نفذ صحفيون وحقوقيون وقفة احتجاجية أمس الأحد بمقر نقابة الصحفيين اليمنيين بصنعاء للتضامن مع الزميلين عبد الكريم ثعيل وعبد الإله شائع, والمعتقلين منذ فترة في سجن الأمن القومي. وحمل مروان دماج أمين عام نقابة الصحفيين اليمنيين,الأمن القومي مسئولية اختطاف الزميل ثعيل وعواقب تداعيات ما قد يتعرض له داخل السجن. وقال دماج خلال شرحه لما اتخذته النقابة من خطوات بهذا الصدد,إنهم نفذوا وقفة احتجاجية أمام النائب العام وحصلوا على توجيه من المحامي العام يطالب فيه وزير الداخلية بالكشف عن مصير اعتقاله,لكن لم يتم التجاوب والتوصل إلى نتيجة. وأشار إلى أن النقابة قامت بتصميم صورة لثعيل وأرسلتها لعدد من الصحف واستجابت حتى الآن صحف: "أخبار اليوم" والمصدر والثوري, داعياً البقية إلى اتخاذ نفس الخطوة والتضامن مع كافة الزملاء. واعتقل ثعيل في ال14 أكتوبر الماضي برفقة شقيقه بسام وناشط آخر بالثورة حمير المقبلي عندما كانوا في طريقهم إلى منازلهم حين أوقفتهم نقطة للنجدة في الحصبة واقتادتهم إلى مكان مجهول. ويعمل ثعيل مسؤولاً إعلامياً في تكتل "وطن" للثورة الشبابية في ساحة التغيير,كما عمل محرراً في موقع "نيوز يمن",الإخباري,بالإضافة إلى تأسيسه مع زملاء آخرين موقع 3فبراير الإخباري. من جانبه أعرب نقيب الصحفيين ياسين المسعودي,عن خشيته من استمرار الانتهاكات تجاه الصحفيين سواء بالاعتقال أو السجن أو الاعتداء الجسدي، وألمح إلى أن المرحلة القادمة قد تشهد تطوراً إيجابياً للصحفيين في حال أفضى الحل السياسي إلى واقع ملموس,لكنه استدرك بالقول إنهم في النقابة مستعدون لأي سيناريو يتعلق بالصحفيين. وطالب المسعودي اللجنة المشكلة من النقابة لمتابعة قضية شائع وبقية الصحفيين إلى ممارسة عملها ورفع تقرير يحدد ما قامت به وما الذي يتعين على النقابة اتخاذه من اجل حماية منتسبيها. وكانت سامية الاغبري ومنصور الجرادي قدما عرضاً موجزاً لما قامت به اللجنة التي هما عضوان فيها خلال الفترة الماضية, قائلين إنهما بصدد إعداد تقرير يوصف قضية اعتقال شائع قانونياً وسيقومان بمخاطبة الأمن القومي بضرورة الإفراج عنه وإبلاغ الاتحاد الدولي للصحفيين. وخلص رأى المشاركين إلى اقتراح تقدم به علي الفقيه نائب رئيس تحرير صحيفة المصدر,يقضي بتوجيه رسالة إلى الأمن القومي بشأن شائع ومقابلة النائب العام للتوجيه بذلك,وكذا تنفيذ وقفة احتجاجية أمام النائب العام وجهاز الأمن القومي بغية الضغط عليه لإطلاق سراح ثعيل وشائع. وكان عبد الإله شائع وهو صحفي متخصص في شؤون تنظيم القاعده,قد اعتقل في 16 أغسطس من العام الماضي,عندما داهمت قوة كبيرة تتبع الأمن القومي منزله بشارع العدل بالعاصمة صنعاء واقتادته إلى السجن. وتنقل شائع بين عدة سجون,حيث زار سجن الأمن القومي ثم الأمن السياسي قبل أن يستقر قرار سجانوه بإيداعه غياهب سجون الأمن القومي بعد أن أصدرت محكمة امن الدولة بسجنه. ويقول عبد الرحمن برمان محامي شائع أن موكله يعيش ظروفاً بالغة السوء بعد تدهور حالته الصحية ومنع أسرته من زيارته في بعض الأحيان. وأثار حادث اعتقاله موجة انتقادات وإدانات واسعة ضد السلطات اليمنية من منظمات حقوقية ومحلية ودولية. وأوضح نقيب الصحفيين أنهم ما يزالون يتابعون قضية إفراجه بعد أن كان حصل على قرار من الرئيس السابق صالح بالإفراج عنه غير أن ذلك لم يتم,دون أن يعطي النقيب مزيداً من الإيضاحات. وفي سياق متصل,استنكر مروان دماج بشدة ما تعرض له عدد من الصحفيين المرافقين للجنة كانت تزور منطقة دماج بصعده على أيدي الحوثيين. وقال دماج إن الصحفيين بينهم محمد الأحمدي والمصور فاروق الشعراني ابلغوه أن الحوثيين قاموا باستجوابهما لفترات طويلة وحققوا معهما وعرضوا حياتهما للخطر. ونقل دماج عنهما القول إن قيادياً في جماعة الحوثي ابلغهما أن حياتهما في خطر إن زارا مركز دماج,كما ذكرا أن هواتفهما الشخصية صودرت مع إتلاف صور كانت في حوزتهما. وأوضح أن الحوثيين منعوهما في البداية من مغادرة المحافظة إلا بعد موافقتهم,لافتاً إلى أنهم أصدروا بياناً أدانوا فيه ذلك التصرف. واستغرب أن يقوم الحوثي بهذا التصرف بمنع صحفيين من القيام بواجبهم في نقل الحقيقة للرأي العام,وقال إن النقابة ترفض أن تمنع أي جهة كانت الصحفيين من ممارسة واجباتهم المهنية في نقل ما يدور في الواقع.