بعد غياب الرجل عن أنظار زوجته لساعات طويلة في نهار رمضان يأتي الليل ليلتقي بها وقت الفطور وما أن يتناول الفطور حتى يلوذ بالفرار من البيت، مما يجعل الزوجات يشكين هروب الأزواج ويتساءلن : ماذا في الخارج حتى يترك الزوج زوجته وأسرته في ليل رمضان؟! ولماذا لا ترافقه زوجته إلى حيث يذهب؟!؟ بشكل عام عش الزوجية .. يهرب منه بعض الأزواج .. إلى صحبة يرونها أفضل .. أو أماكن تسعدهم أكثر .. وأوقات يجدونها أكثر متعة من التي يقضونها مع زوجاتهم .. فالعشش أصبحت خالية .. وهناك بعض الأزواج يلقون اللوم على الزوجة في ذلك .. والبعض الآخر له رأى مختلف. توجهنا للأزواج والزوجات لنبحث عن الطرف المظلوم فخرجنا بالحصيلة الآتية (شكوى زوجات) تقول (و.أ) – موظفة أنها تعاني من هذه المشكلة حيث أن لا تلتقي زوجها إلا وقت الفطور، وبعدها لا تجد إلا رائحة العطر الذي يرشه على نفسه، وإن عاتبته لهروبه وجلس معها (جَبر خاطر)، فإنه يقوم بانتقادها في كل صغيرة وكبيرة وعلى أشياء كانت معتادة القيام بها من دون أن تتعرض لانتقاد وكأنه يفهمها بأن خروجه أفضل لها!!! أما أم نهى ربة بيت فتقول أن مكوث (أبو العيال) في البيت هي مناسبة للمعارك الزوجية فبعد هذه المعارك يطفش أبو العيال من البيت وحيداً ليلهو مع أصدقائه، بمبرر أن وجوده في البيت يعني المزيد من المشكلات وأنه يختصر الشر... أحياناً أتساءل لماذا لا نخصص لأنفسنا يوم نحن الزوجات ليكون للمرأة وحدها الحق في الهرب من البيت واللهو مع صديقاتها بينما يبقى الرجل في البيت يعتني بالأطفال ويُراعي شؤون المنزل؟!؟ تقاطعها الحديث جارتها سلوى فتقول : خروجنا من المنازل بلا رجال سواء هرباً من المشكلات الزوجية أو لمجرد تحقيق الندية المفقودة في مسألة الاستمتاع بالوقت أمراً ممكناً، ولكن لنتفق أولاً أن الرجل يتصرف بأنانية حين ينسحب من البيت بحجة الهروب من المشاكل دوناً عنا، فمثلا ليل رمضان تنتظره الزوجة والعائلة لأسباب عديدة منها جمع شمل الأفراد في جو عائلي، قلما يتحقق في بقية الأيام ومنها حاجة الزوجة إلى رؤية وجهه أطول مدة ممكنة... الأمر معلق عند هناء اليريمي حيث أنها تبرر خروج زوجها من البيت؛ لأنه مولعي ويفضل التخزين مع أصدقائه، واليوم الوحيد الذي يجلس في المنزل ويسهر معها فإنه يُلزمها بتناول القات لكي لا تنام، قبله لهذا فهي الوحيدة من بين هؤلاء التي لا تشتكي هروبه بتاتاً !!!! الأزواج يبررون يقول زوج الأخت (و.أ) رداً على شكوى زوجته : افتراق الزوجين لمعظم الوقت في رمضان أو غيره يجعلهما أقل احتكاكاً وبالتالي أقل دخولاً في الجدال والمناكفات، وأقل عُرضة للاستفزاز المتبادل. أما عن قصة الانتقادات فطبيعي احتكاكي معها يكشف لكل منا جوانب في سلوكيات الآخر كانت غائبة عنه لشهور، ويتم التصادم حول تلك السلوكيات أو المواقف فتتطور الأمور إلى مشاجرات حادة ..هذا كل ما في الأمر ... اختلاف الاهتمامات دكتور سمير يقول: هناك الكثير من الأزواج لا توجد بينهم أشياء مشتركة ولا يجتمعون على اهتمامات واحدة .. فهوايتهم مختلفة .. وتجد الرجل على سبيل المثال يحب مناقشة مواضيع معينة لا تهتم بها الزوجة كالأمور السياسية أو الرياضية مثلا، واختلاف الاهتمامات بين الرجل والمرأة يعود إلى أسلوب التربية المختلف بين الطرفين.. لذلك تجد الرجل يجد متعة أكبر في المكوث مع أصدقائه لفترات طويلة قد تكون أكثر من تلك التي يقضيها في بيته.. أسئلة لا تنتهي!!
