والوصول إلى الجبين عاصمة المحافظة غاية لا تدرك إلا بعد سبع ساعات في سيارة ويتطلب الوصول إليها مبالغ كبيرة ومسافة طويلة من الجعفرية إلى بيت الفقيه في محافظة الحديدة ثم إلى المنصورية ثم إلى عاصمة المحافظة الجبين حيث لا توجد طريق تربط بين المديرية وعاصمة المحافظة نهائيا وحمل الشيخ الجعفري المجالس المحلية مسئولية ما يعانيه أبناء ريمة عموما والجعفرية خصوصاً من حرمان وظلم وتشرد منذ الصغر وقال فقد آلاف المواطنين مصادر دخلهم بعد أن انتهت أشجار البن في اليمانية بلاد البن الحصامي نتيجة شحة الأمطار وجفاف الآبار الجوفية رغم أن المشكلة بحاجة إلى إنشاء سدود وحواجز مائية ولكن تجاهل معاناة المواطن من قبل السلطات المحلية دفع بآلاف المواطنين إلى ترك قراهم والنزوح إلى المدن ونتيجة البؤس والحرمان أصبحت ظاهرة تسرب الطلاب من المدارس مخيفة والانخراط في سوق العمل في سن مبكر لذلك يتعرض أطفال ريمة للعديد من المخاطر والمآسي المحزنة من تشرد وجوع وحاجة وعوز بالإضافة إلى حرمانهم من حق التعليم وأكد الشيخ ناجي أن مستوى ارتفاع الفقر في مديرية الجعفرية أصبح مخيفا ويفوق ال80% من عدد السكان بالإضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة وتدني المستوى الصحي واعتبر وصول الطريق مطلباً أساسياً وتنموياً.. وفي ختام تصريحه أفاد أن أجرة العسكري تزيد عن ثلاثة آلاف ريال وأن القانون لا ينفذ حيث يتم سجن المواطن عدة أشهر بمسوغ غير قانوني في سجن الأمن بسبب عدم وجود نيابة وإلى اليوم رغم أن المحكمة موجودة منذ زمن والنيابة ما زالت غائبة. مديرتربية ريمة تحت إرهاب الوشاية والأمين العام ينفي صدور حكم عليه بالتزوير ويصفي حساباته بالحوثية الأمين العام للمجلس المحلي نائب المحافظة في محافظة ريمة تواصل مع الصحيفة موضحا أن الحكم القضائي الذي تم نشره في العدد السابق والذي يتضمن اسمه في فقرات منطوق الحكم لم يدنه بالتزوير لأنه كان هو المدعي فيه ولكن العقوبة التي نصت على إبعاده من العمل الحكومي كانت بسبب إهماله وعدم الإبلاغ عن المزور للسندات الرسمية وقد عاتب الصحيفة على عدم الاستيضاح وطلب تدوين رده وإيضاحه، وكما أشرنا في العدد السابق إلى زيارة الأمين العام للصحيفة فمن ضمن الوثائق التي قام الأمين العام بعرضها علينا وثيقة أمنية سرية حسب ما سماها وأن المحافظ الخضمي بدد في سريتها وكان مدونا في باطنها رواية تقول إن أحد الأشخاص سمع الدكتور القليصي مدير التربية وهو يتحدث بهاتفه النقال مع شخص مجهول وكان يقول لن تحصلوا خيراً وأنتم تقاتلون بيت آل رسول الله، وتم تذييل تلك المذكرة التي كانت موجهة للمحافظ والتي تطالبه بتحديد موقف تجاه مدير التربية بخاتم أمين عام المحافظة ومكتوب عليها سري جدا وعلمنا في صحيفة الوسط أن مدير التربية دكتور كان يعمل في حقل التدريس الجامعي في إحدى جامعات الحديدة وهو من ابناء محافظة ريمة وتم تعيينه مديرا خلفا للمدير السلف الذي هو نسب الأمين العام صاحب التقرير السري ولم يمض على تبوئه منصب مدير للتربية غير بضعة أشهر مع العلم أن الهاشميين في ريمة جميعهم شوافع وقليل منهم صوفية ولا يعرفون شيئاً عن التشيع والمؤسف أن أمين عام ريمة