أظن وبعض الظن ليس إثما بأن لجنة الانضباط بالاتحاد العام لكرة القدم قد ركب رأسها ألف شيطان وشيطان، واستخدمت أسلوب العناد في إجبار الأندية على إقامة مباريات الدوري المتبقية في ظروف لا يحسدنا عليها أحد. وإذا كان الهدف من إقامة أي دوري هو تنظيم مسابقة في أي مكان هو لاكتشاف لاعبين يخدمون المنتخبات الوطنية، فإن هذه المعادلة لن تتحقق في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها البلد، فالعاصمة صنعاء تحت القصف والطريق إلى الظرافي مقطوعة ومدينة الثورة ملغومة وملعب شعب صنعاء على طريق ساحة اعتصام.. تلك معطيات الوضع البائس التي تعيشه اليمن ولا يمكن أن يحسدنا عليها أحد أو يتمنى أنه في موقفنا.. بالحالة هذه لا يمكن للكرة أن تتطور ولا يمكن أن يلعب اللاعبون إلا كإسقاط واجب في دوري أصبح بلا طعم ولا لون ولا رائحة!. كنت قد اعتزمت عمل تحقيق حول هذا الموضوع لكن نبرة رئيس لجنة المسابقات جعلتني أتراجع ألف خطوة للخلف، حيث قال لي إنه بعد الإحداث الجارية وتعثر إقامة أربع مباريات في الأسبوع الفائت بأنه يرى من الضرورة بمكان أن يتم إعلان قرار بإلغاء الدوري والالتفاف حول الوطن في المرحلة الراهنة والصعبة من تاريخ الوطن.. وطالب الكابتن أحمد مهدي سالم قيادة الاتحاد أن يكون لها موقف جاد مصدره الرياضة ومعانيها.. معبرا عن رأيه الشخصي بأنه في الوقت الحالي لا يفكر بالرياضة بقدر التفكير بالإحداث الجارية التي تمس البلد، فمنزله في زنجبار تعرض للقصف وأصيب عدد من أفراد عائلته، وباص نادي حسان تم سرقته والأندية المسافرة من صنعاء إلى أية مدينة أخرى لا تؤمن على نفسها من الاختطاف في أي مكان ومن أية جهة. فماذا بقى ليقف الجميع وينظر إلى الأوضاع والأحوال، ويتخذ قرار الإيقاف لدوري لم يعد قادرا على استقطاب حتى الفرق والأندية المشاركة والتي تتساقط جولة بعد أخرى . الجولة الماضية فشلت بالخروج بإقامة سبع مباريات كما كان مخطط لها، حيث رفض الفتيان (شعب صنعاء) المغادرة إلى البيضاء، وواصل حسان غيابه بسبب الظروف التي دخلت فيها مدينته زنجبار حالة حرب حقيقية، وعلى المنوال نفسه كان رشيد تعز يغيب عن لقاء ملعب الشهداء الذي كان سيجمعه بالعروبة، وتكرر الحال ودخل الشعب حضرموت السكة وغاب عن لقائه مع الشعب إب .. وعلى ذلك لن تقم من الجولة سوى ثلاث مباريات من أصل سبع.. فماذا بقى لأصحاب القرار؟!.. ولماذا يستمر العناد؟.. مصلحة الجميع إيقاف الدوري.. أما دون ذلك فهي متاهات لا تلبي طموح أحد مهما حاول البعض الكذب وتغيير الوضع بحديث بعيد عن الحقيقة. الآن الأمر مطروح باتجاه قيادة الاتحاد لتقدم الإفادة للجميع.. بما يريد من استمرار الدوري بتلك الوضعية الهزيلة التي تسيء لها أكثر مما تفيدها .. فسياسة شد الحبل التي يتم التعامل بها لن تجدي، وسيكون على الأندية اتخاذ قرار لها بعصيان ورفض خوض المباريات في هذه الظروف.. فماذا أنتم فاعلون إن حصل ذلك!!.