نظم صباح يوم أمس شباب الثورة في محافظة إب ومعهم مئات الآلاف من أبناء المحافظة مسيرة جماهيرية سلمية حاشدة انطلقت من ساحة الاعتصام المفتوح للشباب باتجاه شارع تعز وجولة الصوفي وشارع المحافظة والعودة إلى ساحة الاعتصام، وفي المسيرة التي شاركت فيها مختلف الائتلافات والتكتلات الشبابية والجماهيرية ومنظمات المجتمع المدني ردد المشاركون العديد من الشعارات ومنها "الشعب يريد سرعة تشكيل مجلس انتقالي والشعب يريد رحيل بقايا النظام والشعب يريد محاكمة القتلة وصانعي الأزمات". وقال عدد من المشاركين في المسيرة بتصريح للصحيفة إن الشعب اليمني يمر في أسوأ الأوضاع الاقتصادية والأمنية، خاصة بعد محاربته من قبل بقايا نظام صالح في قطع التيار الكهربائي على المدن لأكثر من عشرين ساعة في اليوم الواحد وكذا إخفاء الغاز والبنزين والديزل وبيعها في السوق السوداء عبر سماسرة وبمبالغ خيالية، الأمر الذي سبب في ارتفاع الأسعار داخل الأسواق اليمنية وقيام العديد من الشركات والقطاع الخاص بتسريح عدد كبير من العمال والموظفين والاستغناء عنهم ومع ذلك فإن الجماهير اليمنية تعرف أن ذلك السيناريو من إعداد وإخراج النظام وأن لا حل لكافة المشاكل والمعاناة التي يتجرعونها منذ عشرات السنين إلى من خلال المشاركة في إنجاح الثورة الشبابية الشعبية السلمية وإسقاط بقايا ذلك النظام ورحيل صانعي الأزمات، وشدد ا لمشاركون في المسيرة على ضرورة الإسراع في تشكيل المجلس الانتقالي، رافضين أي تدخلات خارجية إقليمية أو دولية لا تسهم في تشكيل المجلس الانتقالي ورحيل ومحاكمة كافة رموز النظام، وأدان المشاركون كافة الممارسات القمعية التي تواصلها قوات الحرس الجمهوري والأمن في محافظة تعز ضد إخوانهم المعتصمين في ساحة الحرية والآمنين في منازلهم، مطالبين كافة أبناء الوطن لتحمل مسؤولياتهم في الحفاظ على سلمية الثورة والسكينة العامة والأمن في مختلف محافظات الجمهورية وذلك من خلال تشكيل اللجان الشعبية في مختلف الأحياء السكنية. مؤكدين بأن الفرصة لاتزال مفتوحة لكافة أفراد الجيش والأمن للانضمام إلى الثورة الشبابية الشعبية السلمية والعمل على تحقيق كافة الأهداف التي خرج شعبنا اليمني إلى ساحات الاعتصامات والحرية من أجلها. وحذر شباب الثورة في إب المجلس المحلي بالمحافظة من استمرار العبث في ثروات المحافظة واعتماداتها وأراضي الأوقاف وأراضي الدولة والمشاريع والمناقصات وغيرها في ظل هذه الأوضاع التي تمر بها البلاد بشكل عام، مشيرين إلى أن ذلك حق عام ولن يتهاون أبناء المحافظة من محاسبة كل الفاسدين والعابثين في المال العام. وعلى ذات السياق تظاهر الآلاف بالضالع للمطالبة بسرعة تشكيل مجلس انتقالي، ورحيل بقايا رموز النظام وأقاربه. وهتف المتظاهرون الذين جابوا عدداً من شوارع مدينة دمت ومنطقة مريس:" صامدين صامدين .. يا بقايا الفاسدين"، "الشعب يريد بناء يمن جديد"، "يا من وقف البترول ..يا خاين ما انته مقبول"، " يا صناع الأزمات .. لا وقود ولا خدمات". وطالب المتظاهرون بالتصعيد الثوري لإسقاط بقايا رموز النظام وتحقيق كل أهداف الثورة وسرعة تشكيل مجلس انتقالي، ومحاكمة قتلة المتظاهرين والمتلاعبين بالمشتقات النفطية. وحيا المشاركون في المسيرة في بيان صادر عنهم صمود الثوار في ميادين التغيير والحرية، مؤكدين أن الثوار قطعوا عهداً على أنفسهم بأن لا يبرحوا الساحات والميادين مهما كانت الظروف، إلا بتحقيق كل أهداف الثورة, مؤكدين أن يد العدالة طويلة وعلى بقايا النظام الإدراك أن تماديهم بالعقاب الجماعي للشعب اليمني في قطع الكهرباء والمشتقات النفطية لن يعيد صالح ونظامه الميت.