ونائب محافظها أكد على أن هناك فساداً في الجانب التربوي يعلم به ولا نعلم ما الذي منعه من استخدام سلطته في عرض وثائق ذلك الفساد في اجتماع المجلس المحلي ويطالب بسحب الثقة من مدير التربية بدلا من أن يتحول إلى جهاز أمني وينشر المخبرين والتابعين ليحملون له أخباراً تسره من أجل أن يحصلوا منه على حق القات ويعتمد أقوالهم كتقارير لمجرد أن هذا المدير جاء إلى ذلك المنصب بدلا عن نسبه فإذا كان عقلية من يتبوؤون مناصب عليا في المحافظات بهذا العقلية التي لا تتوافق مع النظام والقانون والعرف والدين فكيف يمكن لنا كدولة أن ننهض بهذا الوطن الذي يراد له من أعدائه إشعال الحرائق في كافة أرجائه ورغم احترامنا الشديد للأمين العام الأستاذ أبو الفضل الصعدي الذي كان لطيفا ورائعا عند لقائنا به ولكن الحقيقة يجب أن تسطر بأمانة وإخلاص فليلمس لنا العذر واللعنة على المطامع وحب الاستحواذ وأنصار الوشايات الكاذبة التي تدمر الكوادر وتنكب الأسر وتدمر الوطن وتسوق أصحابها إلى جهنم وبئس المصير. هناك منقطعون بعضهم مغتربون 1- تقرير الأمين العام السري بالتأكيد نال من نفسية مدير التربية، خاصة وأن ذلك المدير دكتور أفنى حياته بين مراجعه وبحوثه وكتبه كأي مثقف سلاحه قلمه وعلمه ولهذا يكون أكثر هيبة وامتثالاً للنظام والقانون ولكن في ظل الظروف التي تعيشها البلاد والتي تمكن أحيانا أصحاب الوشايات من تحقيق أهدافهم فقد لمسنا التصحيح في المجال التربوي يسير ببطء بعد أن كان في الحضيض حسب تصريح عدة جهات والمدير يتعامل بحذر من واقع منصبه الذي جر عليه الويلات خاصة وأن المجال التربوي يعج بالفساد وعدد الفاسدين فيه كثير وفي الضفة الأخرى تقف جهة نافذة مسئولة تساند كل من يتمرد على المدير وفي ظل تلك الظروف المتوترة تواجدت صحيفة الوسط في مكتب التربية حاملة حزمة من نماذج الفساد في المجال التربوي وقامت بوضع تلك الحزمة على طاولة مدير التربية الدكتور عبدالله القليصي الذي صرح للصحيفة أنه قد تم نزول فريق محلي ومركزي مكون من مكتب التربية من أجل التفتيش على سير عملية التدريس في المديريات والأرياف وهي بصدد إعداد تقريرها وسيتم إنزال الجزاءات في نهاية الشهر الحالي وأكد القليصي أنه قد تم صرف الكتاب المدرسي لكافة الطلاب في محافظة ريمة وأنه تم تغطية العجز من مخزون المناهج القديمة وأوضح الدكتور أن 80% من مناطق ريمة نائية وذات طرق وعرة الوصول إليها صعب مثل اليمانية والصامد والتكارير وبني حولي ما يكبدهم خسائر ومشقة في توفير المدرس وإيصال الكتاب والإشراف والمراقبة علاوة على أنه
لا تتوافر وسيلة مواصلات خاصة بإدارة التربية من أجل نقل فريق الرقابة حيث الحاجة ماسة لذلك وأكد الدكتور أن هناك عدداً كبيراً من المنقطعين عن التدريس بعضهم مغتربون وبعضهم يعملون في محافظات أخرى وسيتم التصحيح والنهوض بالمجال التربوي. المحافظ الخضمي ل"الوسط": التربية هم من همومي وخطة تنفيذ التدوير الوظيفي لم تستهدف أحداً - الوسط: الوضع التربوي في مجال التعليم غير مرض وكافة المواطنين في عموم مديريات ريمة يتذمرون من تردي التعليم والذي أصبح سبباً في هجرة أبنائهم الصغار إلى خارج المحافظة والقذف بأنفسهم إلى سوق العمل؟ * المحافظ: التربية اعتبرتها هماً من همومي في المحافظة وهي أساس التنمية ولهذا كانت الأجندة الهامة في استراتيجيتي وكما فعلنا في الجانب الصحي من تصحيح للهيكل الإدارة فعلنا ذلك في الجانب التربوي بتغيير الإدارة وكانت توجيهات فخامة الرئيس حفظه الله حثتنا على النهوض بالجانب التربوي ولهذا أعدنا هيكلة الإدارة وكان أول شيء قمنا به هو إصلاح الرأس/ قمة هرم العمل التربوي في المحافظة وريمة بحكم ظروف تضاريسها لم تمكنا من تحقيق ما كنا نطمح الوصول إليه ولكننا تجاوزنا الخطر وما زلنا نواصل المسير نحو الأفضل حيث قمنا بعملية التدوير والمناقلات في العملية الإدارية ولم نستهدف أشخاصاً بقدر ما كان إصلاح وهيكلة وبدأنا بجانب الإشراف والرقابة ورافق عملية تأهيل وتدريب العاملين في المجال التربوي وطموحنا كبير وينقصنا الكثير من الدعم من خارج المحافظة ومع هذا واصلنا السير بعقد ورشة تدريبية وقمنا بإعداد دراسة للآليات والصعوبات التي تقابلنا مثل المصاعب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ولا نستطيع أن نتخطاها بسرعة ولكنا أيضا لسنا بطيئين وكما شاهدتم حال مكتب التربية لا يتوفر له مبنى لائق يستوعب متطلبات العمل للإدارة وكذلك حتى الآن لم نستطع أن ننشئ مدرسة بنات وهناك صعوبات ونحن نعمل ليل نهار ولكن الملامس للواقع يعرف تماما أننا انتقلنا نقلة نوعية في المجال التربوي وإن شاء الله قريبا سيتم إنشاء مجمع تربوي سيبدأ إنشاؤه قريبا وقد تم وضع حجر الأساس وقد قمنا بإعادة الخارطة المدرسية وأكبر قطاع يحظى بالموازنة هو قطاع التعليم وهناك تعاون كبير من بعض المنظمات الدولية مثل الصندوق الأمريكي واليابانيين قريبا سيقدمون الدعم في هذا المجال وأملنا أن تتم تغطية الاحتياجات وفق متطلبات ظروف المحافظة ولا ننكر دعم وزارة التربية واهتمامها ولكن نأمل منها المزيد من الدعم فنحن بحاجة إلى التعاون المشترك في مجال التعليم أي في الجوانب التي ترتبط بالكتاب وبالبناء وبلوازم التدريس ونحن نراقب مهام مكتب التربية ونبحث معهم عن الدراسات والمعالجات وخلال الأيام القادمة إن شاء الله ستكون هناك إنجازات أكبر. -الوسط: المدرسون المنقطعون يصل عددهم إلى ستمائة مدرس باعتراف جهات مسئولة ومدراء المراكز التعليمية مشاركون في التستر على المنقطعين وزرنا المدارس ووجدنا العجز واضحاً في عدد المدرسين المتواجدين بعضهم يدرس أكثر من ثلاث مواد؟ * المحافظ: نحن وجهنا أكثر من مرة كافة مدراء المديريات بموافاتنا بكشوفات المنقطعين من مدرسين وغيرهم وسيتم التوظيف بدلا عنهم وهناك مشكلة في بعض التخصصات وحين نطلب من محافظات أخرى يتوظفون ثم بعد ذلك يطلبون النقل وتهل علينا الوساطات، أيضا بعض الذين ينقطعون عن وظيفتهم يكون بسبب المكان الجغرافي لوظيفتهم يصعب فيها العيش للكادر من مدرس أو غيره ونحن نأمل أن يحظى الموظفون في تلك المناطق بحوافز تشجيعية ربما يمكنا من حل المشكلة لأن الامتيازات تعطي دافعاً معنوياً للكادر ولكننا نؤكد على محاسبة المنقطعين ومن يقوم بالتستر عليهم من مسئوليهم المباشرين ولا بد من لجنة تتابع هذه القضية وتعد تقاريرها والناس في ريمة يحبون الدراسة ولن نفرط في حق الأجيال القادمة. - الوسط: يقال إن هناك مشاريع وهمية في مجال التربوي ما صحة هذا القول؟ * المحافظ: ذلك القول هو وهم في بعض القلوب المريضة وأتحدى من يقول إثبات مشروع وهمي واحد في المجال التربوي أو غيره وحدد أنت اسم منشأ معلن عنه قيل إنه وهمي وسنمكنك من زيارته فنحن نتعامل بشفافية. - الوسط: مديريات ريمة لا تحظى بأي اهتمام أو زيارات ميدانية لتلمس أحوال المواطنين؟ * المحافظ: أنت توجه لي أسئلتك التكميلية عبر الهاتف يومنا هذا الاثنين 7-12 وأنا الآن في مديرية الجعفرية في زيارة تفقدية لها وكذلك من أجل حل مشاكل في منطقة بني أحمد، فرغم أن المحافظة فيها الطرق وعرة والسفر شاق فيها ومع هذا ننفذ زيارتنا ونواصل الإشراف والرقابة والتنفيذ والإدارة ونعمل ما بوسعنا. أنا أيضا أخصص كل يوم خميس وجمعة لزيارة المديريات -الوسط: هل هناك اختلالات في عملية التوظيف حين تم إعادة عملية المفاضلة؟ * المحافظ: كان هناك توجيه أن تكون عملية المفاضلة على مستوى المديريات ثم المحافظة فإذا لم يتوفر الكادر تكون على مستوى الجمهورية ولكن لأن مدير الخدمة جديد لم يعلم بالأمر وقام بعملية المفاضلة على مستوى المديريات ثم الجمهورية ولهذا أعدنا عملية المفاضلة حتى يستفيد أبناء المحافظة. التعليم في انهيار غير ما يتم سرقه باسم إنشاء مباني التعليم ولوازم التعليم هناك نهب وسرقة في مجال التعليم نفسه تحولت إلى ظاهرة في كافة المحافظات وزادتها المجالس المحلية بلاء إلا أنها في محافظة ريمة وصلت إلى ذورتها حيث هناك عدد ستمائة معلم منقطع عن التعليم، ذلك الانقطاع متوج باستلام الراتب كل شهر وهذه الظاهرة ذات جذور منذ إنشاء المحافظة وعملية استمرارها ما زالت مستمرة بقوة وتسير باتجاه الزيادة وهؤلاء المدرسون المنقطعون لهم قنوات وحجج متنوعة بعضهم بقوة شخصيات نافذة مسجلين باسمها كمرافقين.. مقرف أن يتحول المعلم إلى مرافق، فلماذا أصلا تعلم وتقدم للوظيفة؟ والأبشع أن يتحول المعلم إلى لص يستلم راتبه بالاحتيال والنفوذ بدون أن يقوم بواجبه ومن قنوات هؤلاء المدرسين المنقطعين الاتفاق مع مدراء المراكز التعليمية ولكل واحد منهم شطر من الراتب وبعضهم بالاتفاق مع مدراء المدارس الذين هم ذوو علاقة أو قرابة بالنافذين فيسمحون للمدرسين الذين في مدارسهم وتحت إمرتهم بالانقطاع عن التدريس ويستلمون رواتب المدرسين ويأخذون حقهم منها ويحولون نصيب المدرس من الراتب عبر البريد أو الكريمي ولا يستطيع مدراء المراكز محاسبتهم لأنهم مسنودون وجميعهم متورطون والكل سارق ولهذا حين قامت صحيفة الوسط بزيارة للمدارس وجدت أغلبية المدارس تعاني من النقص في عدد المدرسين بينما حين تتم عملية تعداد طلاب ريمة والمدرسين نجد أن لكل أحد عشر طالباً مدرساً، غير أن بعض المدارس زرناها في ذروة وقت التدريس الساعة الحادية عشرة فوجدناها خالية وقد غادرها الطلاب إلى منازلهم والمدهش في مديريات ريمة أن مدراء المدارس ذات الأربعة الفصول مدراء بالبركة أي بدون تأهيل وأغلبهم من أسر مشيخية يردون على المواطنين حين يشكون من سوء التدريس ببجاحة وبعضهم يتطاول حتى على رئيس الدولة ويقول لهم خلوا الرئيس يجي يحاسبني كتلميح لإرهاب المواطنين أنه مدعوم