اعتبرت قيادة أنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية والجيش اليمني الحرّ المؤيد للثورة عودة الرئيس صالح، الذي وصفته بالفاقد للشرعية أسقطت شرعية النائب عبدربه منصور الذي كانت قد بدأت تؤمن صنعاء وبعض المدن الأخرى لتعيش اليمن بعودته فوضى عارمة، ونذر حرب أهلية طاحنة، يزمع النظام إشعالها.. وقالت - في بيان حصلت الصحيفة على نسخة منه - إنه ومنذ ما يقرب من ثمانية أشهر خلت، رغم سلمية ثورة شعبنا والصورة الحضارية التي يضرب بها المثل لثورة شبابنا الشعبية السلمية ورغم قدرة الشعب على المواجهة وحسم الأمور واستعادة السلطة المغتصبة، إلاّ أن قيادة أنصار الثورة والقوى السياسية الوطنية الحرة وشباب وشابات ساحات الحرية والتغيير في كل ساحات الوطن حريصون كل الحرص على أن لا تزهق روح واحدة أو تراق قطرة دم. وأمام هذا التداعي الخطير المنفجر بعودة الرئيس.. دعت قيادة أنصار الثورة أحرار اليمن وأحرار المؤتمر الشعبي العام وأحرار القوات المسلحة والأمن البواسل وأحرار الحرس والأمن المركزي والنجدة أن يتحملوا مسؤوليتهم الوطنية والدينية والأخوية والإنسانية أمام شعبهم، وعدم توجيه أسلحتهم إلى صدور إخوانهم أبناء الشعب. ووصف تصريحات الرئيس بأنه "عاد حاملاً غصن الزيتون غير حاقد ولا ناقم" غطاء شيطاني حاول من خلالها أن يذر الرماد في العيون وأن يسوّق به نفسه عبر الأعلام أنه عاد صانعاً للسلام، مشيراً إلى أنه وخلال أربعة وعشرين ساعة من عودته ومن خلال الأفعال في الميدان يتجلى أنه عاد بنفس مريضة حاقدة منتقمة، محاولاً من خلال تكثيف القصف الصاروخي والمدفعي وبكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة اقتحام ساحة الاعتصام - حسب البيان -. وأضاف: فإذا كان العدو الإسرائيلي يواجه أعداءه بالرصاص المطاطي وخراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لا من مبدأ العقيدة والخوف من الله ولكن حرصاً على سمعته الدولية، مستدركاً بأن قوات بقايا النظام استخدمت ضد أبناء الشعب العزل المدفعية الثقيلة عيار "160" إلى أدنى عيار ومختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والرشاشات وأسلحة القنص، دون خوف من الله أو خشية على سمعته وسمعة البلاد. واعتبر عودة الرئيس صالح عودة مشؤومة تمثل فاجعة كبرى لليمن واليمنيين، وقال: هذا الدعي الذي انحرف بمسار الثورة اليمنية المجيدة المباركة سبتمبر وأكتوبر وأهدافهما محاولاً تحويل بلادنا إلى إقطاعية خاصة به، وهو الجاهل الذي لا يفرق بين الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وبين الممارسة الاستبدادية والحرب الأهلية، ولقد كنا نتمنى أن يتعض خلال فترة مكوثه لدى الأشقاء بمملكة الأحرار وما تتمتع به من أمن واستقرار ودعة وطمأنينة ونمو وازدهار، هذه المملكة التي احتضنته وأشفقت عليه وعالجته وتحملت إساءاته لها ولأبناء شعبنا اليمني من على أراضيها وهو العدو اللدود لها، كنا نتمنى أن يعود منها وهو يحمل روح التسامح والبناء والاستقرار والطمأنينة إلى أبناء شعبنا، وإذا به يأتي حاملاً نوايا نيرون للدمار والحرب والاقتتال، مهدداً بوصول الدماء إلى الركب، محدثاً نفسه ومتوعداً بإقامة مذابح جماعية لأبناء شعبناً الوادع المسالم، وهذه هي المقدمات التي يبشر بها أبناء شعبنا لأفراح ثورتنا المباركة بجناحيها السبتمبري والأكتوبري من خلال عودته المشئومة، وما سيل التفجيرات والكثافة النيرانية التي انهالت بالأمس وصباح يومنا هذا السبت 24/9/2011م على ساحة الاعتصام والحصبة والفرقة الأولى مدرع والأحياء المجاورة لها ومدينة تعز وأرحب ونهم، إلاّ دليل واضح على أنه عاد حاقداً منتقماً متوعداً بتدمير بلادنا وتذبيح وتقسيم أبناء شعبنا. وإذ ثمن بيان قيادة أنصار الثورة جهود الأشقاء والأصدقاء، مقدراً ما قاموا به من مساعي صادقة حثيثة لتجنيب اليمن ويلات الحرب والاقتتال.. ناشد الأشقاء وعلى رأسهم دول مجلس التعاون الخليجي، والأصدقاء وفي مقدمتهم الولاياتالمتحدة الأميركية وبريطانيا والإتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي، الأخذ على يد الرئيس صالح وردعه وكبح جماح تصرفاته اللامسؤولة والتي ينوي من خلالها تفجير الوضع عسكرياً وإشعال حرب أهلية طاحنة في بلادنا، قد تطال بتداعياتها المنطقة برمتها، ومؤثرة على السلم العالمي برمته. وتابع بالقول: وها هو شعبنا الصابر المناضل حتى لحظة كتابة هذا البيان يعيش رعب نذر هذه الحرب التي فجرها هذا الجاهل منذ عودته فجر أمس ونجم عنها حتى اللحظة أكثر من "32" شهيداً وما يزيد عن "800" جريح ومصاب، وبالرغم من ذلك كله لا يزال أبناء شعبنا ولا زلنا نحن متمسكين بسلمية ثورتنا، مراهنين على صبر أبناء شعبنا ونضاله وتصميمه على نجاح ثورته وعلى المسؤولية الأخوية والإنسانية للأشقاء والأصدقاء لردعه وعصابته عن تصرفاتهم اللامسؤولة.