مأساة الأرض كانت قبل عشر سنوات حيث قام محمد الشرفي عضو المجلس المحلي ورئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بمدينة باجل التهامية بتأجير جبل قرية الدرب لشركة سبأفون لنصب أبراجها لتغطية الاتصالات عبر نافذين للشركة. في البداية تم دفع مبلغ من المال لأهالي قرية الدرب تحت الوعود من النافذ بتنمية قريتهم، إلا أن هذه الوعود كانت سراباً فما كان من النافذ إلا أن استغل طيبة أهل تهامة المسالمين ونهب حقوقهم. وأما مأساة الإنسان وبعد أن استفاق أهالي قرية الدرب من غيبوبتهم مطلع شهر فبراير الماضي فهي مطالبتهم بعودة حقهم إليهم كون الجبل ملكاً لهم حسب ما يدعون وليس للنافذ الآتي من جبال محافظة حجة للاستيلاء على أرضهم والمتاجرة بها. في أول مطالبة لاستعادة حقهم المشروع حسب إدعاء أهل قرية الدرب قام النافذ وإخوانه بالاعتداء على أهل القرية بالرصاص مما خلف جرحى وسبب الذعر للنساء والأطفال كما تم الاعتداء على النساء بالهراوات والأحجار أثناء مسيرة سلمية لأهالي القرية. صحيفة «يمنات» زارت القرية المنكوبة وكان لها هذا اللقاء مع بعض الأهالي.. استطلاع: حمدي ردمان أحمد حسن قال: طالبنا بحقنا المغتصب من قبل محمد الشرفي الآتي من جبال محافظة حجة وخالد راصع مدير مواقع شركة سبأفون التابع لحميد الأحمر إلا أن الشرفي قام بتهديدنا وإحراق منازلنا وقام بنشر المسلحين في قمة الجبل التابع لنا. كما قام بتأجير أرضنا لشركة سبأفون بآلاف الدولارات منذُ قرابة عشر سنوات ولم يعطنا أي مبالغ غير تلك التي دفعها في أول سنة فقط وقد وعدنا بمشاريع لقريتنا إلا أنه لم يف بوعده. نحن في تهامة نظلم منذُ زمن بعيد، من أيام الإمامة وطوال عهد نظام علي عبدالله صالح والآن ما بعد نظام على عبدالله صالح، لا ماء لا مركز صحي لا تعليم.. شباب القرية مغتربون في السعودية بالتهريب ويمشون على الأقدام إلى حرض لأجل لقمة العيش وملء خوى بطون أهاليهم وخير أرضنا يأكله أناس من مناطق بعيدة جداً لذلك قررنا المطالبة بحقنا. وعلى إثر المطالبة تلك كان الهجوم على قريتنا والاعتداء علينا بالرصاص الحي نجم عنه إصابة عدد من الأهالي بجروح مختلفة بينهم نساء، ونشر المسلحين على قمة الجبل وممارسة التهجم على القرية وساكنيها والتهديد بالقتل وإحراق منازلنا. كما أننا قمنا بضبط سيارة كانت تحمل مسلحين وهي تنقل السلاح إلى أعلى الجبل وتم حبس أحد أبناء قريتنا في إدارة البحث الجنائي بعدما اتصل له محمد الشرفي لأجل المصالحة وذهب إلى منزل الشرفي وهناك قام الشرفي بالاتصال بإدارة الأمن واتهم قريبنا بأنه تهجم عليه في منزله وأنه هو من قام بالتقطع للسيارة التي ضبطناها وكانت تحمل المسلحين والسلاح فتم حبسه وتحويل القضية إلى النيابة وهو الآن ما زال محبوساً في سجن النيابة دون سبب. إننا نطالب شركة سبأفون ممثلة بمالكها الشيخ حميد الأحمر