من "طالع" حسب تصريح المواطنين وحصل هذا في قرية ضحفي مغرم بن الحصامي عزلة اليمانية مديرية الجعفرية في مدرسة عمر بن عبدالعزيز والتي يدرس فيها ما يقارب مائتي طالب أساسي وثانوي حيث شكا المواطنون إلى مدير المدرسة صالح حسن عبدالله العوبلي من غياب المدرسين الذين يتغيبون عن التدريس من يوم الخميس والسبت والأحد حيث تغلق المدرسة أبوابها ويبدأون بالتدريس من صباح يوم الاثنين ويغادرون ظهر يوم الأربعاء فهم يدرسون في الأسبوع ثلاثة أيام وينهبون ثلاثة أخرى وكان رد مدير المدرسة العوبلي لأولياء أمور الطلاب أعجبك أو شل "الصبية" حقك أين ما يعجبك وإذا لمح أحد أولياء الأمور بالشكوى ومناشدة وزير التربية ورئيس الدولة يرد: خلي الرئيس يجي يحاسبني يعني المدير طحطوح مش خايف من أحد وقالت تلك المصادر التي هي من المواطنين إن المدير المذكور هو شيخ وابن عمه عبدالغني حسن عبدالله العوبلي رئيس المجلس المحلي في المديرية والمجالس المحلية هي المسئولة عن هؤلاء المدراء وهي من تصرف رواتبهم ولهذا فإن ضياع هؤلاء الطلاب والذي يعني ضياع جيل بكامله في الجعفرية أهون من محاسبة العوبلي المدير الشيخ ابن عم الشيخ ابن عم المجلس المحلي رضي الله عنه. وليست الجعفرية وحدها هي التي تعاني حتى لا نظلم العوبلي الشيخ فقد انهالت علينا الشكاوى من سوء تدني التعليم وغياب المدرسين من كافة المديريات في ريمة ولكن في الصحيفة نعتمد في النقل على من تم اللقاء بهم، فلقد التقينا بعدد من المواطنين من بلاد الطعام شكا هؤلاء المواطنون من مدرسة النجاح وعثمان حيث لا يتوفر فيهما مدرسون بالشكل الذي يؤدي على الأقل إلى نصف المطلوب علاوة على الغياب الدائم رغم أنهم يدفعون رسوماً عبارة عن مبالغ مالية وأن مدير المدرسة شيخ يدعى محمد ناصر محمد عايض وابن عمه رئيس المجلس المحلي وقال المواطنون إن غياب المدرسين وسوء التدريس يدفع بأبنائهم إلى الهروب خارج قريتهم والتسرب إلى سوق العمل قبل الأوان ونجد هنا أن رؤساء المجالس المحلية مشائخ وإخوانهم وعيال عمهم مدراء مدارس وكأن التعليم يقع تحت مؤامرة دنيئة من أجل تجهيل الشعب وأبناء الرعية وتحولت البلاد بفضل المجالس المحلية إلى إقطاعيات تمهيدا لترسيخ نظام حكم أكثر سوء من الإمامية والملكية وحتى العبودية. سارق حامل صميله أفظع ما يواجه التعليم في بلادنا هو تركيز مدراء مدارس جهلة أو بمستويات دراسية متدنية، هذه الظاهرة بدأت بشكل واضح عندما شارك حزب الإصلاح في الحكم وغادر الحكم وبقيت كنهج تسير عليه السلطة الحاكمة وجاءت ظاهرة انقطاع المدرسين لتزيد الطين بلة وقد صرح لصحيفة الوسط مدير الخدمة المدنية في ريمة أنه قام بتكليف بعض الأشخاص من المتنورين الموثوق بهم من أجل رصد أسماء المدرسين المنقطعين وكذلك موظفي الصحة المنقطعين ولكنه واجه استياء شديداً من قبل المتمصلحين الذين شكوا من أولئك الذين كلفهم مدير الخدمة بصورة غير مباشرة وهددوا بأنهم سيقومون بتلبيس أولئك المتعاونين تهماً منها أنهم يتغزلون بالفتيات في المدارس وأيضا سيقومون بضربهم فاضطر مدير الخدمة إلى التراجع عن الأمر وترك المسئولية على مدير التربية لمواجهة هؤلاء الأعفاط بمفرده وهو الآخر يواجه إرهاباً