احتشد الآلاف من ثوار وثائرات عدن في ساحة الحرية لأداء صلاة (جمعة شهيدات الثورة السلمية) وقال خطيب الجمعة إن المرأة المسلمة ضربت في التاريخ أروع صور التضحية وكانت أول من أسلم وصدق بنبوءة محمد صلى الله عليه وسلم وأول امرأة استشهدت في تاريخ الإسلام كانت سمية، التي رفضت كلمة الكفر وأصرت على التمسك بكلمة التوحيد فقام الطاغية أبو جهل بقتلها. وتابع الشيخ أبوبكر عمر عبيد أن المرأة تواصل التضحية وهاهي الثورة السلمية تقدم شهيدات طاهرات خرجن ضد الظلم والاستبداد، وهتفن ضده وطالبن بالكرامة. وقال إن منطق الطاغية المجرم (إما أن أحكمكم أو أقتلكم)، وإن مفهومنا الشامل للتوحيد أن يتحقق للشعب اليمني الحرية والكرامة وأن نقيم الحق والعدل على أرضنا( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين). وذكَّر خطيب ساحة الحرية بعدن بالحديث النبوي: ( إذا تهيبت أمتي أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منها)، وقال: هذه الأمة انتم يا شباب من أحياها لأنكم هتفتم في وجه الظالم وصرختم بكل حماس (ارحل يا ظالم يا قاتل)، فقدمتم من خيرة زملائكم أكثر من ألف شهيد وثلاثة آلاف جريح، وأول هذه الكوكبة من الشهداء كانت من عدن، وهذه الدماء التي سكبت من أجل الحرية لن تذهب هدراً، ولباطن الأرض خير لنا من ظهرها إن ظل يحكمنا هذا الرجل. وأشار الخطيب إلى أن هذه المحافظة الثائرة يراد لها أن تغرق في معمعات الخوف، مستدركاً بان شباب الثورة هم من سيفشلون كل المخططات. وبعد أداء الصلاة هتف الثائرون بشعرات الثورة ثم انطلقت مسيرة جابت شوارع مدينة كريتر(عدن) وهم يحملون الأعلام الوطنية ويؤكدون على محاكمة رموز النظام الذي أزهق أرواح النساء في مصلى تعز وفي أماكن كثيرة ارتكب فيها مجازر مروعة. وانتهت المسيرة بجولة(زكو) وسط مدينة كريتر، حيث أكدت سامية أحمد احد قيادات الثورة بساحة الحرية بعدن أن الوقوف في هذه الجمعة المباركة وقفة إجلال وإكبار لشهيدات الثورة السلمية، من سطرن أروع صور البطولة والتضحية امتدادا لتاريخ ضارب في القدم لنساء اليمن ممن ورثن المجد من لدن بلقيس وحتى هذه اللحظة، حيث تقف الملايين من النساء إلى جانب أشقائهن الرجال في ملحمة الثورة السلمية بساحات التغيير والحرية. وأشارت سامية إلى أن جميع ثوار وثائرات عدن الباسلة لن يسمحوا لبقايا النظام أن يلعبوا بأمن واستقرار محافظة عدن التي ستبقى رمزاً للسلام والمدنية، وإن كل محاولات بقايا النظام لجر المحافظة إلى أتون العنف واللا استقرار والفوضى بواسطة بعض المأجورين سوف تفشل وتنكسر أمام وعي أبناء عدن المدنيين والحضاريين.