وصلت محطات الجولات ال(6) المضغوطة من دوري الأولى التي أعيد بها دوران كرة القدم في ملاعبنا لدوري الدرجة الأولى المنقوص من ثلاث فرق هي (الصقر وحسان والرشيد)، الثلاثي الذي أصدر بهم الاتحاد قرار تهبيط إلى دوري الثانية على مرحلتين، حيث ابتدئ بحسان والرشيد، ثم الصقر الذي رفض العودة إلى الخطوة الأخيرة التي شاءت الظروف أن تجعلها في اتجاه غير واضح المعالم في ظل كثير من التشابكات بين طرفي المرحلة التي انحصرت بين العروبة المتصدر بفعل قرارات الاتحاد والتلال الملاحق والمتصدر السابق. فقد كانت جولة الأمس التي لم تقم فيها سوى ثلاث مباريات كما هو حال كل الجولات ال(6)، وهو ما يلغي شرعية الدوري من أساسه، تضع بقية هذا المشوار المختلف لكرة القدم في العالم أجمع في اتجاه مقسوم على خطين كليهما يسميان بطل الدوري بين الفريقين اللذين بقي في مشوارهما مباراتان للتلال ومباراة وحيدة للعروبة، وستكون مع التلال نفسه الذي سيخوض قبلها مواجهة مع أهلي تعز في تعز في حال حقق الفوز فيها سيكون في اتجاه التمسك بفرصة التتويج من خلال لقاء فاصل سيكون ما بعد فوزه على العروبة، حيث سيتساوى الفريقان في الرصيد النقاطي بينهم الذي يفصله حاليا (6) نقاط لصالح العروبة. الوضع الذي ارتسم به المشهد المتبقي في مشاوير الفريقين وضع الكثيرون من المتابعين في حالة رصد مغلفة بالتساؤلات عن كيفية أدوار ذلك المشهد، ومن سيكون بطله الأوحد وفض حالة الاشتباك المفروض بين عارف الزوكا وزير الشباب رئيس نادي التلال ويحيى محمد عبدالله صالح قائد الأمن المركزي ونائب رئيس نادي العروبة.. خصوصا بعدما تجلى ذلك في حضور قناة "سبأ" عصر الثلاثاء إلى مباراة العروبة والجار المسكين وحدة صنعاء، حيث كانت القناة تحضر بعد غياب طويل، وتنقل احتفالات العروبة بعدما وصل إلى مسامعهم بأن التلال يتعادل مع شعب حضرموت.. ليظهر المشهد في صيغته الحقيقية بأنه باتجاه قيادات عليا تمثلت في شخصية يحيى محمد عبدالله صالح الرجل المهم في نادي العروبة. فوز التلال على الشعب الحضرمي الذي أجل تتويج العروبة، بل وربما قد يطيح به باعتبار التلال بعد عودة محترفيه انتوني وتاسافا قادر على الفوز على أهلي تعز الذي لم يعد يكسب أية مباراة على الملعب ولا خارجها، ومن ثم الفوز على العروبة في لقاء الختام بينهما، ثم الانتقال إلى المحطة الحاسمة باعتبار الأهداف وفارقها لا يتوج بطلا في نظام دورينا.. وعليه يكون الزوكا الذي هو الآخر كان محطة الإصرار على عودة مباريات الدوري، ولو على أوضاع مأساوية يتشارك فيها كل أبناء الشعب، ويعانون فيها كل شيء (ماء وكهرباء وبنزين وخوف)، حيث سيكون الزوكا في حال لم ينصع لرغبة من هم أكبر منه في مواقع القرار (يحيى محمد عبدالله صالح) في اتجاه حماية حظوظ التلال والتمسك بإمكانية تحقيق اللقب الذي سيحسب أنه كان في عهده، ليبقى له ذكرى بعدما شتت التلال وأبناءه من خلال حراس وطابور خامس أعطيت له مهمات التنفيذ. ومن بين كل ذلك سيكون الزوكا في اتجاه مهم مع لاعبي فريقه لتجاوز محطة ملعب الشهداء في تعز خوفا من تتدخل رؤوس أخرى تحب أن تصنع الجمالة بصافرة سيئة يحتاج إليها في مثل هذه المواعيد - دائما - وقد سبق لها أن تواجدت في أكثر من موسم.. وأصبح يشار إليها بأنها صاحبة مهمات خاصة في هكذا مواقف.. مهمة الزوكا تتجلى في إيجاد مساحة خالية من الشبهات لمواجهة فريقه القادمة، ليبقى التلال الذي يمثله هو في دائرة التنافس، وفتح بوابة صراع ثنائي بينه وبين العروبة فقط. البعض لا يرى ذلك ممكنا في ظل النفوذ الأكبر الذي يمتلكه يحيى الذي كان فيه حضور قناة "سبأ" في المواجهة السابقة ينطوي في ذلك الاتجاه.. وبالتالي يبدو المشهد الأخير خارج حسابات التنافس الكروي بين الأقدام، وفي اتجاه مجالس الكبار الذي سيكون فيه العروبة حاضرا وبقوة من خلال من يقوده أصحاب النفوذ حتى على مواقع قرار اتحاد كرة القدم. نحن سننتظر محطة تعز وملعب الشهداء، وما ستسفر عنه، حينها سنكون في مساحة إما بتأكيد ما نقوله اليوم، أو بأننا أخطأنا، وأن الأمور ليس كما توقها المتابعون، وأن كرة القدم مساحة للتنافس الشريف!!.