من نوع خاص ولم تتعد فترة استلامه لإدرة التربية في ريمة سوى ستة أشهر. موظفو التربية بلا طبيعة عمل أكثر من مائة وثلاثين موظف في إدارة التربية بدون بدل طبيعة عمل منذ تم توظيفهم في عام 2005م ورغم أن هناك من يسرقون باسم التعليم هناك موظفون تنهبهم الدولة وتهملهم الوزارة لأنهم مساكين بلا وساطات وكل شيء يسير في ريمة يكب كبوب، فمع أن هؤلاء الموظفين لا يأخذون مستحقاتهم كاملة فإن مدراء المديريات والمجلس المحلي يأكلون باسم التعليم، ففي مديرية مزهر تم الإصرار على توفير مدرسة رياضيات من خارج المحافظة بحكم عدم توفر إناث خريجات تخصص رياضيات وتم جلب مدرسة من تعز وعادة المدرسات من خارج المحافظة لا يصلن المحافظة أو المديرية على الإطلاق، فعدد ثمانية وأربعين مدرسة منهم ثلاثون من تعز وثمانية عشرة من الحديدة منقطعات وعشر مدرسات تقريبا تم نقلهن بعد التوظيف باسم ريمة بعد انقطاعهن ثلاث سنوات وعادة يتم الاتفاق معهن عبر مسئولي المديريات بمبلغ ثلاثمائة ألف ريال من أجل التوظيف وحين زرنا ريمة وجدنا أن الفتيات والفتيان يدرسون في مدرسة واحدة حتى الثانوية غير أن الفتيات يكن في شطر من الفصل وهن منقبات ويقوم بتعليمهم مدرسون مما يؤكد أن قضية الإصرار على توفير مدرسة لمادة معينة في القرى والأرياف مجرد وسيلة للنهب لأنه يصعب تعرضهن لأي مضايقة من المدرس بحكم أن أغلبية الطلاب من ذكور وإناث أبناء عمومة وأقارب ويعرفون بعضهم والمدرس محاصر في أرضهم وقريتهم. مزهر سلام ريمة مديرية مزهر التي تم إلحاقها بمحافظة ريمة عند تشكيل المحافظة والتي تتميز بلكنة تهامية وجغرافيا جبلية بعض الشيء وجو معتدل تعاني من الإهمال خاصة قراها التي تقع في جبال وعرة وأكثر ما يؤلمها ذلك الكذب الذي يدبج عليها من أجل أكل لحوم أغنامها التي تتميز بقلة الشحم ولذة الطعم والذين يلتهمون تلك اللحوم هم المسؤلون الذين يصلون إليها على مدى سنوات
متعاقبة بشكل لجان محترمة تخطط لمشاريع مياه ولمشاريع الكهرباء فيتم استقبالهم من الأهالي بالفرحة والترحاب وتذبح الذبائح ويسكب العسل المكنوز من سنوات ويتبختر بعنجهية أعضاء اللجنة والمشائخ على الرعية المنهوبين والمظلومين والذين تفرض عليهم مبالغ مصروف اللجنة ونخيط اللجنة وماء اللجنة.. الخ. ثم تغادر اللجنة وينتهي الفيلم وبعد عام يعود نفس العرض فاللعنة ألف مرة على هذه اللجان التي ما زالت المديرية حتى اليوم لم يتحقق لها أي مشروع من مشاريع المياه الثلاثة المرصودة لها ولم يصرف لها ماطور كهربائي ولم يتم الالتفات لمعاناتها صحيا واجتماعيا فإلى من يلوذ أبناء مديرية مزهر، حتى حقهم في الوظيفة العامة مصادر سواء في كشوفات المفاضلة أو حتى الدرجات العمالية التي يبيعها المدراء بكل وقاحة بحكم أنه لا توجد أي معايير تنظمها، فمديرية مزهر تعيش حالة بؤس حقيقي يجب الالتفات إلى معاناتها وأملهم في المنظمات الدولية المانحة والصندوق العربي كبير وكذلك في مجموعة هائل سعيد أن تقوم ببناء أحواض مائية لهم، فالدولة ممثلة برئاسة الوزراء وقيادة المحافظة قد تخلت عنهم ولا يصل منهم إليها غير لجانهم التي تأكل ذبائحهم ثم تغادر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.