إعادة الحق لأصحابه وعدم التعامل مع محمد الشرفي المغتصب لأرضنا. كما نطالب الحكومة بإلقاء القبض على الشرفي وعصابته جراء ما حدث لقريتنا من اعتداء غاشم خلف عدداً من الجرحى من بينهم نساء وشباب وأطفال. * علي حسن محمد- جريح- 45 سنة يقول: تم الاعتداء على نسائنا في القرية من قبل جماعة محمد الشرفي وخالد راصع بدعم من قيادة اللواء العاشر حرس جمهوري وهؤلاء ليسوا من أبناء تهامة ولا يوجد لهم حق في قريتنا وإنما قاموا باغتصاب أرضنا وتأجيرها لشركة سبأفون، وهنا نسأل الشيخ حميد الأحمر هل كنت تعلم بأنك مستأجر أرضاً من أشخاص ليس لهم ملك بها؟ فإن كنت تعلم فهذا يدل على أنك مغتصب لأرضنا وكذلك الكثير من المظلومين ولا فائدة منك ولا من حديثك في القنوات الفضائية حول بناء دولة مدنية حديثة كما تدعي. وإن كنت لا تعلم يا شيخ حميد بهذا؟ فنحن ناس مسالمون ولهذا فإننا نطالبك بإلغاء عقد الإيجار مع الشرفي وعدم التعامل معه ويجب أن تتعامل مع أهل القرية مباشرة ولكن بشخص غير خالد راصع الرجل الذي خدعك. أما بغير هذا فلن تصعد أي سيارة إلى الجبل ولو على رقابنا وسوف نحمي حقنا بأرواحنا ونحملك المسؤولية الكاملة عن أي ضرر أو هجوم على القرية وأهلها. إننا نناشد الحكومة حمايتنا من الشرفي وعصابته وكذا قائد معسكر اللواء العاشر حرس جمهوري وإعادة حقوقنا إلينا. *عبدالله أحمد إبراهيم- جريح- 15 سنة قال: بعد أن طالبنا بحقنا المغتصب من قبل الشرفي وآخرين وبعد أن وجدنا التهديد والوعيد قررنا الطلوع إلى الجبل لأجل حماية المحطة حتى لا يتم تخريبها واتهام أهل القرية بأنهم هم من قاموا بتخريبها ولكننا في تمام الساعة الخامسة صباحاً فوجئنا بعدد كبير من المسلحين ملثمين مرابطين في الجبل وهؤلاء المسلحون يتبعون اللواء العاشر حرس جمهوري وتم إطلاق الرصاص الحي علينا وأصبت أنا على إثره في رجلي الاثنتين. ثم اقتحموا القرية تحت وابل من الرصاص الحي. أخافوا نساء وشيوخ وأطفال القرية، كما قاموا بتهديد النساء والاعتداء عليهن دون رحمة ولا خوف من الله تعالى.. لماذا كل هذا؟ لأننا طالبنا بحقوقنا وأرضنا التي يتنفذ عليها الشرفي وراصع. عائشة شيبة محمد - أم الجريح عبدالله أحمد قالت متحدثة كأي أم تخاف على أولادها: طلعت أنا ومجموعة من نساء القرية إلى الجبل عند المحطة بعد أن سمعنا أصوات الرصاص بشكل مخيف، وهناك قام رجال ملثمون بالاعتداء علينا وضربنا والتلفظ علينا بألفاظ غير أخلاقية وهؤلاء الناس يتبعون الشرفي. نحن أهل قرية الدرب ناس فقراء مسالمون لا نأذي أحداً يُمارس ضدنا الظلم من قبل الشرفي واللواء العاشر حرس جمهوري بقيادة الحاوري هذا الرجل هو من قام بدعم الشرفي بالمسلحين للهجوم على قريتنا. عائشة يحي عبدالله قالت إن جماعه الشرفي يطلقون الرصاص الحي على القرية بشكل يومي وقبل أسبوعين هجموا على القرية ثلاث مرات وهددونا بالقنابل