الوضع مأساوي للغاية وخطير كثيرا، ولا يسمح باستمرار دحرجة كرة قدم عبر استمرار الدوري في الملاعب اليمنية، وذلك بسبب ما تعيشه اليمن من أوضاع ثورية ضد هذا النظام الذي يراه شباب الثورة.. نظام فاسد.. وفاشل ومستبد.. وظالم.. نظام جثم على أنفاس اليمنيين 33 عاما. فجاءت الفرصة مع الثورات العربية للتغيير، فوجدها الشباب اليمني فرصة حتى تتم الثورة اليمنية وترى النور ببزوغها لتستمر أكثر من أربعه أشهر.. ومازالت مستمرة بكل وتيرة وعزيمة شديدة، ينشدونها ويتمنون تحقيق حلمهم مثلهم مثل بقية الثورات العربية التي حدثت في بعض الدول العربية، مثل تونس ومصر، ولازالت تجري في كثير من الدول العربية، ولكن الغريب في ثورة اليمن والعامل غير المشترك مثل ثورة مصر، أن فيها الرياضيين من لاعبين لم يشاركوا بها أو ينغمسوا فيها مثل ثورة مصر، لا ندري هو جبن منهم ومواقفهم؟ أو عدم اهتمام بالثورة؟.. أم هو خوفا من انعدام مصالحهم؟!، لا يهمنا هذا.. ولا هو موضوعنا أيضا، لأن موضوعنا عن الدوري اليمني.. والكرة اليمنية بشكل عام، في ظل هذا الأوضاع الحرجة التي زادت مرضا بدورينا اليمني، كونه دوري تعيس لا يرتقي بذلك المستوى من كل موسم، فزاد هذا الموسم سواءً وازداد أسوأ بالثورة التي لم ترحمه وتكاد تميته بالأسبوع (سبع مرات) وبسبب معادة اتحاد الكرة لها. والغريب في بلد دورينا هذا وما يعيشه من وضع مأساوي، هو انعدام الأساسيات للمواطن اليمني بسبب خطورة الوضع، فتخيل عزيزي القارئ ففي الأراضي اليمنية والمدينةصنعاء بالتحديد تعيش حالة بائسة ويأسه لا كهرباء متواجدة بالعاصمة ولا ماء أيضا، بل حتى كرة القدم غير موجودة أصلا في الأيام العادية، لكن؟ اتحاد الكرة جعلها ويريد أن يجعلها موجودة هذه الأيام، ويغامر بها بقراراته السياسية الخبيثة وموقفه في أن يقام دوري في ظل هذا الأوضاع الخطيرة، وكان الاتحاد اليمني (جن جنونه) وهو يأمر بممارسة الكرة اليمنية على أنغام الكلاشنكوف والمدافع وكل قاذفات الآربيجي، ومع هذا يصير على أن يستأنف الدوري اليمني بعد أن توقف مسبقا لحدوث هذه الثورة السلمية.. ثم مع اشتداد المعارك الطاحنة وفي القريب من المدينة الرياضية التي تؤكد مصادر أن الملاعب والمنشآت الرياضية أصبحت ثكنات عسكرية ويملئونها مسلحون يتبعون الحزب الحاكم، والاتحاد اليمني يغمض عينيه تجاه هذا، ويصر على أن الأوضاع بخير والجو مازال بديع وربيع، والدنيا تمام التمام، وما يحدث هو مجرد مسرحيات هزلية أو لعب أطفال ومشاكل لا تهم دورينا (العالمي!) بحسب تفكير الاتحاد.. ولعب الدوري أهم بنظره، فلم يستمع.. وينصت أو حتى يعقل، إلا بعد أن اشتد الوضع وفي الوقت الحرج يعلن توقيفه الدوري إلى أجل غير مسمى، ومازال يراهن على أن يلعب دون حدوث أية مشكلة. فباله عليكم.. هل شاهدتم بمثل هذا الاتحاد من بين الاتحادات في العالم؟!.. وهل شاهدتم (مغامر منتحر) من بين الاتحادات الأهلية في المنطقة مثل الاتحاد اليمني؟!.. عندما يصر على أن يلعب والوضع خطير ولا يحتمل التفكير.. أو الصبر.. أو اجتماع في إصدار.. قرار أو أمر بتوقيف الدوري أو إلغائه، نعرف أنها (سياسة اتحاد) ونعرف أنها مزايدة أيضا في حب وطنهم، ولكن عندما تتحول هذه المزايدة على حساب حيات لاعبينا ودمائهم البرية الذي تكاد تقتلهم بسبب (عنجهية) هذا الاتحاد.. فماذا سيقول؟ وبماذا سيرد اتحاد الكرة؟.. هل سيعتبرهم شهداء للوطن من الرياضيين.. وهو يعلم علم اليقين أنه نفسه من أصدر أوامره بلعب دوري على (خط النيران) المشتعلة (!!!).. أعتقد أن الموضوع معروف، وهو أن اتحادنا اليمني لا يهمه إقامة دوري.. ولا يهمه دحرجة كرة.. ولا يهمه حتى إقامة مباراة واحدا فقط، غير الذي يهمه هو كيف ألمعُ نفسي وأتسلق لكسب منصب سياسي مستقبليا، وعبر مقعد اتحاد الكرة.. وطز في الكرة اليمنية وفي لاعبيها.. فهل وصلت الرسالة عزيزي القارئ!!.. أتمنى أنها قد وصلت!!.. وكفى!.