/ فارس الحميري بسمة الأصبحي لم تلمس الدراما اليمنية في شهر رمضان هموم الناس بقدر ما روجت لقضايا سياسية تهم طرف معين ضد آخر في هذا البلد الذي يعاني من اضطرابات منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس علي عبدالله صالح في فبراير الماضي. هكذا يرى متابعون للدراما من فنانين وصحفيين ومواطنين ما يقدم من مسلسلات على شاشات الفضائيات رسمية كانت أو خاصة في اليمن. ويقول الكاتب المهتم بالشأن الفني والثقافي في اليمن، صدام احمد إن دراما هذا العام لم تقدم جديدا، وما زالت تدور في حلقة مغلقة، مضيفا انه «في ظل ما تمر به بلادنا من احداث ثورية، لم يتسن للتلفزيون الرسمي تقديم مسلسلات كثيرة سوى مسلسل (قبل الفوات) وقد اتخذ منحى سياسيا حول ما يدور في الساحة». وتابع ان المسلسل «تظهر فيه الوجوه المعتادة ولا يقدم دراما تلامس هموم الناس، بقدر ما يروج لقضايا سياسية تهم طرف معين ضد طرف آخر». وانتقد احمد مسلسلاً آخر هو (همي همك3)، وهو مسلسل كوميدي يعرض للعام الثالث على التوالي على قناة السعيدة الخاصة، وقال انه «يضحك الناس بطريقة غير راقية». بدوره، قال الصحفي والكاتب المتخصص في الفن احمد عبدالرحمن، إن الدراما اليمنية في رمضان هذا العام ظهرت بمستوى فني ضعيف جدا ولم تقترب من حياة الناس ولم تلامس همومهم اليومية، إلا بقدر قربهم لهذا الطرف او ذاك من أطراف النزاعات السياسية. ورأى عبدالرحمن وهو مشرف ملحق (ألوان) وهو ملحق فني ثقافي يصدر صباح كل خميس عن صحيفة (الجمهورية) الرسمية، ان الدراما مثلت هذا الموسم جزءا من الحرب الإعلامية بين أطراف الصراع في اليمن. ودعا الفضائيات وكتاب الدراما الموسمية في اليمن إلى الاستفادة من النقد الذي يوجه اليهم، مضيفاً ان مسلسل «همي همك» في جزئه الثالث لهذا العام لم يستفد من الانتقادات التي وجهت له خلال الأعوام السابقة. وقال عبدالرحمن إن الدراما في اليمن تعاني من إشكاليات كبيرة كنظرة القائمين عليها بانها مجرد «بيانات سياسية»، بالإضافة إلى الإشكاليات الكبيرة، وهي مشكلة غياب المؤلف الذكي والممثل المحترف والمخرج المخضرم. ويعمل الممثل اليمني في أجواء معقدة وبما يملى عليه من قبل القائمين على القنوات. ويقول الممثل كمال طماح إن الوضع الدرامي اليمني «غير جيد» ومن المفروض على الدراما اليمنية ان تكون محايدة أكثر وتنقل الحقيقة التي نعيش فيها بصدق. وتابع طماح ان معظم الدراما اليمنية لاتشاهد باستثناء بعض المسلسلات الكوميدية. وتقول الصحفية صفاء السداوي إن الدراما اليمنية لم تقدم أي جديد يخدم المواطن او تقف معه في ظل الظروف القاسية التي لم نعشها من قبل. وأعربت عن اعتقادها ان السبب يعود إلى الأجهزة الحكومية المتحكمة في كل شيء. وأوضحت السداوي «ان الممثل اليمني والمؤلف والمخرج مازالوا يتقيدون بقوانين وزارة الإعلام التي قد توقف إي دراما لا تخدمها، لذلك نجد الدراما اليمنية لم تتقدم ولا شبر، حتى لو تقدمت ففي ظل الكوميديا التي تضحك فقط». ورأى جمال حيدرة وهو إعلامي في قناة (السعيدة) الخاصة ان الفضائيات اليمنية «لم تقدم اي جديد يخدم المواطن إلا ان مسلسل (همي همك3) اخرج إلى حد ما المواطن اليمني من حالة الاكتئاب إلى حالة من الإضحاك بأسلوب كوميدي جميل مع التلميح إلى بعض المشاكل التي تمر بها اليمن». فيما قالت اليمنية غدير عبدالسلام وهي طالبة جامعية «لم تكن للدراما هذا العام في رمضان أي موقف من الوضع الذي نعيشه فعلى الرغم من قلة الإنتاج الدرامي إلا ان الطابع الكوميدى هو الطاغي، والمشاهد لهذه الأعمال يظن ان اليمن لا يعاني من أى شيء وهذا عيب على الدراما». شينخوا