تقع منطقة الحبيل أو "حبيل برق" إلى الشرق من منطقة باتيس م/ خنفر / أبين وتعرف منطقة الحبيل بمساحتها الجغرافية والكبيرة وطبيعتها الريفية وتزايد عدد سكانها.. والزائر لهذه المنطقة سيرى بأم عينيه بأنها منطقة تغيب عنها كثير من الخدمات الضرورية، بل أن هذه المنطقة كانت ومازالت خارج نطاق الاهتمام بشكل ملفت ومؤلم. مشكلة مياه الشرب أبرز مشاكل هذه المنطقة وللاقتراب من هذه المشكلة التي تمثل الشغل الشاغل لأهالي منطقة الحبيل .. صحيفة "أخبار اليوم" قامت بنزول ميداني وأجرت هذا الاستطلاع فإلى الحصيلة: * معاناة كبيرة: الشيخ / صالح علي صالح الحقيسي تحدث عن هذه المعاناة قائلاً: معاناة كبيرة ومؤلمة يعيشها أبناء منطقة الحبيل جراء مشكلة مياه الشرب وحقيقة وبكل وضوح أقول بأن تكاتف وتفاهم الأهالي هنا غائب أو شبه غائب ومطلوب من الأهالي أن يوحدوا خلافاتهم وجهودهم وكلمتهم فيما يتعلق باحتياجات هذه المنطقة. وأن جئنا للحديث عن مشروع المياه الذي لم ير النور إلى الآن نقول بأن الدولة أحياناً تقدم مشاريعاً خدمية وتنموية ولكن المشكلة أن هناك أيادي خفية تمارس فسادها وإفسادها في هذه المشاريع وفي العام 2006م وبعد الانتخابات استبشرنا خيراً في مشروع المياه الذي قيل بأنه سيعمل لأبناء المنطقة وطبعاً تم تسليم هذا المشروع لأناس من المنطقة، فتم إقامة خزان صغير قيل أنه باثنين مليون ريال وهو خزان صغير لا يفي بالغرض كذلك تم مد الأنابيب الحديدية بحجم ثلاثة هنش ونصف هنش وتم تشغيل هذا المشروع بعد 2006م ولفترة بسيطة وما حصل بعد ذلك هو عملية تلاعب، حيث تم تغيير الأنابيب الحديدة بأنابيب بلاستيكية، حتى البئر التي حفرت للمشروع تم الإدعا بأنه تم تسليمه إلى مدير عام المديرية ونحن هنا نأمل من الأخ محافظ المحافظة تشكيل لجنة للوقوف على هذه المشكلة ومحاسبة كل من تلاعب في هذا المشروع، كما أننا نأمل بتشكيل لجنة للمشروع من الناس المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة، خصوصاً وأن التعداد السكاني لهذه المنطقة يفوق 3000 نسمة وهناك زيادة سكانية مستمرة عاماً بعد عام ونأمل من الأهالي توحيد كلمتهم وموقفهم بما يخدم احتياجاتهم ومشاكلهم. * مشكلة يومية وهم دائم: من خلال الجولة التي قامت بها "أخبار اليوم" في هذه المنطقة النائية ذات الطابع الريفي لاحظنا فتى صغيراً متوجهاً في رحلة للبحث عن مياه الشرب، فسألناه عن مشكلة مياه الشرب، فأجاب متحدثاً بنبرة لا تخلو من حزن ورجاء قائلاً: هي مشكلة ومعاناة يومية في هذه المنطقة وأنا واحد من مجموعة كبيرة من فتيان المنطقة نقطع مسافات كبيرة بحثاً عن دبة ماء نشربها ولا أدري إلى متى ستستمر معاناتنا هذه.. وأن كان من شيء نأمله ونتمناه، فنحن نأمل ونتمنى سرعة إنجاز مشروع المياه الذي توقف منذ سنوات ونناشد الإخوة المسؤولين وجهات الاختصاص سرعة التفاعل مع مشكلتنا وشكراً لكم. * تشكيل لجنة لمحاسبة المتلاعبين بالمشروع: الأستاذ/ صالح علي حنش معلم تحدث عن معاناة أهالي منطقة الحبيل فيما يتعلق بمشكلة المياه قائلاً: نشكر في البداية صحيفة "أخبار اليوم" على نزولها إلى هذه المنطقة