وأصيبت النساء والأطفال والعجائز بحالة رعب لما يُمارس ضدنا من ظلم وانتهاك لا يرضي الله ولا رسوله. وقد خرجت القرية بأكملها من نساء وأطفال وعجائز بمسيرة إلى مدينة باجل للمطالبة بحقوقنا ورفضاً للظلم فتم الاعتداء على المسيرة من قبل إخوة الشرفي ومجموعة من عصابتهم وقاموا بإطلاق الرصاص الحي علينا ورمينا بالحجارة ولم يرحموا لا طفلاً ولا امرأة وقد أصيبت العديد من النساء والأطفال بالحجارة والهراوات جراء هذا الاعتداء الذي تم أمام معسكر الحرس الجمهوري والذي لم يحرك ساكناً. ولكننا لم نأبه لهؤلاء الشياطين ووصلنا إلى إدارة البحث الجنائي وقابل رجالنا مدير البحث وكان أمامهم يظهر بأنه في خدمة الشعب إلا أنه فيما بعد ظهر بأنه شيطان مثل الشرفي وراصع. صغيرة أحمد امرأة في العقد الثامن من عمرها تحدثت قائلة: إن الجبل الذي تتواجد فيه أبراج شركة سبأفون ملك لأهل القرية ولم تخف يوماً ما كما خافت هذه المرة أثناء اقتحام القرية وضرب الرصاص على الأهالي. وأضافت أنه تم الاعتداء عليها وإصابتها بالرأس أثناء المسيرة المطالبة بأرضهم المغتصبة وأن المعتدين لم يحترموا عمرها الكبير. عايش عمر قادري عاقل القرية تحدث قائلاً: نحن تحاكمنا مع الشرفي قبل ثمان سنوات تقريباً ودفع لنا مقابل سنة فقط وبعدها وما بعدها رفض بحكم موقعه في حزب المؤتمر الشعبي العام وعضوية المجلس المحلي والآن يقوم بالاعتداء على قريتنا وترويع نسائنا وأطفالنا والشروع في القتل وإطلاق الرصاص الحي على أولادنا أحدهم طريح الفراش حتى الآن. كما يقوم الشرفي بتهديدنا بالقتل والغريب أن المجانين هذه الأيام متواجدون في قريتنا.. حيث أعاد الشرفي شغل الاستخبارات من جديد على المدنيين. إلى الآن لم تتجاوب معنا الأجهزة الأمنية وتقبض على المعتدين على قريتنا وكل ما استطاعت أن تعمله هذه الأجهزة الأمنية هو حبس أحد شباب القرية في مكيدة دبرها له الشرفي عندما اتصل له واتهمه بالاعتداء عليه في منزله والآن الولد محبوس في سجن النيابة العامة. الأجهزة الأمنية في باجل تحمي الظلمة وقاطعي الطرق أما المواطن فلا تسأل عنه أبداً.. أطالب بحقوقنا وأرضنا ونحن من الآن لن نسمح لأي كان الصعود إلى الجبل الذي تتواجد عليه أبراج شركة سبأفون. أحمد شوقي- أحد شباب القرية قال: يوم الخميس الموافق 2 فبراير 2012م خرجنا بمسيرة سلمية إلى مدينة باجل للمطالبة بحقنا في الأرض التي قام بتأجيرها محمد الشرفي لشركة سبأفون وقام إخوة محمد الشرفي وهم عبد الله الشرفي مدير مكتب الأشغال بباجل وعلي الشرفي يعمل جندياً في الأمن العام وعمار الشرفي ومجموعة من المسلحين بقطع الطريق لغرض منعها من الوصول إلى الجهات ذات الاختصاص والإبلاغ عن مطالبهم وقاموا بالاعتداء على المسيرة بالحجارة والهراوات وأطلقوا الرصاص عليها، حيث أصيب عدد من النساء والأطفال كما تم ضرب النساء بالهراوات. وحصل هذا