أقدمت قوات الأمن المركزي بمعية الحرس الجمهوري يوم أمس على إطلاق النار الكثيف باتجاه مسيرة سلمية شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين في جولة سوفتيل الواقعة بالقرب من القصر الجمهوري بنحو ألفي متر.. وأسفر الاعتداء الذي أستخدم فيه خراطيم المياه والهراوات وحجارة البلطجية عن إصابة 41 شخصاً بالرصاص الحي، 6 حالات منهم وصفت بالخطيرة، بينهم امرأة تم قنصها أثناء رميها للمتظاهرين بالبصل والمياه من شرفة منزلها , فيما بلغ عدد المصابين بجروح مختلفة 196 شخصاً نتيجة الحجارة والضرب بالعصي، إضافة إلى حالات الاختناقات التي تعرض لها أكثر من "300" شخص من المشاركين في المسيرة نتيجة القنابل الغازية المسيلة للدموع , فيما وصل عدد المعتقلين من قبل قوات السلطة إلى "54" حسب إحصائيات حقوقية . وقال ضرار هائل علي الذي يبلغ من العمر "18" عاماً وأصيب برصاصة في الظهر نفذت من بطنه، مما أدى إلى استئصال جزء من أمعائه.. قال بصعوبة إن الرصاصة أصابته بعد انسحابهم من المسيرة، حيث قام العسكر بمطاردتهم وإطلاق النار نحوهم, والاعتداء عليهم بالرصاص والهراوات واعتقال العديد منهم وهو ما أكده شهود عيان، والذين قالوا إنه لم يسلم حتى محامين وحقوقيين من الاعتداء، حيث تعرض المحامي/ بسام أمين لكسر في يده وضرب مبرح . وفي تصعيد فريد أقدمت مجاميع مسلحة وبدعم من بعض القيادات الموالية للسلطة بالمحافظة على رشق السيارات المتطوعة بإسعاف المصابين بالحجارة، مما أدى إلى تهميش بعضها . وفي سياق متصل نفذ آلاف النساء عصر أمس مسيرة سلمية جابت بعض شوارع المحافظة قبل وصولهن لساحة الحرية، مرددات الهتافات المطالبة بإسقاط النظام ومعلنات عن رفضهن لأي حوار أو وساطة إلا بعد رحيل النظام . وعلى صعيد مشابه نفذ آلاف العاملين في القطاع لخاص والعام عصر أمس أيضاً مسيرة سلمية للتنديد بالمجازر التي ترتكبها السلطة تجاه المعتصمين السلميين، كما طالب العاملون بمحاكمة النظام، مجددين رفضهم لأي مبادرة لا تنص على الرحيل الفوري للسلطة . هذا وشهدت محافظة تعز يوم أمس أيضاً وقفة احتجاجية لمعلمي المحافظة أمام مبنى التربية والتعليم للمطالبة بحقوقهم القانونية ، بمشاركة العديد من الطلاب المحتجين على موعد الامتحانات الذي قالوا إنه تم تحديد موعده في ظروف غير ملائمة . إلى ذلك استقبلت ساحة الحرية مساء أمس وفداً رفيع المستوى من أبناء محافظة الضالع الذين أكدوا وقوفهم إلى جانب أبناء الحالمة، لافتين إلى أن الهدف المتمثل في إسقاط النظام أضحى مشتركاً بين الجميع . يذكر أن الاعتداء يأتي بعد يوم من إقالة قائد الحرس الجهوري إثر اعتداء أفراده على رئيس جامعة تعز وهو القرار الذي لاقى ارتياح المحافظ وجعله يعدل عن قراره بعدم العودة إلى مكتبه في المحافظة . إلى ذلك قامت عناصر من ضباط الحرس الجمهوري في مدينة تعز أمس الاثنين بالاعتداء الوحشي على الأستاذ / محمد سيف عبداللطيف عضو مجلس النواب عن الدائرة 46 بمحافظة تعز وقاموا بالاستيلاء على جهاز تلفونه السيار ومسدسه الشخصي وبعض مقتنياته الشخصية الأخرى التي كانت بحوزته وتلفظوا عليه بألفاظ مسيئة في محل إقامته في مدينة تعز وبدون مبرر يذكر وفي واحدة من الأعمال والتصرفات المسيئة للقيم والأخلاق والأعراف وبصورة تعسفية لا يمكن وصفها .. الأستاذ / محمد سيف عبداللطيف أحد الشخصيات البارزة في منطقة ميراب مديرية بمقبنة قدم استقالته من عضوية الحزب الحاكم والبرلمان في بداية الثورة الشبابية قبل شهرين ونصف وليست لديه أية خصومة مع أحد واستغرب الرجل عند الاتصال به هذا التصرف الهمجي واللاإنساني وقال إنه محتفظ بحقه في مقاضاة الجهة المسؤولة عن الاعتداء عليه. وناشد عبداللطيف منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان بتوثيق مثل هذه الجرائم والأفعال المشينة التي تندرج ضمن الجرائم الإنسانية وتستحق مقاضاة ومحاسبة من يقدمون عليها إن عاجلاً أو آجلاً حسب قوله.