بمزيج من المواهب الجديدة واللاعبين المخضرمين يخوض المنتخب البرازيلي لكرة القدم بقيادة مديره الفني مانو مينزيس رحلة الدفاع عن لقبه في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) التي تستضيفها الأرجنتين من الأول إلى 24 يوليو المقبل.. ويخوض مينزيس هذه البطولة بثقة كبيرة ورغبة جادة في تقديم دور جيد وعروض رائعة وقيادة الفريق نحو الفوز بلقب البطولة في أول اختبار رسمي وجاد له مع الفريق الذي يأمل في الاستعداد الجيد لبطولة كأس العالم 2014م التي تستضيفها بلاده والتي يرغب في أن تشهد تتويجه باللقب العالمي السادس. ويضع مينزيس ثقة كبيرة في اللاعبين الجدد الذين أعلنوا بقوة عن موهبتهم الرائعة من خلال مسيرتهم مع الأندية البرازيلية في آخر عامين ومنهم لوكاس نجم خط وسط ساو باولو ولياندرو دامياو مهاجم انترناسيونال والفتى الذهبي نيمار نجم فريق سانتوس والمرشح الأقوى ليصبح النجم الأول للمنتخب البرازيلي في السنوات القليلة المقبلة، ولكن مينزيس صاحب الخبرة الهائلة لا يرغب في المجازفة بشكل كبير مما دفع إلى المزج بين حماس ونشاط لاعبيه الشبان وخبرة اللاعبين المخضرمين مثل المهاجم البارز روبينيو الذي استعاد بعض بريقه في الموسم المنقضي من خلال عدة عروض رائعة مع فريق ميلان الإيطالي. كما وضع مينزيس دفاع وصمام أمان المنتخب البرازيلي بين يدي اللاعبين أصحاب الخبرة بداية من حارس المرمى جوليو سيزار نجم إنتر ميلان الإيطالي ومرورا بنجوم الدفاع لوسيو في القلب ومايكون في الناحية اليمنى وداني ألفيش الذي سيغير مكانه ليلعب في الناحية اليمنى.. وينتظر أن يساعد هذا التشكيل الصلد لخط الدفاع المدرب مينزيس على اتباع طريقة هجومية والدفع بتشكيل هجومي أفضل مما كان لدى سلفه كارلوس دونجا.. ونال دونجا انتقادات عنيفة بسبب الأداء الهجومي المتحفظ الذي اتبعه خلال فترة توليه المسئولية والذي وصفه كثيرون بأنه هجوم بلا أنياب.. وتزايدت حدة الانتقادات بعد خروج الفريق صفر اليدين من بطولة كأس العالم 2010م بجنوب أفريقيا إثر هزيمته (1/2) أمام المنتخب الهولندي في دور الثمانية للبطولة ليرحل دونجا ويخلفه مينزيس. وبدلا من طريقة اللعب (5/3/2) التي اتبعها دونجا يؤكد مينزيس أنه سيلجأ - دائما - للتركيز على لاعبين اثنين فقط في قلب الدفاع مع وعد بالاعتماد على ثلاثة مهاجمين إذا كانت الفرصة سانحة بينما سيستعين في المباريات الأكثر صعوبة بلاعب في خط الوسط تكون مهمته الأساسية تمويل رأسي الحربة بالكرات بشكل دائم.. ويحوم الكم الأكبر من الشكوك حول قدرات خط وسط الفريق في ظل غياب كاكا الذي كان العقل المفكر للفريق وصانع اللعب الأساسي في بطولتي كأس القارات 2009م وكأس العالم 2010م بجنوب أفريقيا. واضطر مينزيس إلى استبعاد كاكا من قائمة الفريق المشاركة في بطولة كوبا أمريكا بعد معاناة اللاعب في استعادة مستواه المعهود خلال الموسم المنقضي مع فريقه ريال مدريد الإسباني.. وأصبح كاكا بحاجة إلى الحصول على بعض الراحة قبل بدء محاولاته مجددا لاستعادة مستواه المعهود والذي فقده بالفعل بعد الجراحة التي أجراها في الركبة عقب انتهاء مشاركة فريقه في كأس العالم 2010م بجنوب أفريقيا، ولكن مينزيس لم يستقر بعد على اللاعب الذي يمكنه تعويض غياب كاكا والقيام بدور (الجسر) الذي يربط بين خطي الوسط والهجوم.. ويمتلك المنتخب البرازيلي عددا من البدائل لقيادة خط هجوم الفريق في كوبا أمريكا من خلال وجود كل من روبينيو وألكسندر باتو ونيمار ولياندرو دامياو. وذكر تيلمو زانيني المحلل الرياضي في قناة "سبور.تي.في" البرازيلية أن مينزيس سيخوض كوبا أمريكا بفريق (قوي) ولكن احتمالات فوزه باللقب تبدو ضئيلة.. وقال: "فوز المنتخب البرازيلي بلقب كوبا أمريكا في الأرجنتين سيكون صعبا للغاية لأن المنتخب الأرجنتيني سيخوض البطولة على أرضه ويضم بين صفوفه اللاعب الخطير (ليونيل) ميسي كما لم يفز الفريق بأي لقب منذ 1993م مما سيدفعه لبذل كل ما بوسعه من أجل الفوز باللقب". ولم يقدم المنتخب البرازيلي بقيادة مينزيس العرض القوي المنتظر منه في المباراة الودية أمام نظيره الأرجنتيني والتي أقيمت في نوفمبر الماضي بالعاصمة القطرية الدوحة وانتهت لصالح التانجو الأرجنتيني بهدف نظيف سجله ميسي في اللحظات الأخيرة من المباراة.. ولم يعد مينزيس البرازيليين بإحراز لقب كوبا أمريكا هذا العام، كما أشار إلى أن تقديم عروض جيدة في كوبا أمريكا لا يعني بالضرورة تزايد احتمالات فوز الفريق بلقب كأس العالم للمرة السادسة في تاريخه.. وأوضح مينزيس "سبق لنا الفوز بلقب كأس العالم بعد خسارة كوبا أمريكا كما سبق لنا السقوط في كأس العالم بعد فوزنا بلقبي كوبا أمريكا وكأس القارات". ويرى زانيني أن الفوز باللقب القاري ليس في مقدمة أولويات وأهداف المنتخب البرازيلي بل إنه يعتقد أيضا أن الفريق قد لا يستطيع بلوغ المباراة النهائية للبطولة.. وقال زانيني: "المهم هو أن يلعب المنتخب البرازيلي بشكل جيد، ويقدم أداءً هجوميا متناسقا يتوافق مع التراث الكروي البرازيلي.. هذا هو الأكثر أهمية من الفوز بلقب كوبا أمريكا، نحتاج إلى استعادة هويتنا التي فقدناها في السنوات الأربع الماضية"، في إشارة إلى الأسلوب الدفاعي المثير للجدل الذي اتبعه دونجا في كأس العالم الماضية بجنوب أفريقيا.
