وجد آلاف المتظاهرين المناوئين للسلطة أنفسهم ظهر أمس الجمعة في ساحة التغيير بصنعاء تحت وابل من الموت وبين الدماء، بعدما أمطرهم قناصة ملثمون بالرصاص الحي؛ حيث سقط أكثر من "45" شهيداً ومئات الجرحى. ووقع حمام الدم بعد الانتهاء من صلاة الجمعة التي اطلق عليها "جمعة الإنذار" شارك فيها آلاف المطالبين بإسقاط النظام أمام جامعة صنعاء وذلك بعد الصلاة بوقت قصير. وأكدت مصادر طبية أن عدد القتلى بلغ "46" على الأقل، إضافة إلى أكثر من "400" مصاب. وشوهدت الجثث إلى جانب عشرات المتظاهرين المضرجين بالدماء يتلقون العلاج داخل خيام العناية الصحية الخاصة باعتصام المعارضين للنظام في ساحة جامعة صنعاء. وأكدت مصادر ميدانية ل"أخبار اليوم" أن غالبية الجرحى أصيبوا في الرأس والعنق والصدر، وذكرت أن إطلاق النار من المباني المجاورة لساحة الاعتصام أمام الجامعة ، استمر حوالي ساعة ونصف، ليتجدد في وقت لاحق. وبدأ الرصاص ينهمر على المحتجين عندما حاول بعضهم تفكيك حاجز نصبه مناصرون للنظام من أجل قطع شارع يؤدي إلى ساحة جامعة صنعاء حيث يعتصم مناوئو النظام . وأشارت المصادر إلى أن الشرطة أطلقت بدورها الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين، فيما نفى رئيس الجمهورية ووزير الداخلية ذلك. وفيما يلي أسماء بعض الشهداء التي تسنى للصحيفة الحصول عليها: "عبد الغفار المتولى، إسماعيل المعمري، محمد القملاني، كمال محمد حسين سعيد، محمد حسن الشيباني، محمد العريفي، محمد القباء، عيسى الشامي، محمد الطويل، محمد الوصابي، علي احمد محمد الفلاحي، صلاح الشرماني، عمرو محمد سعيد البريهي، محمد حسين الثلايا، عرفات محمد الحمزة، ابراهيم محمد علي القادري، اسماعيل صالح احمد المعمري، امين احمد علي العريفي، أنور عبد الواحد صالح، جمال احمد عبد العليم سيف، حامد عبد الله علي، حمير محمد علي نصر علوي، خالد علي محمد الحزمي، عادل حسين موسى، عبد الباسط عبد الغفور المشولي، علي احمد محمد الحداء، علي علي الشاهري، قيس شوعي المليكي، كمال محمد حسين سعيد، محمد أحمد مثنى، محمد محمد فياء، محمد يحيى محمد القلالي، معين علي أحمد العريقي، منيب يفوز محمد الصغير، ناظم شهاب، نشوان عبد الرحمن عبد الكريم". وفي ساحة التغيير بصنعاء استشهد أحد الصحفيين اليمنيين أثناء تغطيته أحداث العنف التي طالت المعتصمين أمس الجمعة. ونعت نقابة الصحفيين اليمنيين الزميل/ جمال الشرعبي الذي استشهد أثناء تغطيته للمجزرة أمام جامعة صنعاء بعد صلاة الجمعة. وقدمت نقابة الصحفيين في بيان لها بالغ العزاء " إلى أسرة الصحفي جمال الشرعبي والأسرة الصحفية باستشهاد الزميل الشرعبي الذي لاقى ربه وهو يغطي المجزرة الدموية ضد المتظاهرين سلمياً. واستنكرت نقابة الصحفيين اليمنيين ماوصفتها بالمجزرة الدموية بحق المتظاهرين سلمياً، محملة السلطة كامل المسئولية عنها ، كما طالبتها بملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة . وجاء على الشريط الإخباري لقناة الجزيرة مساء أمس أن السلطات اليمنية تبعد قسراً مراسل الجزيرة الزميل "أحمد زيدان" وتبحث عن الزميل "عبدالحق صداح" لإبعاده. منظمة العفو الدولية من جهتها دعت السلطات اليمنية إلى ملاحقة المسؤولين عن "الهجوم المنسق" على المتظاهرين في صنعاء والذي "سيعمق الأزمة"، وتساءلت المنظمة عما إذا كانت السلطات تسيطر فعلاً على قواتها اليمنية". إلى ذلك أقر مجلس الدفاع الوطني اليمني في جلسته أمس برئاسة رئيس الجمهورية تشكيل لجنة للتحقيق في سقوط عشرات القتلى والجرحى في أحداث عنف وقعت عقب صلاة الجمعة، أثناء تظاهر المناهضين للنظام والمعتصمين أمام الساحة الرئيسية للجامعة وسط العاصمة. وتضمن القرار تشكيل لجنة من وزير العدل اليمني ووزيرة حقوق الإنسان، والنائب العام، والمحامي العام للدولة، وثلاثة أشخاص يتم اختيارهم من تحالف أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة الرئيسية باليمن)، على أن ترفع اللجنة تقريرها إلى مجلس الدفاع الوطني اليمني في أسرع وقت ممكن. وكان المجلس قد ناقش واستعرض الأوضاع الحالية باليمن، وخاصة تطورات الأحداث في صنعاء، واعتبرها بمثابة فتنة داخلية تهدد الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي والسلم والاستقرار، وعلى هذا الأساس أقر المجلس في ختام اجتماعه إعلان حالة الطوارئ في عموم البلاد لمدة "30" يوماً واتخاذ الإجراءات التنفيذية اللازمة لذلك.