لتلمس هموم أبناءها ومشاكلهم.. ومثلما ترى المنطقة واسعة وكبيرة وعدد سكانها كبير ومتزايد عاماً بعد عام وسكان هذه المنطقة لم يأتوا إليها منذ سنة أو سنتين أو حتى عشر سنوات، بل هم موجودون هنا منذ سنوات وعقود كثيرة وأن جئنا للتطرق إلى مشاكل هذه المنطقة فهي كثيرة، منها مشكلة مياه الشرب، إضافة إلى مشاكل الكهرباء والتربية والخدمات الصحية وغيرها. وعن موضوع معاناة المواطنين من مشكلة مياه الشرب أقول بأنه ومع الانتخابات الرئاسية التي تمت في عام 2006م اعتمد لنا مشروع مياه وبنى خزان صغير في المنطقة ولكن طاقة هذا الخزان لا تكفي حاجة السكان الموجودين واقتنعنا وقلنا "كازوز ولاظلمة" مثلما قال المثل الشعبي "وبعد بناء الخزان ربطوا خط الضخ إلى الخزان وتوقف العمل وبعد فترة كملوا الشبكة وبعدها جاء أحدهم وهو عضو مجلس محلي من أبناء المنطقة قال: أنا مقاول من قبل الهيئة العامة لمياه الريف بعدها حاولنا التواصل مع مدير فرع هيئة مياه الريف فرفض التواصل مع الهيئة الإدارية لجمعية المستفيدين من مشروع المياه في هذه المنطقة وهذه الهيئة هي هيئة إدارية منتخبة وقانونية واستكملت كل الإجراءات القانونية ولكن رفض التعاون والاستماع لهذه الهيئة وتم التلاعب بوصول ومكونات هذا المشروع دون وازع أو ضمير ونناشد قيادة المحافظة ممثلة باللواء الزوعري تشكيل لجنة للتحقيق بما حصل لهذا المشروع ومحاسبة الفاسدين الذين نهبوا أموال هذا المشروع وحرموا آلاف الأهالي من مياه الشرب. * نناشد المحافظ الجديد: عن مشروع مياه الحبيل التقينا بالأخ الأستاذ/ صالح أحمد رئيس جمعية المستفيدين من هذا المشروع فتحدث قائلاً: مشروع المياه غاب بسبب أفعال وتصرفات الطواهش الذين حرموا الأهالي من هذا المشروع وبكل تأكيد نحن مستمرون في المتابعة وإعادة هذا المشروع لما يمثله من أهمية كبيرة لأهالي وأبناء المنطقة وطبعاً نحن تلقينا كثيراً من الوعود ولكنها وعود لم تر النور إلى الآن ونرفع مناشدتنا إلى الأخ اللواء / صالح حسين الزوعري المحافظ الجديد لمحافظة أبين للتدخل العاجل والنظر بعين الإنسانية لمعاناة الأهالي الذين ملوا كثر الانتظار شاكراً لكم هذا النزول الميداني، متمنياً لصحيفة "أخبار اليوم" التوفيق والنجاح والتميز الإعلامي المستمر. * معاناة وظروف معيشية صعبة: الأخ/ محسن سعيد علي تحدث قائلاً: يقطع المواطنون مسافات كبيرة بحثاً عن مياه الشرب.. ومع أهمية هذه المنطقة وعدد سكانها الكبير إلا أن هناك تجاهلاً وغياب التفاعل من جهات الاختصاص ولا ندري لماذا هذا التجاهل.. وعبر صحيفتكم الغراء نأمل من جهات الاختصاص سرعة التفاعل مع مشكلتنا ومعاناتنا كون الأهالي ظروفهم المعيشية صعبة للغاية وغالبيتهم يعتمدون على الرعي. ويضيف الأخ/ فوزي أبو بكر من أبناء منطقة الحبيل في الحقيقة نأمل ونناشد جهات الاختصاص بسرعة استكمال وانجاز مشروع مياه الحبيل وهذا الانجاز والاستكمال لا يحتاج إلا مبالغ طائلة ونحث أهالي ومواطني المنطقة إلى توحيد كلمتهم بما من شأنه أن يحقق مصالح المنطقة، خصوصاً من المشاريع الخدمية المختلفة، شاكرين لكم ولصحيفة "أخبار اليوم" هذا النزول.