أكد الدكتور/ محمد العباهي مدير عام المستشفى الميداني بساحة التغيير على ضرورة مواصلة الدور الإنساني الذي يقوم به المستشفى في مداواة المصابين والجرحى وتقديم الخدمات المجانية للمحتاجين المعتصمين في الساحة، بعد مرور ثلاثة أشهر على إنشائه. جاء ذلك في ملتقى الأطباء المتطوعين في المستشفى الميداني الذي عقد مساء أمس لتقييم تجربة المستشفى وتطوير أدائه، من خلال توسيع نطاق الخدمات وإعادة ترتيب أقسام المستشفى بحيث تتسع لأكبر قدر من الجرحى والمصابين بالتزامن مع برنامج التصعيد الذي أعلنه الثوار بعد مرور ما يقرب من مائة يوم على الثورة اليمنية. وفي كلمته بالملتقى شكر الدكتور العباهي كافة الزملاء الذين تقاطروا لأداء الواجب الإنساني تجاه ما يتعرض له إخوانهم المعتصمون بساحات التغيير في مختلف محافظات الجمهورية، وتحدث الدكتور العباهي عن الإمكانيات التي بدأ بها المستشفى الميداني في أول أيام اندلاع الثورة -بداية فبراير الماضي- حيث بدأ بخيمة طبية صغيرة بجوار المنصة أمام جامعة صنعاء لإسعاف المصابين من شباب الثورة، وأكد العباهي أنه ومع سقوط أول شهيد برصاص الأمن المركزي (الشاب عوض السريحي) وعشرات الجرحى بدأت التحديات والصعوبات مع ضعف الإمكانيات وقلة الكادر، لكن ومع استجابة العاملين في القطاع الصحي وانضمامهم للثورة وتقديم الخدمات الطبية للمعتصمين، كما يقول العباهي، هو ما شجع على إنشاء مستشفى ميداني والذي اتخذ من مقر نادي النهضة الملحق بجامع الجامعة الجديدة مكانا لإقامة هذا المرفق الحيوي الهام للاعتصامات السلمية، مع استجابة الموطنين من أبناء اليمن بالدعم السخي، وتقدمت الجمعية الطبية الخيرية والهلال الأخضر اليمني لوضع اللبنة الأولى وبسخاء وصل إلى ملايين الريالات من أول يوم من إنشائه. ويضيف مدير عام المستشفى الميداني بان خدمات المستشفى توسعت بتبرع الميسورين بتجهيز صالة عمليات، بالإضافة إلى توسيع المساحة، حيث تم تجهيز مسجد الجامعة كقسم للرقود، مع إضافة الجمعية الطبية الخيرية 6 إلى 7 سيارات إسعاف جديدة خاصة بالمستشفى وجهاز تصوير أشعة متحرك، وجهاز أشعة تلفزيوني، مشيرا إلى أن المستشفى قام بالعديد من العمليات الإسعافية والمتوسطة وإيقاف نزيف وتثبيت كسور وتدخلات جراحية مثل إصابات الصدر، إنعاش المرضى، وإعطائهم السوائل والدم المتوفر في المستشفى، وانعاش القلب الرئوي لحالات توقف القلب نتيجة الصدمة الوعائية، بسبب النزيف، وغيرها. وأضاف الدكتور العباهي أن المستشفى يتسع حاليا ل 60 سريراً تقريبا، ويشمل مختلف التخصصات، خاصة الجراحة ويصل الكادر الطبي المتطوع إلى 4500 طبيب وصحي وممرض ذكورا وإناثا ممن سجلوا أسماءهم وأرقام هواتفهم، بينما يناوب أكثر من 200 كادر طبي يوميا ويستقبل المستشفى وحده يوميا دون الخيام الطبية والفرق الإسعافية ما يقارب 200 حالة مابين مريض جديد ومراجع وتوجد 8 خيام طبية + مركز طبي لتقديم الخدمات الطبية عبر كادر من الأطباء والممرضين والصيادلة بالمناوبة مع مشرف ومنسق لكل خيمة ويصل متوسط عدد المستفيدين في اليوم الواحد من الخيام الطبية 1200- 1300 شخص، ويتوف حاليا للمستشفى 7 سيارات إسعاف تتواجد باستمرار أمام المستشفى الميداني. كما أن هناك 16 سيارة إسعاف تحت الطلب، وتملكها المستشفيات الخاصة. وتسعى إدارة المستشفى الميداني حاليا إلى الاستفادة من مساحة جامع الجامعة وتقسيمها إلى غرفتين للعمليات وغرفة للأشعة ومكان للشهداء بالإضافة إلى تجهيز الطابق العلوي للجامع مكانا للصحفيين والإعلاميين الذين يتوافدون لتغطية ضحايا المجازر وتصوير الجرحى والشهداء إضافة إلى تدشين حملات توعوية في الساحة وعلى المنصة في كيفية "تسعف نفسك بنفسك؟" والتعامل مع الغازات السامة وحالات الطوارئ يأتي ذلك بعد استعداد شباب الثورة للتصعيد القادم الذي أعلنوه من خلال آلياتهم وبرامجهم. الجدير بالذكر أن المستشفى الميداني والمستشفيات الخاصة المتعاونة عانت الأربعاء الدامي في 11 مايو من ازدياد الجرحى جراء المجزرة التي شهدها حي الإذاعة وسقط فيها قرابة236 جريحاً بالرصاص الحي فقط، ويفيد مسؤول الإعلام بلجنة الخدمات الطبية بساحة التغيير د. أمين العامري أن مستشفى العلوم والتكنولوجيا وحده ظل يعمل على مدار يومين متتاليين لإجراء عمليات جراحية للمصابين بالرصاص الحي، مضيفا: أن 236 جريحاً يعني إجراء عمليات جراحية بنفس العدد، وهو ما يعني ضرورة توسيع الخدمة وتطويرها تحسبا لأي طارئ /لا سمح الله، في مرحلة التصعيد التي قررها الشباب.