أمام مرأى ومسمع الحرس الجمهوري ولم يحركوا ساكناً لمنع الاعتداء على المسيرة. وأضاف: في يوم 10 فبراير من الشهر الماضي وتحديداً يوم الجمعة قامت مجموعة مسلحة بالهجوم على قريتنا بالرصاص الحي الساعة الخامسة فجراً ما أدى إلى ترويع النساء والأطفال وإصابة اثنين من شباب قريتنا. ورغم ذلك فإن مدير البحث الجنائي ومدير الأمن في مدينة باجل رفضا الشهود على الحادثة. وأتهم النيابة العامة بالتواطؤ مع الجناة وقاما بحبس أحد أفراد القرية في قضية ملفقة من قبل محمد الشرفي ولم تقم تلك الأجهزة باستدعاء من أطلقوا على قريتنا الرصاص وإصابة عدد اثنين منا بالرصاص رغم أن هذا شروع بالقتل. أنا أحد الثوار في الثورة الشبابية وأتابع كل ما يقوله أو يصرح به الشيخ حميد ولكنني أوجه سؤالاً للشيخ حميد الأحمر: هل يرضيك هذا؟ هل ترضى الثورة الشبابية التي أنت منها بما نتعرض له من ظلم؟ إننا ننتظر رد الشيخ حميد على أسئلتنا هذه وأتمنى أن يكون الرد منه إيجابياً وذلك من خلال إلغاء عقده مع الشرفي والتفاوض مع أهل قريتنا بخصوص الأبراج والإيجار فنحن أصحاب حق. اننا سوف نقوم بإحراق شرائح سبأفون ومقاطع الشركة في مهرجان رسمي ونشر فعاليات المهرجان على وسائل الإعلام المختلفة إن لم توقف التعامل مع الشرفي وإلغاء العقد معه والتعامل معنا مباشرة نحن أصحاب الأرض وعمل عقد بيننا وبين الشركة. السجين في سجن النيابة في مدينة باجل لطف علي قائد قال: نحن أولاً مطلبنا إعادة حق القرية وأهلها في الجبل الذي اغتصبه محمد الشرفي وقام بتأجيره لشركة سبأفون لنصب أبراجها وقد حدث إطلاق النار على أهلنا في الجبل وتم اقتحام القرية وأصيب على إثرها شخصان وقمنا بحجز سيارة تابعة للشرفي اقتحمت القرية وعليها مسلحون. وتم إرجاع السيارة لهم فيما بعد. أما في يوم المسيرة التي خرج فيها ابناء القرية بأكملها للمطالبة بحقوقهم فقد تم الاعتداء عليها من قبل إخوة الشرفي وقام عمار الشرفي بإشهار مسدسه وتصويبه نحو رأسي. قام الشرفي بالاتصال لي وطلبني إلى بيته لأجل حل الخلاف بينه وبين أهل القرية إلا أنه خدعني وقام بالاتصال بإدارة البحث الجنائي وتم إرسال طقم إلى بيته واتهمني أنني اعتديت عليه إلى منزله وأخذوني إلى إدارة البحث وتم إحالتي للنيابة وإلى الآن لم يتم الإفراج عني. أطالب من النيابة العامة أن تقبض على الشرفي وإخوته المتورطين وكل المتورطين في الاعتداء على القرية ومعالجة الجرحى لأنه لا يحق للنيابة العامة أن تحبس الضحية وتترك الجلاد.. أين شرع الله يا نيابة؟!. تعقيب من صحيفة "يمنات" "يمنات".. وهي تنشر هذا التحقيق، ليس بغرض التشهير.. ولكن من أجل إجلاء الحقائق، ووضع الحلول لها.. مع العلم أننا على يقين تام بأن الشيخ حميد الأحمر ليس على علم بما يجري لأن ذلك لن يرضيه ولن يوافق عليه.. كيف لا وهو من وقف في مقدمة صفوف الثورة الشبابية الشعبية.