دارت أمس الأربعاء معركة عنيفة استمرت لأكثر من "5" ساعات مساء بأمانة العاصمة صنعاء بين قوات من الحرس الجمهوري والأمن المركزي وعناصر مدنية مسلحة حاولوا اقتحام ساحة التغيير وبين قوات الجيش التابعة للفرقة الأولى مدرع التي تمكنت من صد عملية اقتحام نفذتها قوات الحرس والأمن من اتجاه الدائري وشارع الزراعة. وحسب مصادر ميدانية فقد استشهد "12" شخصاً وجرح العشرات بالرصاص الحي ,إضافة إلى إصابة المئات بالغاز السام، فيما سُمع دوي انفجار عنيف هز شارع الزراعة وأثار الرعب في أوساط السكان، مشيرة إلى إصابة عدد من جنود الفرقة أثناء عملية التصدي. وجاءت اعتداءات قوات الأمن خلال قيامها بمنع متظاهرين من الوصول لمقر رئاسة الوزراء وسط العاصمة. وقال مصدر طبي في المستشفى الميداني بساحة التغيير في تصريحات إعلامية إن "12" شخصاً قتلوا بالرصاص الحي وأصيب أكثر من" 100" شخص بجروح وحالات اختناق بالغاز السام ,بينهم "32" أصيبوا بطلقات الرصاص الحي. واستمر إطلاق الرصاص الحي من قبل قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي والشرطة العسكرية وبلاطجة النظام ضد المتظاهرين سلمياً المحاصرين في جوار بنك الدم حتى العاشرة والنصف مساءً. وذكر شهود عيان أن المتظاهرين المحاصرين تعرضوا للقنص من قبل رجال أمن اعتلوا أسطح المنازل المجاورة لبنك الدم بحي الزراعة،ما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن "10" متظاهرين وجرح المئات حالة بعضهم حرجة. وتجمع المتظاهرون بعد صلاة المغرب أمام بنك الدم ، وحينها تم إطفاء الكهرباء وإطلاق النار بشكل عشوائي عليهم ومطاردتهم بالحارات وصولاً إلى أمام ساحة التغيير بشارع الزراعة ,كما اعتقلت قوات الأمن مجموعة من المتظاهرين بينهم عدد من المصابين. وقام عدد من بلاطجة النظام بمحاصرة المحلات التجارية في حي الزراعة ؛لجأ إليها عدد من المتظاهرين والجرحى جراء المجزرة ، في حين اعتدت أعداد أخرى من البلاطجة على المحلات التجارية بشارع جمال على خلفية استجابتهم لدعوة العصيان المدني التي وجهها شباب الثورة. وكان نحو "10" آلاف شاب بدأوا بالزحف السلمي نحو رئاسة الوزراء في العاصمة عصر أمس الأربعاء بعد دعوة أطلقتها بعض ائتلافات شباب الثورة في ساحة التغيير للسيطرة على المؤسسات الحكومية كخطة أولية لإسقاط النظام. وفي سياق متصل دعت اللجنة التنظيمية لشباب الثورة أبناء الشعب اليمني لاحتشاد الملايين في جمعة الحسم.. وأثارت المجازر التي طالت المعتصمين باليمن ردود أفعال دولية ومحلية نددت بشدة بالقمع والعنف الذي شهدته عدد من المدن اليمنية.. من جهتها استنكرت هيئة علماء اليمن ما يحدث من قتل للمتظاهرين سلمياً ,مناشدة أبناء القوات المسلحة والأمن رفض أوامر إطلاق النار, لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق..