جرت مساء أمس في نقطة دوفس بالقرب من منطقة الكود بمحافظة أبين مواجهات عنيفة جداً بين وحدتين من اللواء 39 و201 القادمة من عدن إلى نقطة دوفس لتعزيز اللواء 25 ميكا والمسلحين وبحسب شهود عيان ل"أخبار اليوم" أن الوحدتين العسكريتين قد تكبدتا خسائر كبيرة في العتاد والأفراد جراء الهجوم المباغت الذي شنه المسلحون مما دفع ببعض الجنود من الوحدتين لانسحاب إلى محافظة عدن واستولت تلك العناصر على العتاد والأسلحة. وأفادوا أن الاشتباكات المسلحة أسفرت عن استشهاد وجرح عدد كبير من الجنود تراوح عددهم بين 50 70 وأنهم نقلوا إلى العلاج في مستشفيات عدن. وكانت الاشتباكات المسلحة التي جرت أمس بين وحدتين من اللواء 39 و 201 أسفر عنها جرح "22" جندياً واستشهاد آخر ومقتل وإصابة العديد من المسلحين في المواجهات والقصف المدفعي والطيران الحربي الذي طال مواقع تمركزهم في سور يقع مدخل مدينة الكود بين الأبحاث والقرنعة ومناطق أخرى شمال شرق مدينة الكود، كما منعت القوة العسكرية المرابطة في منطقة دوفس والعلم تنقل المواطنين بين محافظتي عدنوأبين والعكس. وقد دخلت المواجهات العسكرية بين اللواء 25 ميكا والعناصر المسلحة أمس أسبوعها الثاني بعد سيطرة المسلحين الجمعة الماضية على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين. حيث شهدت محافظة أبين خلال أمس وأمس الأول مواجهات مسلحة وقصف مدفعي وطيران استهدف العناصر المسلحة نتج عنها مقتل العشرات بينهم أشخاص قصفتهم طائرة في منطقة الطرية شمال مدينة زنجبار كانوا على متن سيارة، بالإضافة إلى مقتل 4 مدنيين. وكانت مدينة زنجبار التي سيطر عليها المسلحين يوم الجمعة الماضية قد استولوا على المقار الأمنية والمرافق الحكومية وعبثوا بها وفشلوا في السيطرة على اللواء 25 ميكا، حيث نتج عن تلك المواجهات المستمرة حتى كتابة هذا الخبر استشهاد العديد من الجنود والمواطنين الأبرياء الذين تركوا منازلهم ونزحوا إلى عدد من محافظات الجمهورية بحثاً عن الأمن والاستقرار بعد أن عاشوا أياماً صعبة جراء القصف المدفعي الذي طال منازلهم وانقطاع التيار الكهربائي والمياه عن مدينة زنجبار والتي وصفها الكثير بأنها أصبحت مدينة أشباح. من جانبه قال الناشط السياسي في عدن نبيل غانم أن الأحداث التي شهدتها المحافظة لم تكن واضحة منذ البداية، مستغرباً أن يكون أفراد مسلحين بأسلحة خفيفة ومتوسطة قادرون أن يسيطروا على مراكز قوى رئيسية في أبين، لافتاً إلى أن المدهش في هذه العملية أن محافظ أبين الذي كان في السابق نائباً لوزير الداخلية أن يترك المحافظة وذهب هارباً كونه غير مسؤول عن رعيته أبناء أبين، مشيراً إلى أن هذه القوى التي تطلق على نفسها أنصار الشريعة كيف تبرر رسالة سفك الدماء كون ذلك لا يجوز لها، بالإضافة إلى الخطط التي يعلنوها بأن بعد أبين سيأتوا إلى محافظة عدن، موضحاً أن تلك الجماعات مادامت ضد النظام، لماذا لا يعلنوا انضمامهم للشباب في ساحات الحرية والتغيير؟!. لكي يتم القطع على النظام العذر الذي يتحجج به حول الإرهاب وتخويف العالم بأنه إذا ترك اليمن ستكون ملاذاً للإرهابيين. وطالب الناشط السياسي غانم في تصريحه كل الحركات الإسلامية وغير إسلامية والحراك والثورة السلمية أن ينحازوا لهدف وأحد لإزاحة هذا النظام وستكون اليمن أكثر أمناً، مطالباً أيضاً الشرفاء في المؤتمر الشعبي العام أن يكون لهم دور فاعل في المرحلة وأن يثقوا بأنه سيكون لهم دور في المستقبل والنظام القادم وأن لا يشكلوا كياناً وسيجدوا كل شباب الثورة صدورهم مفتوحة كونهم أبناء لهذا الوطن ولا يمكن لأي طرف من الأطراف أن يقصى الطرف الآخر، مشيراً إلى أن أمين عام الحراك السلمي عمل على إلغاء فكرة الارتباط والانفصال وهذه هدية من الحراك للشباب. واختتم تصريحه بالقول إن العناصر المسلحة التي أسقطت زنجبار هي خدمت النظام فيجب عليها ترك هذه الأعمال وانضمامها إلى ثورة الشباب.