قال مراسل "أخبار اليوم" إن تجدد الاشتباكات بين متظاهرين مطالبين بإسقاط النظام وآخرين مؤيدين وبمساندة أفراد الأمن بحي السلام بمدينة المكلا محافظة حضرموت مساء أمس أدت إلى قطع الطرقات في مداخل ومخارج المدينة. وأوضحت المصادر أن جنوداً من الأمن المركزي انتشروا بأعداد كبيرة في الحي واستخدموا الغازات المسيلة للدموع وإطلاق الرصاص الحي بشكل عشوائي تجاه المحتجين لتفريقهم بعد أن قاموا بإحراق إطارات السيارات وسد الطرقات بالأحجار، وتكرر المشهد نفسه في أحياء باجمعان والمركزي وباسويد والكودة وفوة والعمال. حيث شهدت المدنية حالة من الفوضى العارمة ومشاهد الكر والفر في ظل تصاعد ألسنة النيران التي استمرت حتى ساعات متأخرة من الليل وتسببت في حالات الذعر بين المواطنين الآمنين في بيوتهم، خاصة النساء والأطفال. وتأتي هذه الاشتباكات على إثر ردة الفعل لجنود الأمن المركزي الذين هاجموا المحتجين مساء يوم أمس الأول في مختلف مسيراتهم التي خرجت في هذه الأحياء احتجاجاً على مقتل الطالب/ رامي سالم بارميل إلى جانب تعرضهم للأطفال الصغار في مسيراتهم. من جانب آخر أعيد إلى السجن الجندي المتهم بقتل الطالب/ بارميل بعد توجيهات محافظ محافظة حضرموت خالد الديني الذي يتابع الموضوع بشكل مباشر، حيث أفاد أولياء دم القتيل لمراسل الصحيفة أنه شوهد الجندي الذي أطلق سراحه صباح يوم أمس بعد احتجازه بحي فوة مسرح الجريمة، الأمر الذي أثار استياءً واسعاً لدى المواطنين ولجنة أئمة المساجد الذين تم اختيارهم لمتابعة سير عمليات التحقيق، وحتى اللحظة لم تحول القضية إلى النيابة المختصة. من ناحية أخرى أفاد عدد من التربويين والشخصيات الاجتماعية أن مكتب التربية والتعليم بالمحافظة يعيش حالة من الانفصام النفسي، ففي الوقت الذي ينعي فيه وفاة الطالب/ بارميل يعقد يوم أمس اجتماعاً للجنة التحضيرية للاحتفال بيوم المعلم برئاسة الأخ/ جمال سالم عبدون –نائب مدير التربية والتعليم بالمحافظة نائب رئيس اللجنة- ويناقش فيه إعداد التربية والتعليم بالمحافظة لحفل خطابي وفني كبير، معبرين عن استيائهم لهذا الموقف الذي لم يراع فيه مشاعر أبناء حضرموت والوطن كافة وللدماء التي سالت إلى جانب خصوصية الظرف الذي تعيشه المدارس والمعلمون. موضوع تعليق الدراسة كما هو حال وضع مدير التربية الذي لم تحدد قبول استقالته لم يحسم فيه حتى الآن، وعبرت عدد من المعلمات عن مخاوفهن من هذا الوضع، حيث أنهن ملزمات بالحضور للتوقيع حضوراً وانصرافاً في ظل عدم وجود طلاب، إلى جانب أن بعض المدارس مصرة على تنفيذ العملية التعليمية. وعلى صعيد آخر طالب موظفو جامعة حضرموت مجلس التنسيق لنقابات العاملين بالجامعات اليمنية الحكومية عدم التفاوض مع أي جهة كانت قبل إسقاط النظام الذي ساهم في إذلالهم وإذكاء الطائفية والمناطقية داخل الجامعات الحكومية، مناشدين فرع الاتحاد العام لنقابات عمال الجمهورية بالمحافظة دعوة اللجان النقابية في كافة قطاعات العمل والإنتاج إلى التجمهر للمطالبة بإسقاط السلطة الذي اتهموها بالفساد مما أدى إلى الظلم والاستبداد بحق الموظفين بشكل خاص والمواطنين بشكل عام. ودعا الموظفون في الاعتصام الذي يتواصل لليوم الثاني بعد إعلان انضمامهم إلى ثورة الشباب الداعية لتغيير النظام للمرة الثانية أعضاء هيئة التدريس ونقابتهم بالجامعة الانضمام إليهم للمطالبة بإسقاط النظام. وفي الاعتصام الذي استمر أربع ساعات أمام بوابة رئاسة الجامعة بالمكلا صباح أمس الاثنين رفع الموظفون شعارات تطالب بإسقاط السلطة مرددين شعار(يا أكاديمي يا دكتور وينك وينك من التغيير)، متمنين على أعضاء هيئة التدريس الانضمام إليهم.