مازال القائمون على شأن كرة القدم في بلادنا المطحونة في كل أوضاعها وأحوالها يصرون على البقاء في زاوية مغلقة ذات شأن لا يعترف سوى برغبة أو اتجاه أو نزوة أو ما شيتم أن تسموها بعد أن ظهروا بحلة استخفاف جديدة بالجميع بإعلان مهم حمل في سطوره أن منتصف الشهر القادم سيكون موعدا لانطلاق دوري كرة القدم للدرجة الأولى.. أمر محير وعجيب وغريب، بل ومفجع لكل متابع قبل أن يصل إلى الأندية، فكيف يقدم الاتحاد الموقر على دعوة أندية الأولى للتشاور كما جاء في بيانه لمناقشة لوائحه، وهو الذي مازال غير قادر على الانتهاء من موسمه الماضي الذي لم تقم فيه سوى بطولة دوري الأولى والثانية فقط، فيما أندية الثالثة تنتظر إقرار مباريات تجمعاتها!!. انظروا إلى الحال ومعطياته، فإذا كان الاتحاد يريد السير بقراراته بخصوص دوري الأولى الذي أصدر فيها فتوى تهبيط (حسان والصقر والرشيد) إلى الثانية كخطوة ملحة ترتبط بشأن سياسي بحت تقف وراءه بعض الشخصيات التي تهالكت، ولم يبقَ لها حضور سوى عند هؤلاء، ثم السير في الاتجاه نفسه مع فرق (دوعن والجزع وقصيعر) التي امتنعت عن حضور تجمع عدن لاستكمال دوري الثانية، وعوقبت بقرار تهبيط إلى الثالثة.. فإنه اليوم مطالب بأن يكون قادرا على كتابة السطر الأخير في المعادلة، والمتعلق بتسمية الفرق التي ستصعد إلى دوري الثانية لتحل مكان من هبطت بقرار ومن تبعها بفعل النتائج التي سيكون عددها (6) فرق، ليكتمل عدد فرق الموسم الرياضي بدرجتيه الأولى الثانية.. أما دون ذلك فإن ما يتم التعامل به فإنما هي تترهات وخزعبلات لا يمكن أن يكون لها سند أو ركيزة على الواقع، وإنما محطة من الفوضى والعشوائية التي ستطيح بما بقى - إن كان هناك بقية - في مفردات كرة القدم اليمنية وعلاقة الأندية بالاتحاد وبينها البين، بعدما استطاع أصحاب الشأن اللعب على حبال الظروف والإدارات الفاسدة في عديد من الأندية، وإتباع سياسة (فرق تسد)، في التعامل مع الأزمات التي سببت قرارات الأوقات الماضية. منطقيا ومن واقع أحوال البلاد، وقبل النظر في وضعية الأندية، فإن الوقت غير مناسب لدوران كرة القدم في الملاعب اليمنية مهما حاول البعض فيه قلب الحقائق، ثم إن الاتحاد، وكما أشرنا سلفا لم ينهِ موسمه الماضي الذي مازال فيه حلقة مهمة جدا وجزئية لا يمكن فصلها عن مسار الموسم الجديد، وهي ما يتعلق ب(6) فرق كاملة، يجب تسميتها للصعود إلى دوري الثانية.. فكيف هو منطق صناع القرار؟!!.. وكيف هي حسبتهم في هذا الاتجاه؟!!.. وهل سيكون الاجتماع القادم للاتحاد ثم لقاء الأندية قادر على إيصال رسالة شافية وافية تعتمد مواقف مشرفة؟!!.. أم أنها ستكون على مسار ما سبقها!!.. وسيكون الجميع في دعوة للحضور والموافقة فقط لكل ما يطرح من خلال اعتبارات أن الأوصياء هم أعرف بمصلحة الأندية التي تعودنا الكثير منها ومن خلال من تبعثهم للحضور إلى هذه الاجتماعات إنما كمالة عدد لا تمتلك قدرة الخوض في التفاصيل وإبداء الرأي لما فيه مصلحة أنديتها التي تعيش في وحل الظروف الصعبة والمعوقات!!.. فحين يبدأ الحديث تكون هزت الرأس أو رفع إلى ما هو المسموح به فقط وفقا لما هو مطلوب وما هو مبرمج له!!. إذا هي حالة عبث جديدة ستزيد الأوضاع سوء، وستضر بكرة القدم اليمنية والأندية في هذا التوقيت الذي مازلنا نبحث فيه عن فسحة أمل جديدة تعيد لنا جزء يسير مما فقدناه على خارطة اللعبة في المجالات الخارجية التي كان آخرها سقوط منتخب الشباب في فجيرة الإمارات.. حالة ستكتسي عباءة فرض الواقع على الأندية التي مازالت مغيبة أبسط مقومات قدرتها على الانتقال إلى موضع جديد بعدما مرت به في الفترة الماضية. فما الداعي إذا (لنزيد الطين بلة)، وأن نجبر الأندية على مسابقة الوقت لتلملم أشلاءها لتلبية غاية دون قراءة مسبقة ومتأنية للواقع المعاش؟!!.. هذا هو السؤال أما الإجابة فهي عند من يصنعون القرار!!.