يقول حازم السعيد: لا أخفى عليك أن من أهم أسباب مكوث الرجل خارج بيته وعدم رغبته في الجلوس مع زوجته هو بعض النكد الذي تسببه الزوجة، فتجد من النساء من إن قضى الزوج معها 23 ساعة في اليوم وخرج ساعة واحدة .. تنكد عليه وتعكر عليه صفوه .. وتسأله سؤال الملكين عن تلك الساعة التي قضاها وتتهمه بأنه مقصر معها.
وهناك أحد أصدقائي قام بفتح محل خصيصاً ليقضى فيه وقته بعد عمله الصباحي ولا يعود إلى البيت، وفى هذا المحل يستضيف أصدقاءه ويجلس معهم حتى وقت متأخر من الليل، ليضمن أن زوجته نائمة .. فيعود إلى البيت دون كلام أو نقاش وهذا الحال يتكرر يوميا. مسئولية الزوجة!! وتقول د. جورجيت عبد الله أستاذ علم الاجتماع أرى أن السبب الرئيسي في عدم تواجد الزوج في بيته باستمرار هو تقلص دور البيت والزوجة في التنفيس عن أعبائه، بعد ضغوط الحياة المستمرة، بل تصبح الزوجة في كثير من الأحيان إضافة جديدة إلى أعبائه، فعندما يعود الزوج إلى منزله بعد عناء العمل يريد أن يستريح وينسى تعبه وعناءه ولكن في معظم الأحيان يجد زوجته كثيرة الشكوى .. خاصة إذا كانت لا تعمل ولا تشغل وقت فراغها ، ليكون الزوج غير قادر على سماع تلك الشكاوى، ولا يتحمل المزيد من الهموم، وتشعر الزوجة آنذاك أنها تتحمل المسئولية وحدها وأن زوجها خارج البيت ولا يشاركها تلك المسئوليات، فتبدأ في الشكوى وأنه لا يبالى ولا يمارس أي دور، أما الرجل فلديه القدرة على الفصل ويحب الخروج من دائرة الأعباء، فإذا لم يجد ذلك بالبيت كان الأصدقاء والخروج خير ملاذ له.
ولذلك يجب على الزوجة توفير مناخ جيد للزيارات العائلية، وفتح الحوارات الإيجابية مع الزوج التي تخلو من المشاكل والمنغصات والشكاوى، وكذلك يجب أن يكون هناك عناصر جديدة في الحوار بين الطرفين ولا يقتصر الحوار على موضوعات واحدة، كما أن على الزوجة دوراً في اختيار الأماكن التي يمكن أن يصطحبها فيها مع الأبناء، وعلى الزوجة أيضا أن تبحث عن الأشياء المشتركة بين الزوج والأبناء وتحاول أن تقربهم إلى بعضهم البعض. فواصل : أسباب هروب الأزواج من المنزل 0 1-يلاحظ أن مثل هذه الحالة تحدث لدى الأزواج حديث العهد بالزواج ، فلم يتكيف الزوج بعد مع حياته الزوجية الجديدة ولم يشعر بعد بالمسؤولية ، فيحتاج إلى وقت ثم يتكيف مع الوضع الجديد 0* 2= قد لا يكون هناك انسجاما بين الزوج والزوجة ، فيتسبب عدم الانسجام بحدوث المشاكل بين الزوجين ، فيفر الزوج هروبا من هذه المشاكل 0 3-انعدام المحبة بين الزوجين أو المحبة من طرف واحد كأن يكون الزوج لا يحب الزوجة ، فيهرب الزوج من المنزل لأنه لا يحس أن في وجوده ما يسعده أو يدخل السرور إلى قلبه 0* 4- الهروب من المنزل بالنسبة للزوج مؤشر حقيقي إلى أن الزوج لن يصبر على هذا الوضع ، فهو سوف يفكر في الزواج بأخرى تملأ عليه الفراغ الذي لم تملأه زوجته الأولى(0فانتبهي أيها الزوجة حتى لا يفعلها زوجك) 0